الأحد 29 / صفر / 1447 - 24 / أغسطس 2025
عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

ولما ذكر ما أعده لهؤلاء الأشقياء من السعير قال بعده:إِنَّ الأبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا وقد عُلم ما في الكافور من التبريد والرائحة الطيبة.

إِنَّ الأبْرَارَ بعض أهل العلم يقولون: ما ذكر هنا بعده إنما هو للأبرار، ويجعلون ما سيذكر بعد ذلك للمقربين، فيفرقون بين هذا وهذا، ومشى طوائف من السلف وتبعهم في ذلك مَن تبعهم من المفسرين على أن ذلك الجزاء كله لهؤلاء العباد المخلصين ممن يوصفون بأنهم من الأبرار، ومن المقربين، أي أنهم طائفة واحدة،إِنَّ الأبْرَار وهم أهل البر والصدق والديانة والصلاح والإخلاص،يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا، الكأس معروف، وهو الإناء الذي يشرب به، ولا يقال له ذلك إلا إذا كان ممتلئاً بالشراب، فإذا كان فارغاً فإنه لا يقال له ذلك، يعني أن الكأس يطلق على مجموع الأمرين، يطلق على هذا الوعاء إذا كان فيه الشراب، مثل الإنسان يطلق على مجموع الروح والجسد، فإذا كان روحاً مجردة من غير جسد هذا لا يقال له: إنسان، وإذا كان جثة وفارقته الروح فإنه يقال له: جثة، ولا يقال: إنسان، فهو مجموع الأمرين، فالمقصود هنا أن الله قال: إنهم يشربون من هذه الكأس كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا، وهذه الكأس المراد بها الخمر، وهذا هو الغالب في إطلاقها، حتى قال بعض السلف: كل كأس في القرآن فهو الخمر، وهذا قاله الضحاك، وهذا ما يسمى بالكليات في التفسير، وليس الكليات في القرآن،يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْس قال الضحاك: كل كأس في القرآن فهو الخمر، وهذا يحتاج إلى تتبع واستقراء، وكثيراً ما يطلق الكأس -حتى في كلام العرب- ويراد بها الخمر، كما قال بعض المُجّان:

وكأسٍ شربتُ على لذة وأخرى تداويتُ منها بها

يقول: ورُبّ كأسٍ شربت على لذة، شربها ليتلذذ بها، والأخرى شربها من أجل أن يتداوى منها بها؛ لأن الكأس الأولى التي يشربها يصيبه منها الإدمان، فيحتاج أن يشرب مرة بعد مرة، ويصيبه منها الصداع، ويصيبه منها ألوان الأدواء في البطن، فيقول: الأولى شربتها على لذة، والثانية كما قال الآخر:

 

وداونِي بالتي كانت هي الداءُ  
وقد عُلم ما في الكافور من التبريد والرائحة الطيبة مع ما يضاف إلى ذلك من اللذاذة في الجنة.

