وقوله -جل وعلا-:إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ[سورة الإنسان:3] أي: بيناه له ووضحناه وبصرناه به، كقوله -جل وعلا-:وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى [سورة فصلت:17]، وكقوله -جل وعلا-:وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ[سورة البلد:10].
يعني أن الله أعطاه السمع والبصر وهما آلتا الاكتساب للعلوم والمعارف بحيث إنه بذلك يستطيع أن يتعلم وأن يعرف عن الله ، وأرسل إليه الرسل، فابتلاه بذلك كله، ثم لما بين له طريق الحق من طريق الباطل صار من الناس من يختار طريق الباطل، ومنهم من يختار طريق الحق والهدى، كما قال الله :إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا[سورة الإنسان:3]،وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ هديناه: بيّنا له طريق الحق وطريق الباطل، فالهداية هنا هي هداية إرشاد وبيان، وليست هداية توفيق وإلهام.
خلافاً لمن يقول:إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ أي طريق الخروج من بطن أمه.
- رواه مسلم، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء، برقم (223).