السبت 20 / ربيع الأوّل / 1447 - 13 / سبتمبر 2025
وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا۟ كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ ٱللَّهُ أَحَدًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله تعالى: وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا أي: لن يبعث الله بعد هذه المدة رسولاً، قاله الكلبي وابن جرير".

في الاستعاذة بالجن يقول مقاتل: إن أول من استعاذ - يعني استعاذة الإنس بالجن إذا نزلوا واديًا قالوا: "أعوذ بسيد هذه الوادي من سفهاء قومه" - يقول: هم قوم من أهل اليمن، ثم انتقل هذا إلى بعض بني حنيفة، ثم فشا ذلك في العرب.

وأخبار العرب في هذا كثيرة منها ما هو من قبيل الأساطير، لكن من أراد أن يرى أو يعرف أحوال العرب في هذا فلينظر مثلاً في كتاب: "الأصنام" للكلبي، وكذلك كتاب: "الشرك" للميلي، وكذلك أيضًا: "أصنام ومعبودات العرب في الجاهلية" وكذلك الكتاب الكبير لـ"علي جواد" في نحو أحد عشر مجلداً أو قريبًا من هذا بعنوان: "المفصل في أحوال العرب قبل الإسلام" هذا فيه كل ما يتعلق بالعرب، فإذا طالعتَه وجدتَ فيه أحوالهم مع الشياطين، والجن، أو المعبودات، والأصنام، وكل ما يتصل بالعرب تفصيلاً.

وأما قوله - تبارك وتعالى -: وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا أي: لن يبعث الله بعد هذه المدة رسولاً قاله الكلبي، وابن جرير، هذا من قول الجن للإنس: وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ، وبعضهم يقول: معناه: "وأن الإنس ظنوا كما ظننتم أيها الجن"، هنا يقول: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا فالمحدَّث عنه هم الإنس: وَأَنَّهُمْ ظَنُّوْا يعني: الإنس، فالجن هنا يتحدثون عن الإنس، يخاطبون الجن، يتحدثون عن الإنس: أنهم ظنوا كما ظننتم، وبعضهم يقول عكس ذلك.

وقوله - تبارك وتعالى -: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا هذا يدل على أن الجن يقال لهم: رجال، وبعض أهل العلم كابن القيم يقول: لا يقال ذلك بإطلاق، فإذا قيل: رجال فهم: الإنس، لكن بقيد يقال: رجال من الجن، رجل من الجن.