بعض السلف يقولون: الكافور هنا عين،إِنَّ الأبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا، يقولون: الكافور هو عين في الجنة يقال لها: الكافور، وبعضهم يقول: المقصود بذلك طيب الرائحة، أنها طيبة الرائحة، فالله قال:كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا، فينبغي أن يقال: إن ذلك على ظاهره ولكن كافور الجنة ليس ككافور الدنيا، والمقصود: أن الناس في الدنيا لربما مزجوا الخمرة بشيء من الكافور لتحقيق معنيين اثنين: الأول: هو الرائحة؛ لأن رائحة الخمر كريهة، كما أن طعمها كريه، كما أن لونها كريه، فالأمور الثلاثة جميعاً: اللون والطعم والرائحة التي من أجل واحدٍ منها -على الأقل- يُستلذ الشراب، فإذا اجتمعت كان ذلك غاية اللذة، كلها منتفية عن خمر الدنيا، فلونها غير جيد، فهي تضرب إلى السواد أو إلى الحمرة، وربما كان فيها صفرة مع كدرة، ورائحتها بشعة، وإذا أريقت في مكان فإن هذا المكان لربما ظل أسابيع، إذا كانت كميات كبيرة براميل من التي لربما يتلفها أهل الحسبة يبقى ذلك المحل أو الشارع أو الزقاق يبقى في غاية النتن، مدة طويلة، أسابيع، ثم إن طعمها يكون في غاية البشاعة فيما وصفه أهل العلم، طعمها كريه، ويعقب ذلك الصداع، وألم البطن –المغص-، ولذلك تجد كثيراً من هؤلاء الشُّرّاب يتقيئون -أكرمكم الله- بعد شربها، ولربما لعق قيئه؛ لأنه سكران كما هو مشاهد، ويفعلون أقذر من هذا، ذاك الذي توضأ ببوله فجعل يتمضمض ويستنشق ويغسل وجهه ويقول: الحمد لله الذي جعل الصلاة نوراً والماء طهوراً، وفي البلاد التي يوجد فيها حانات تبيع الخمور، وهي الأماكن التي تفتح عادة؛ لأن الأسواق تقفل في عامة البلاد في الساعة الخامسة تقريباً أو عند المغرب، لا تكاد تجد أحداً يمشي ولا تفتح إلا محلات الخمور، ولا ترى إلا هؤلاء الشياطين يجوبون الشوارع على أقدامهم، ولربما يركبون، ويرفعون أصواتهم بغاية البشاعة، ولربما رأيت أحدهم وهو يضرب رأسه بزجاج المحلات، في الأسواق المقفلة ولا يدري ماذا يصنع، وفي تلك البلاد التي يقولون عنها: إنها متطورة متمدنة يعطون هؤلاء أصحاب الحانات، يعطونهم بدلاً مما يلقونه من الأذى والخطر والقذر؛ لأن هؤلاء الذين يسكرون عندهم يتقيئون أيضا عندهم، ولربما أخرج الواحد منهم سلاحاً أو سكيناً أو نحو ذلك وقتل آخر في أوضاع مزرية، فالحاصل أن الله خاطب بهذا القرآن العرب، والعرب في بلاد حارة، وليس عندهم وسائل تبريد كما هو الآن، فإذا ذكر لهم الظل والبرودة فإن ذلك يلمس أعماق نفوسهم؛ لشدة حاجتهم إلى مثل هذا، فإذا كان الإنسان في مكان حار، وفي شمس في أيام الصيف في الحج فإنه يبحث عن شيء بارد وعن مكان بارد، وكذلك يبحث عن الشيء الذي يشربه، الآن الناس لا يشعرون بشيء من هذا أو بكثير منه لتوفر ما يحتاجون إليه، لكن قديماً حينما كان يعز عليه أن يجد قالب الثلج إلا من مكان بعيد في الحج، ولا يصل إلى مكانه إلا وقد ذاب ثلاثة أرباع هذا، وبقيمة مرتفعة، يذهب من الصباح ولا يرجع إلا الظهر وهو يبحث عن قالب من الثلج، يَمْتر مِنى من أولها إلى آخرها يبحث عنه، فإذا وجده كأنه ظفر بشيء هائل يأتي به إلى من معه، ولا يصل إلا وقد ذاب أكثره، ففي ذلك الحين كان الناس يعرفون قيمة الماء البارد فضلاً عن الأشياء الأخرى التي يشربونها، حيث لم تكن موجودة، وكل شيء قد تغير الآن، فالناس لا يشعرون بهذا، ولذلك ذكر الله في نعيم الجنة، قال:وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ[سورة الواقعة:29]، الطلح فسر بالموز، وفسر بشجر الطلح المعروف في بلاد العرب، وهو من شجر العِضاه، شجر له شوك، ترونه في الحجاز مثلاً، هذه الأشجار المليئة بالشوك يستظل الناس بها، وإذا جاءوا يحتاجون إلى تنظيف المكان؛ لأن لها من الأشواك الصلبة الشيء الكثير المتهايل يسقط تحتها، فإذا قيل لهم: طلح، ومنضود يعني قد خُضب شوكه -قطع شوكه- فهذه أحلام بالنسبة إليهم، أين يوجد هذا الشجر الذي يستظل به وليس له شوك؟! لا يوجد في تصورهم، وهكذا إذا ذكر البرودة، ولذلك تجد في أشعار العرب يذكرون ما تمزج به الخمر، ويذكرون ما يبرد الشراب سواء كان الخمر أو الماء أو غيره، كما في قصيدة كعب بن زهير:

