فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ [سورة الأعراف:64] أي: السفينة، كما قال: فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ [سورة العنكبوت:15].
وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا [سورة الأعراف:64] كما قال: مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا [سورة نوح:25].
وقوله: إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ [سورة الأعراف:64] أي: عن الحق لا يبصرونه ولا يهتدون له، فبيّن تعالى في هذه القصة أنه انتقم لأوليائه من أعدائه، وأنجى رسوله والمؤمنين، وأهلك أعداءهم من الكافرين، كقوله: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا الآية [سورة غافر:51] وهذه سنة الله في عباده في الدنيا والآخرة أنّ العاقبة فيها للمتقين والظفر والغلبة لهم، كما أهلك قوم نوح بالغرق ونجَّى نوحاً وأصحابه المؤمنين.
قال ابن وهب: بلغني عن ابن عباس أنه نجا مع نوح في السفينة ثمانون رجلاً، أحدهم جرهم وكان لسانه عربياً" رواه ابن أبي حاتم، وروي متصلاً من وجه آخر عن ابن عباس - ا -.
هذا مما يؤخذ عن بني إسرائيل ولا يمكن التحقق من صحته، فالله أعلم، لكن الله أخبر أنه ما آمن معه إلا قليل، حتى إن بعض المفسرين قال: ما آمن إلا بنوه - عدا الابن الذي غرق - وأزواج بناته، هؤلاء الذين ركبوا معه في السفينة، والله أعلم.