وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ يراها الناس، ويشاهدونها، وعندئذ يصيبهم ما يصيبهم من الهول، والخوف، والشدة مخافة أن يكونوا من أهلها، وهم يعلمون أنهم سيمرون عليها، وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا [مريم: 71]، فإذا كان الناس يعلمون ذلك، ويشاهدون هذه النار العظيمة التي الأرض كلها لا تساوي شيئاً لو رميت فيها، ويسمعون لها تغيظاً وزفيراً، إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا [الفرقان: 12]، لها سبعون ألف زمام، كل زمام يقوده سبعون ألف ملك، لو كان هذا في شيء في الدنيا له سبعون ألف زمام، يجر كلَّ زمام سبعون ألف رجل لكان شيئاً هائلاً، فكيف بملائكة أقوياء في غاية القوة والشدة يجرونها ويقودونها؟! فهذه حقاً لا تبقي، ولا تذر، هذه التي من أجلها ينبغي أن يحاسب الإنسان نفسه كثيراً طويلاً، في حاله.