صافٍ بأبطحَ أضحى وهو مشمولُ  

هنا الآن يصف، خيال الشاعر يسرح به فذهب يصف الماء في مكان مستوٍ، صافٍ بأبطح، أضحى في الضحى لم تشتد عليه حرارة الشمس، وهو مشمول أي تأتيه رياح من الشمال فتبرده، هذا إذا سمعه العرب داخوا، إلى عهد قريب كان آباؤنا يشربون الكدر، يشربون من البئر ويعلوها ألوان الجعلان والحشرات وكأنها نُقاعة الحناء، ومن يسبق إلى هذا الشراب إلى هذا البئر يحصل القتال عليه، إلى عهد قريب قبل خمسين سنة، قتال على الماء من يصل، وتعرفون قصة يا للمهاجرين ويا للأنصار، لما سبق إلى الماء مولى لعمر يقال له: الجهجاه من غفار، ومولى لعبد الله بن أبيّ من جهينة، فازدحموا على الماء، فلطم الجهجاه الرجل الجهني صكه على وجهه، على الماء!، فهذا قال: يا للأنصار وهذا قال: يا للمهاجرين، على الماء!، وإلى عهد قريب كان الناس يتقاتلون على الماء ويشقون القرب، ويحصل بسبب ذلك من القتال والشِّجاج والأشياء التي يعرفها من عاصرها، ولا زالوا أحياء، وكانوا يضعون الرداء أو الثوب أو العمامة أو كذا دون الفم من أجل أن يشرب، هذه صفّاية الآن، يضعها ثم يشرب، وهي ما مدى نظافتها أصلاً؟! فالمقصود أن هذه الأشياء البرودة مع اللذة في الشراب والنكهة الطيبة -الرائحة الطيبة- هي غاية المنى، فالله يخاطبهم بهذه الأمور التي يعرفون قيمتها، ولهذا ذكر لهم الإبل حيث أرشدهم إلى النظر إليها كيف خلقت، مع أنه يوجد من الحيوانات الهائلة الكبيرة مثل الفيل وهو أعظم من الجمل، لكنه لا يوجد في بلاد العرب، وحينما ذكر لهم ألوان الفواكه امتن عليهم بأشجار الأعناب والنخيل ولم يذكر لهم ألوان الفواكه الأخرى الموجودة في العالم طيبة الطعم، اللذيذة؛ لأنها غير موجودة أصلاً في بلاد العرب، فالقرآن خاطب الأميين بما يعهدون، و يدرك هذا مَن حُرمه.

قال الحسن: بردُ الكافور في طِيب الزنجبيل؛ ولهذا قال:عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا[سورة الإنسان:6] أي: هذا الذي مُزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفاً بلا مزج ويَرْوَوْن بها.

 

ابن كثير مشى على أن ثمّة فرقاً بين نعيم الأبرار وبين نعيم المقربين، جعل القضية منقسمة، فالأبرار دون المقربين على قول ابن كثير، بمعنى أن الأبرار يُمزج لهم من هذا الكافور مع هذا الشراب، والآخرون وهم المقربون -وهم أعلى درجة- يشربون صرفاً من غير مزج، قال:إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍثم قال:عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا، قال:وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا ۝ عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا[سورة الإنسان:17-18].

ابن كثير يريد أن يقول: إن قوله -تبارك وتعالى-:إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًاأي: أن الأبرار يخلط لهم من ماء هذه العين مع شرابهم فقط، وهناك آخرون غير هؤلاء يشربون شيئاً آخر، قال:عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ فجعل عباد الله هنا أخص من الأبرار وهم المقربون، فهم يشربون من هذه العين التي يقال لها: الكافور، يشربون من عين الكافور،عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَاهذه العين التي يمزج منها شراب أهل الأبرار هي عين يشرب بها من فوقهم وأعلى منهم مرتبة وهم المقربون، يشربون منها صرفاً من غير مزج، هذا على قول ابن كثير، والذي مشى عليه كثير من المفسرين ومنهم كبير المفسرين ابن جرير الطبري-رحمه الله- أن ذلك كله في طائفة واحدة، فالله يفسر هذه العين التي يشرب بها هؤلاء الأبرار إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ۝ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا، فعباد الله هنا هم الأبرار على قول كثير من المفسرين.

