إذاً هنا يشير إلى المناسبة التي ذكرتها من قبل على موضوع السورة قلنا: إن السورة تتحدث عن الحشر، والنشور، والبعث، فما مناسبة ذكر قصة موسى؟ هؤلاء الذين يكابرون، ويكذبون مُتوعَّدون بعقوبة، وعذاب ينزل بهم، كما أنزل الله بأسه على إمام المكذبين، وكبير العتاة، وهو فرعون، بهذا الاعتبار.
يقول: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى، ذلك: يعني ما ذكر من أخبار القيامة، وذكْر موسى، وفرعون، أو أن ذلك يرجع إلى ما ذكر مما جرى لفرعون وحل به فيكون ذلك عبرة للمكذبين، يعني إما أن يرجع لكل ما سبق مما ذكر، أو يكون ذلك بقصة موسى مع فرعون.
"فقوله تعالى: هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى أي هل سمعت بخبره؟"
بأسلوب الاستفهام وذلك للتشويق، وفيه أن المعلّم هو الله - تبارك وتعالى - وعلمك ما لم تكن تعلم، وأن أحداً لا يعلم الغيب وإنما الذي يعلمه هو الله - تبارك وتعالى -، فالله يخاطب نبيه ﷺ، وهذا الخطاب أيضاً يتوجه إلى أمته، فإنما سيق ذلك من أجل الاعتبار.