الإثنين 01 / ربيع الأوّل / 1447 - 25 / أغسطس 2025
إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَٰفِرِينَ سَلَٰسِلَا۟ وَأَغْلَٰلًا وَسَعِيرًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالا وَسَعِيرًا ۝ إِنَّ الأبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ۝ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ۝ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ۝ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ۝ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ۝ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ۝ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ۝ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا [سورة الإنسان:4-12].

يخبر تعالى عما أرصده للكافرين من خلقه به من السلاسل والأغلال والسعير، وهو اللهب والحريق في نار جهنم، كما قال تعالى:إِذِ الأغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ ۝ فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ[سورة غافر:71-72].

إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلاوالسلاسل معروفة، وهذه يقيدون بها، بسلسلة ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ[سورة الحاقة:32]، فيُسلك بهذه السلسلة ويقيد بها ويسحب بها في النار، وهذا التقييد -كما ذكر طائفة من أهل العلم- ليس من أجل حفظه ألا يفر، فإنه لا يستطيع الفرار أصلاً، وإنما ذلك لمزيد عذابهم، وإهانتهم، وإذلالهم، والأغلال تتصل بالأعناق فتغل الأيدي، وتشد إلى العنق، وتربط أعناقهم فيقادون بهذه السلاسل، والسعير هو اللهب الشديد المضطرم، شديد الحرارة، شديد التوقد، يقال له: سعير.