ولهذا ضَمّن يشرب معنى يروى حتى عداه بالباء، ونصب عَيْنًاعلى التمييز.

 

قول ابن كثير -رحمه الله-: ولهذا ضمن يشرب معنى يَروى، حمله على هذا أن يشرب تتعدى بالباء وتتعدى بـ"من"، وتتعدى بنفسها –يشربها-،فهنا يَشْرَبُ بِهَا، العين يُشرب منها، العين -عين الماء- يُشرب منها ولا يُشرب بها، ولكن قال الله :يَشْرَبُ بِهَا، في مثل هذه المقامات يقول العلماء: هذا من باب التضمين، والتضمين يقصدون به إما تضمين الفعل أو ما يقوم مقامه، أو تضمين الحرف، وكثير من النحاة  -ومشى عليه جماعة من المفسرين، وأهل اللغة- يقولون بمثل هذه المقامات: بتضمين الحرف معنى الحرف، أي أن حروف الجر تتناوب كما هو معروف، فـ "من" تأتي بمعنى "الباء"، فالآن يَشْرَبُ بِهَايقولون: أي يشرب منها، فالباء مضمنة معنى "من" واستراحوا بهذا، يقولون: "الباء"يَشْرَبُ بِهَابمعنى "من"، هذا تضمين الحرف معنى الحرف، يستعمل الحرف ويراد به معنى حرف آخر من حروف الجر، والذين يقولون بتضمين الفعل لا الحرف مكان الفعل لا شك أن قولهم أوفى في المعنى وأوجه وأدق، لذلك نجد أن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وابن القيم يجرون على هذه الطريقة، وابن القيم ينسبها لحذاق النحاة وفقهاء أهل اللغة؛ لأن ذلك يكثر المعاني، فإذا قلت هنا مثلاً:عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَابدلاً مما تقول: الباء بمعنى "من"، تقول: لا، الباء في محلها لكن الفعل يشرب ضمن معنى فعل آخر يصلح أن يستعمل معه الباء، يعدى بالباء في هذا المقام، فماذا يقال؟عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَاأي: عيناً يرتوي بها، أو عيناً يلتذ بها، فيشرب مضمن معنى فعل آخر وهو يلتذ ويرتوي، فالإنسان قد يشرب ولا يحصل له الري، أو ما يحصل له الالتذاذ، فأفادنا هذا التضمين هنا تكثير المعاني في التفسير، فصار هذا الفعل يدل على الشرب -يشرب- ويدل على الالتذاذ والارتواء، هذا إذا قلنا بتضمين الفعل مكان الفعل، وهذا له نظائر كثيرة جداً، كثيرة إذا أردنا أن نتواضع في العدد نقول: بالعشرات، فيمر بكم في كثير من كتب التفسير يقول: وهذا من باب التضمين، هذا هو المقصود.

وقوله تعالى:يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًاأي: يتصرفون فيها حيث شاءوا وأين شاءوا من قصورهم ودورهم ومجالسهم ومحالهم.

 

التفجير بمعنى الإسالة والإجراء، فهي عين طيّعة لهم،يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا بمعنى: أنهم يجرونها كيف شاءوا، ويصرفونها كما أرادوا، ليست كالدنيا إذا نبعت العين اتجهت إلى أدنى مكان منخفض وسالت نحوه، هذه العيون التي في الجنة يجرونها حيث شاءوا فهي طيّعة لهم، إن شاءوا جاءت إليهم في محالهم وقصورهم، حيث شاءوها انقادت لهم، فهي طيّعة منقادة يتصرفون فيها ويجرونها كما أرادوا.

والتفجير هو الإنباع، كما قال تعالى:وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعًا[سورة الإسراء: 90]، وقال:وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا[سورة الكهف:33].

وقال مجاهد:يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا يقودونها حيث شاءوا، وكذا قال عكرمة، وقتادة، وقال الثوري: يصرفونها حيث شاءوا.

وهذا كله بمعنى واحد، التفجير بمعنى: الإنباع، الإجراء، الإسالة،يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا، المقصود: أنهم يجرونها حيث شاءوا ويتصرفون بها كما أرادوا.