فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى هل هي العصا؟ أو يقال - وهو الذي عليه عامة أهل العلم -: العصا، واليد وهي من أكبر الآيات، وهي التي ابتدأ الله بها حينما أمره بذلك؟.
قال الله : وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ [سورة القصص:31] هذه الأولى لما خاطبه الله وأوحى إليه، وقال: وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى [سورة طه:22-23]، فهنا فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى [سورة النازعات:20] أراه الآية تكون الآية بهذا الاعتبار جنساً، ليست مفردة، فتكون العصا، واليد هي أكبر الآيات؛ أن يضع يده في جيبه هذه آية لموسى ﷺ، من الرهب يضع تحت عضده مثلاً هذه آية لموسى، لكن هناك آيات لآل فرعون كالجراد، والقمّل والضفادع، والدم، لكن إذا قرنت هذه بالعصا فهذه بيده تلوح لكن تلك قد يقولون: هذه طبيعية هذه بسبب رياح قادمة من جهة الشرق غرب المحيط الأطلنطي كما يقولون اليوم، ويحصل زلزال فيقولون: هذا فيه انصهار تحت الطبقة الصلبة من المنطقة المنصهرة، فأوجد حركة، واضطراباً وهذا شيء طبيعي، وليس ذلك بسبب عذاب الله، وسخطه، ولا آية من آياته، ولا شيء.
هكذا يقال اليوم، مهما تأتِ الآيات فهذه أشياء طبيعية، فهذه الجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والطوفان الفراعنة - وهم الفراعنة - ما قالوا هذا الكلام! وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ [سورة الزخرف:49] مباشرة ذهبوا إلى موسى ﷺ، وعرفوا أن ذلك عقوبة من الله - تبارك وتعالى -، فكفْر الكافرين اليوم قد يكون أغلظ من كفر آل فرعون من بعض الوجوه، فهنا فأراه الآية الكبرى إذا قلنا: الآيات التسع فيكون المقصود الجنس، وإذا قلنا: العصا، واليد وهذا هو الأقرب لعامة أهل العلم يكون المقصود الجنس، ليست مفردة.
وإذا قلنا: المقصود بها العصا مثلا تكون مفردة، لكن الله بم أمره حين يأتي إلى فرعون؟ وماذا فعل هو حينما جاء بالعصا؟ ألقاها فإذا هي ثعبان، وأيضاً أراهم يده بيضاء، فهذا هو المقصود، والله أعلم.