الجمعة 04 / ذو القعدة / 1446 - 02 / مايو 2025
إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتْهُمْ إِيمَٰنًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ    يَتَوَكَّلُونَ ۝ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ۝ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [سورة الأنفال:2-4].
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - ا - في قوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ قال: المنافقون لا يدخل قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه، ولا يؤمنون بشيء من آيات الله ولا يتوكلون ولا يصلون إذا غابوا، ولا يؤدون زكاة أموالهم، فأخبر الله تعالى أنهم ليسوا بمؤمنين، ثم وصف الله المؤمنين فقال: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ فأدوا فرائضه، وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا يقول: زادتهم تصديقاً، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ يقول: لا يرجون غيره.
وقال مجاهد: وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ فرقت، أي فزعت وخافت، وكذا قال السدي وغير واحد، وهذه صفة المؤمن، حق المؤمن الذي إذا ذكر الله وجل قلبه أي خاف منه، ففعل أوامره وترك زواجره، كقوله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [سورة آل عمران:135]، وكقوله تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [سورة النازعات:40-41] ولهذا قال سفيان الثوري: سمعت السدي يقول في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ قال: هو الرجل يريد أن يظلم، أو قال: يهم بمعصية فيقال له: اتق الله، فَيجِل قلبه.


الوجل هو الخوف، أو خوف خاص، وهو خوف مع خشية، وقد يكون واقعاً من العذاب، وقد يكون خوف إجلال وتعظيم، كما قال الله  : وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [سورة المؤمنون:60]، أي: في حال الإحسان قلوبهم وجلة خائفة مشفقة، يخشون الله ، يخشون أن لا يقبل ذلك منهم، فقوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ [سورة الأنفال:2]، جاء بأسلوب الحصر والقصر، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ، وهي من أقوى الصيغ في الحصر، أعلى وأقوى منها النفي والاستثناء نحو لا إله إلا الله، ثم تأتي هذه الصيغة، ومفهومها أيضاً كذلك في القوة إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ لكن مفهوم المخالفة غير مراد، ولكن حينما يذكر الله مثل هذا بأسلوب القصر والحصر إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ، فهذا يدل على أن هذا من الصفات الواجبة في الإيمان، أي من الإيمان الواجب، وكذلك إذا نفى الإيمان عنه حيث قال: والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن قيل: من يا رسول الله؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه[1]، نفى عنه الإيمان، لكن مفهوم المخالفة في هذا الحديث غير مراد، فلا يكفر الإنسان بالمعصية والذنب بمجرد فعله، وإنما هذا يدل على أن هذا الفعل من الإيمان الواجب، أن يكون الإنسان مأمون الجانب لدى الجار، لا يصل إليه منه الشر والسوء والأذى، وإلا فإنه يكون قد نقص من إيمانه الواجب الذي يستحق عليه العذاب، فلا يخلص ولا ينجو عند الله - تبارك وتعالى - حتى يمحَّص أو يغفر له بحسنات ماحية، أو مصائب تصيبه في الدنيا تكفر عنه، لكن هذا من المعاني أو الأمور التي يجب تحقيقها، أو مثلما جاء بأسلوب الحصر: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [سورة الحجرات:15]، فهذه الصفات كلها من الإيمان الواجب، الذي لا يتحقق إلا به أصلاً، وهناك إيمان واجب يحصل أصل الإيمان به فتحصل النجاة عند الله ، لكن صاحبه يستحق العقوبة حتى يمحص، إلا أن يغفر الله له، وهناك كمال في الإيمان مستحب، الإيمان بضع وستون شعبة: أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى[2].
فقوله: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ أي: خافت وأشفقت، وحصلت لهم الخشية.

وقوله: وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا [سورة الأنفال:2]، كقوله: وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [سورة التوبة:124].


