الثلاثاء 25 / جمادى الآخرة / 1447 - 16 / ديسمبر 2025
وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا سَقَرُ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قال الله - تعالى -: سَأُصْلِيهِ سَقَرَ [سورة المدثر:26] أي: سأغمره فيها من جميع جهاته".

كلمة: سَأُصْلِيهِ تدل على معنيين - والله تعالى أعلم - تدل على الدخول، وتدل على مقاساة حرها (الاحتراق) مثلما تقول: صليت اللحم، صليت الشاة في النار، شاة مصلية، يعني: مشوية بالنار، فصَلْيُ النار أي: دخولها، ومقاساة حرها، ولا شك أن المعنيين متلازمان، فهم يدخلونها، ويقاسون حرها، يعرضون عليها، فيصيبهم من لهيبها، وإحراقها سَأُصْلِيهِ سَقَرَ أُحرِقه بالنار معنى الصلي هو الإحراق بالنار، وهذا إنما يكون بدخولها.

"وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ [سورة المدثر:27] وهذا تهويل لأمرها، وتفخيم، ثم فسر ذلك بوصف النار".

سقر اسم من أسماء النار، وبعضهم يقول: هي الطبقة السادسة، وبعضهم يقول غير ذلك، لكن سَأُصْلِيهِ سَقَرَ سأدخله، وأحرقه بسقر؛ وهي النار.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ هذا الأسلوب: الاستفهام الذي يدل على الإبهام يدل في مقامات الوعيد على شدة الهول، وشناعته مثل قوله: الْقَارِعَةُ ۝ مَا الْقَارِعَةُ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ [سورة القارعة:1-3]، والْحَاقَّةُ ۝ مَا الْحَاقَّةُ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ [سورة الحاقة:1-3]، وهنا: وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ فهذا الإبهام بصيغة الاستفهام يدل على تهويل الأمر، وعظمه، وفظاعته في مقامات الوعيد، هذه قاعدة، ولهذا قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - هنا: وهذا تهويل لأمرها وتفخيم، ثم فسر ذلك بوصف النار.