السبت 20 / ربيع الأوّل / 1447 - 13 / سبتمبر 2025
وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا ٱلْهُدَىٰٓ ءَامَنَّا بِهِۦ ۖ فَمَن يُؤْمِنۢ بِرَبِّهِۦ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ [الجن:13] يَفْتَخِرُونَ بِذَلِكَ، وَهُوَ مَفْخَرٌ لَهُمْ، وَشَرَفٌ رَفِيعٌ، وَصِفَةٌ حَسَنَةٌ، وَقَوْلُهُمْ: فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمَا: "فَلَا يَخَافُ أَنْ يُنْقَصَ مِنْ حَسَنَاتِهِ، أَوْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ غَيْرُ سَيِّئَاتِهِ" كَمَا قَالَ تَعَالَى: فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً [طَهَ:112]".

فَلا يَخافُ بَخْسا أي: يُنقَص، البخس: النقص من حسناته، والرَّهَق: أن يوضع عليه من غير سيئاته، هذا الذي ذكره الحافظ ابن كثير - رحمه الله - هو اختيار ابن جرير، هكذا فسره - رحمه الله -: لا يخاف نقصًا في ثوابه، ولا ظلمًا، فتوضع عليه سيئات غيره، لا يخاف مكروهًا يغشاه، وقد بينا أن الرَّهَق بمعنى: الغشيان، فإذا أردنا أن نربطه بأصل المعنى اللغوي: لا يخاف مكروهًا، أو ظلمًا يغشاه فالبخس: النقص، والرَّهَق يقال لذلك، ويقال للطغيان، كما سبق.