"يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى [المعارج:8- 18].
يقول تعالى: العذاب واقع بالكافرين: يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ قال ابن عباس، ومجاهد، وعطاء، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والسدي وغير واحد: أي: "كدردي الزيت"".
"دُرْدِيّ الزيت" هذا مضى الكلام عليه، و"دُرْدِيّ الزيت" هو كما يقول بعضهم: ما يبقى من أسفله: يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ دُرديّ الزيت ما يبقى في أسفله، يعني مثل الحثالة، ما يكون متخثرًا ثقيلاً ثخينًا في أسفل الزيت، وبعضهم يقول: المهل ما أذيب من النحاس، أو الرصاص، أو الفضة، وبعضهم يقول: إن ذلك - كما يقول مجاهد - هو القيح، والصديد، الدم الذي يخرج: يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ.
ابن جرير فسره بمعنى أعم، وكأن هذا أسلم: أن الشيء المذاب يقال له: "المهل" يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ فيشمل ذلك قول من قال: إنه دُرْدِيّ الزيت، أو ما أذيب من النحاس، والرصاص، والفضة، كل هذا يقال له: المهل، الشيء المذاب.