وبعضهم قيد هذا، يعني هي: تكون كالعهن كالصوف، وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ قال الله: كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ والقرآن يفسر بالقرآن.
وبعض أهل العلم قيده بقيد زائد من جهة اللغة - إن صح ذلك - يعني بعضهم يقول: إن العرب لا تقول للصوف عهن إلا إذا كان مصبوغًا، يصبغون الصوف فيكون ألوانًا، كما هو معلوم، فيقول: العرب لا تقول له عهن إلا إذا كان مصبوغًا، فيكون المعنى كالصوف المصبوغ، بهذه الزيادة، هذا القيد عرف من جهة اللغة - إن صح ذلك - إن ثبت أنه لا يقال إلا إذا كان مصبوغًا.
وعلى هذا يحمل قول من قال من السلف: إنه كالصوف الأحمر يعني ذكروا ألوانًا، هذه الألوان بأي اعتبار، من أين جاء بالأحمر؟ يعني قد يقول قائل: الله قال: كَالْعِهْنِ كالصوف من أين للحسن البصري مثلاً - رحمه الله - أنه قال: كالصوف الأحمر؟ بأي اعتبار؟ قالوا: بهذا الاعتبار، أنه الصوف المصبوغ.
لماذا الأحمر؟ قال: هو أضعف الصوف، أي تكون الجبال في غاية الوهاء، ولهذا تكون هباء، ثم تذهب، وتزول، وتتلاشى؛ فتكون سرابًا، تكون أثرًا بعد عين.
وبعضهم يقول: وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الصوف الملون.
وبعضهم يقول: وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ يعني ذهب به إلى قوله - تبارك وتعالى - عن الجبال، وتكوينها، وأشكالها: جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ [فاطر: 27] الجدد البيض مضى الكلام عليها، والحمر ألوان الجبال، بعضهم يقول: هي الخطوط، ونحن نرى الجبال يكون فيها خطوط، طبقات، وإذا قطع ظهر ذلك جليًّا، طبقات سوداء، وأحيانًا بيضاء، وحمراء.
وبعضهم يقول: لا، هي نفس الكتل، نفس الجبال، منها أبيض، ومنها ما هو أحمر، ومنها ما هو أسود، فهي متفاوتة الألوان، فبعضهم يقول: كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ أي ذي الألوان، فإذا بُست، وطيرت في الهواء؛ أشبهت العهن المنفوش إذا طيرته الريح.
لكن ابن جرير - رحمه الله - فسر ذلك بالصوف مطلقًا: كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ كالصوف، العهن هو الصوف، لكن هل في اللغة لا بدّ فيه من هذا القيد أنه بألوان أو لا؟.