السبت 19 / ذو القعدة / 1446 - 17 / مايو 2025
أُبَلِّغُكُمْ رِسَٰلَٰتِ رَبِّى وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [سورة الأعراف:62] وهذا شأن الرسول أن يكون مبلغاً فصيحاً ناصحاً، عالماً بالله لا يدركهم أحد من خلق الله في هذه الصفات، كما جاء في صحيح مسلم أن رسول الله ﷺ قال لأصحابه يوم عرفة وهم أوفر ما كانوا وأكثر جمعاًَ: أيها الناس إنكم مسئولون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكتها عليهم ويقول: اللهم اشهد، اللهم اشهد[1].

قوله: أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي [سورة الأعراف:62] يعني رسالة ربي، فلما تضمنت شرائع وأحكاماً أطلق عليها رسالات بالجمع، أي أن الله خاطبهم بأمور كثيرة.
وقوله: وَأَنصَحُ لَكُمْ يعني أنه يمحّض لهم النصح بحيث لا يكون فيه غش ولا كتمان ولا دَخَل، وإنما يكون نصحاً محضاً.
  1. أخرجه مسلم في كتاب الحج - باب حجة النبي ﷺ (1218) (ج 2 / ص 886).

مرات الإستماع: 0

"أُبَلِّغُكُمْ قرئ بالتشديد، والتخفيف، والمعنى واحد، وهو في موضع صفةٍ لرسول، أو استئناف."

أُبَلِّغُكُمْ يقول: قرئ بالتشديد، هذه قراءة الجمهور أُبَلِّغُكُمْ.

والتخفيف هذه قراءة أبي عمرو، (أُبْلِغُكُمْ) المعنى واحد لكن كما هو معروف يعني زيادة المبنى لزيادة المعنى، يعني ابلِّغكم يدل على كثرة التبليغ.

"وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف: 62] من صفاته، ورحمته، وعذابه."