هذا دليل على أن الإيمان يزيد وينقص، كقول الله  : وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا [سورة المدثر:31]، والنصوص الدالة على زيادة الإيمان ونقصانه كثيرة جداً في الكتاب والسنة، وحديث "نافَقَ حنظلة" يدل على هذا المعنى، فهو يقول للنبي ﷺ : إنهم إذا كانوا عنده فإنهم يكونون في حالة من الإيمان عالية؛ كأنهم يرون الجنة والنار، وإذا رجعوا إلى بيوتهم وعافسوا الأزواج والأولاد والضيعات نقص[3]، وكل ما يزيد فهو ينقص ولا بد، فيزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وقوله: زادتهم تصديقاً، ليست الزيادة تصديقاً فقط؛ لأن الإيمان قول واعتقاد وعمل، قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان، الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا [سورة الأنفال:2]، أي: زادتهم تصديقاً وانقياداً وإقراراً واعترافاً، فالتصديق يزيد وينقص، وهذا أمر مشاهد، فالإنسان يتفاوت تصديقه في الأمور، فأحياناً يسمع الخبر ويجزم أنه كذب، وأحياناً يسمع الخبر من ناقل آخر ويتردد فيه، وأحياناً يسمع الخبر ممن يثق به ويحصل له به العلم، فإذا جاء مخبر آخر ازداد هذا العلم، فإذا وُجدت قرائن تدل على صدقه ازداد هذا العلم، وهكذا، فالتصديق يزداد وينقص زَادَتْهُمْ إِيمَانًا : زادتهم إقراراً وإذعاناً وتصديقاً وانقياداً أيضاً، وكذلك أيضاً تزيدهم عملاً، فالصلاة إيمان، والزكاة إيمان، وقبول شرائع الإسلام كل ذلك من الإيمان، فكل آية تنزل يصدقون بها، وأنها من عند الله ، فهذا إيمان جديد، وما تضمنته من الأحكام والآداب وما أشبه ذلك يذعنون له ويقبلونه عن الله  ، ويعملون به، فهذا أيضاً إيمان، فكل ذلك داخل في زيادة هذا الإيمان، زَادَتْهُمْ إِيمَانًا.

وقد استدل البخاري وغيره من الأئمة بهذه الآية وأشباهها على زيادة الإيمان وتفاضله في القلوب، كما هو مذهب جمهور الأمة، بل قد حكى الإجماع على ذلك غير واحد من الأئمة كالشافعي وأحمد بن حنبل وأبي عبيد، كما بيّنا ذلك مستقصى في شرح البخاري، ولله الحمد والمنة.


هذه المسألة أي: زيادة الإيمان لم يخالف فيها إلا بعض أهل البدع الذين قالوا: لا يزيد ولا ينقص وإنما زيادته ونقصانه بزيادة ونقص متعلقاته فقط، فنفس التصديق لا يزيد ولا ينقص، وهذا قول باطل وهو مخالف لما استقر في النفوس، وما دلت عليه النصوص؛ ولذلك يقول بعض هؤلاء: إن العلم لا يزيد ولا ينقص، وإنما يزيد بزيادة متعلقاته، وهذا بناء على عقيدتهم الفاسدة، وهكذا تجد مثل هذا الكلام في أصول الفقه، وفي علوم الحديث، حيث يقولون: إن خبر الواحد مطلقاً يفيد الظن ولا يفيد العلم؛ لأن العلم عندهم لا يتفاوت، بناء على أن الإيمان لا يتفاوت، كل هذا مبني على عقائدهم الفاسدة، والله أعلم.
قوله: "كما بيّنا ذلك مستقصى في شرح البخاري ولله الحمد والمنة"، الحافظ ابن كثير - رحمه الله - شرح البخاري لكنه لم يكمله.
 

قال المفسر - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله تعالى: وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [سورة الأنفال:2]، أي: لا يرجون سواه ولا يقصدون إلا إياه ولا يلوذون إلا بجنابه، ولا يطلبون الحوائج إلا منه، ولا يرغبون إلا إليه، ويعلمون أنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه المتصرف في الملك وحده لا شريك له، ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب، ولهذا قال سعيد بن جبير: التوكل على الله جماع الإيمان.
وقوله: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [سورة الأنفال:3] ينبه تعالى بذلك على أعمالهم    بعدما ذكر اعتقادهم، وهذه الأعمال تشمل أنواع الخير كلها، وهو إقامة الصلاة وهو حق الله تعالى، وقال قتادة: إقامة الصلاة: المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها.
وقال مقاتل بن حيان: إقامتها المحافظة على مواقيتها، وإسباغ الطهور فيها، وتمام ركوعها وسجودها، وتلاوة القرآن فيها، والتشهد والصلاة على النبي ﷺ هذا إقامتها، والإنفاق مما رزقهم الله يشمل إخراج الزكاة وسائر الحقوق للعباد من واجب ومستحب، والخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لخلقه.


