الثلاثاء 15 / ذو القعدة / 1446 - 13 / مايو 2025
كَدَأْبِ ءَالِ فِرْعَوْنَ ۙ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَٰهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَآ ءَالَ فِرْعَوْنَ ۚ وَكُلٌّ كَانُوا۟ ظَٰلِمِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ أي: كصنعه بآل فرعون وأمثالهم حين كذبوا بآياته، أهلكهم بسبب ذنوبهم وسلبهم تلك النعم التي أسداها إليهم من جنات وعيون وزروع وكنوز ومقام كريم، وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ [سورة الدخان:27]  وما ظلمهم الله في ذلك بل كانوا هم الظالمين.


قوله: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ هنا استوت الآيتان، ثم قال: كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ، وقال في هذه الآية: كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ، وقال: فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ فذكر أهل العلم عدة فروق بين هاتين الآيتين، فمن أهل العلم من يقول: هذا تكرار للتأكيد، وفي الثانية زيادة ببيان العقوبة التي حلت بهم وهي الإغراق، وقال: فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِم، فالآية الثانية بينت هذا الأخذ بالغرق، أغرقهم الله - تبارك وتعالى -، فكأنه فيه تأكيد وزيادة بيان وإيضاح، وبعضهم يقول: بأن الأولى يذكر الله فيها ما فعله هؤلاء من المكذبين من آل فرعون ومن شابههم، يعني قوله: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ والثاني باعتبار ما فعل بهم كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ، وبعضهم يقول المراد بالأول: كفرهم بالله ، بيان أنهم كفروا، والثاني: أنهم كذبوا الأنبياء، فقال: كَفَرُواْ بِآيَاتِ وفي الثانية قال: كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ، وهذا الفرق غير واضح، وابن جرير - رحمه الله - يقول: بأن هذا يراد به أن هؤلاء المشركين المقتولين في يوم بدر غيروا نعمة الله عليهم، وذلك أنه بعث فيهم محمداً ﷺ، كما كذب آل فرعون فأغرقهم الله  كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ هؤلاء المشركين لما كفروا برسول الله ﷺ واستعاضوا بالكفر عن نعمة الإيمان واتباع الرسول وقع عليهم هذا القتل كما حصل لآل فرعون الإغراق بعد تكذيبهم لموسى .