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقوله - تبارك وتعالى - : وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [سورة الأنفال:2] معنى التوكل أن يفوض العبد أمره إلى ربه  ثقة به، فيركن إلى جنابه ولا يرجو غيره ولا يخاف غيره.
وتقديم الجار والمجرور في قوله: وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [سورة الأنفال:2] يفيد الحصر، فالمؤمنون لا يتوكلون إلا على الله، ومن هذه الآية وأمثالها من الآيات أخذ طائفة من أهل العلم أن التوكل من الأمور المختصة بالله ولا يجوز أن يتوجه بها إلى غير الله، فلا يجوز أن يقول العبد: أنا متوكل عليك يا فلان، ولا يجوز له أن يقول: أنا متوكل على الله ثم عليك.
قوله – تبارك وتعالى - : الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [سورة الأنفال:3] في جميع مواضع القرآن حينما يذكر الله الصلاة ويأمر بها يقول: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ [سورة العنكبوت:45] ولم يقل: يؤدون الصلاة، فالصلاة المؤثرة المطلوبة التي يثنى على صاحبها هي الصلاة التي يقيمها المصلي، فيأتي بما يجب لها من شروط وأركان وواجبات ومستحبات.
قال: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [سورة الأنفال:3] "مِن" للتبعيض باعتبار أن الإنفاق لا يكون لكل المال، وإنما يكون لبعضه، وإنفاق جميع المال يختلف بحسب حال الإنسان، فمن الناس من يُقبل منه أن ينفق كل ما يملك كما قبل النبي ﷺ من أبي بكر  ومن الناس من لا يقبل منه هذا، فالذي ينفق كل ماله ثم يتعلق قلبه بالناس ويتطلع إلى ما في أيديهم لا يجوز له أن ينفق كل ماله، ومن كان إيمانه قوياً وتوكله على الله – تبارك وتعالى - كبيراً ولا يتطلع إلى ما في أيدي الناس فلا بأس أن ينفق جميع ماله.

وقوله: أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا [سورة الأنفال:4] أي: المتصفون بهذه الصفات هم المؤمنون حق الإيمان.


الفصل بين طرفي الكلام بضمير الفصل هُمُ يفيد تقوية مدلول هذه الجملة، والإشارة بالبعيد أُوْلَئِكَ يشعر بمنزلة المؤمنين وعلوّهم ورفعتهم.

وقوله: لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ [سورة الأنفال:4] أي: منازل ومقامات ودرجات في الجنة، كما قال تعالى: هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ واللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ [سورة آل عمران:164]، وَمَغْفِرَةٌ أي: يغفر لهم السيئات ويشكر لهم الحسنات.


تنكير المغفرة في قوله: وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [سورة الأنفال:4] دليل على أنها مغفرة عظيمة، وهذا يدل على أن من حقق الإيمان وتوكل على الله وأنفق في سبيل الله فإن الله يغفر له الذنوب ويرفع منزلته ودرجته في الجنة، وهذا دليل على أن الحسنات تمحو السيئات، والله يقول: وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [سورة هود:114] وقد قال النبي ﷺ: وأتبع السيئة الحسنة تمحها[4].
وقول ابن كثير - رحمه الله -: "ويشكر لهم الحسنات"، ليس من معنى المغفرة؛ لأن العبد إذا نادى ربه "يا رب اغفر لي" فإنه يطلب من ربه أن يستره، وأن يقيه شؤم المعصية فلا يعذب عليها، وكلمة الغفر تدل على هذين المعنيين، ومنه سمي المغفر بهذا الاسم؛ لأنه يستر رأس لابسه ويقيه الضرب بالسلاح.
وفي الصحيحين أن رسول الله ﷺ قال: إن أهل عليين ليراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الغابر في أفق من آفاق السماء، قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا ينالها غيرهم؟، فقال: بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين[5]، وفي الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد وأهل السنن من حديث عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ : إن أهل الجنة ليتراءون أهل الدرجات العلى كما ترون الكوكب الغابر في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنْعَماً[6].

  1. رواه البخاري برقم (5670)، كتاب الأدب، باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه، ومسلم برقم (73)، كتاب الإيمان، باب بيان تحريم إيذاء الجار، واللفظ للبخاري.
  2. رواه البخاري برقم (9)، كتاب الإيمان، باب أمور الإيمان، ومسلم برقم (58)، كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان. 
  3. رواه مسلم برقم (2750)، كتاب التوبة، باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة والمراقبة وجواز ترك ذلك في بعض الأوقات والاشتغال بالدنيا.
  4. رواه الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في معاشرة الناس (4/355)، برقم (1987)، وأحمد (35 / 284)، برقم (21354)، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (3 / 102).
  5. رواه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، (3/1188)، برقم (3083)، ومسلم، كتاب الجنة وصفتها وأهلها،  باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف كما يرى الكوكب في السماء (4/2177)، برقم (2831).
  6. رواه ابن ماجه (1 / 37)، برقم (96)، والترمذي (5 / 607)، برقم (3658) وأحمد (18 / 422)، برقم (11939)، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (1 / 168).