الإثنين 14 / ذو القعدة / 1446 - 12 / مايو 2025
وَلَقَدْ رَءَاهُ بِٱلْأُفُقِ ٱلْمُبِينِ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله تعالى: وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ [سورة التكوير:23]، يعني ولقد رأى محمد جبريل الذي يأتيه بالرسالة عن الله ﷺ على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح، بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ أي البين وهي الرؤيا الأولى التي كانت في البطحاء والمذكورة في قوله: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ۝ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ۝ وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى ۝ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ۝ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ۝ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى [سورة النجم:5-10] كما تقدم تفسيرُ ذلك، وتقريرُه، والدليلُ أن المراد بذلك جبريل .

والظاهر - والله أعلم - أن هذه السورة نزلت قبل ليلة الإسراء؛ لأنه لم يذكر فيها إلا هذه الرؤيا وهي الأولى.

وأما الثانية وهي المذكورة في قوله تعالى: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ۝ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ۝ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ۝ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى [سورة النجم:13-16] فتلك إنما ذكرت في سورة النجم، وقد نزلت بعد سورة الإسراء"

قوله - تبارك وتعالى -: وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ يعني مطلع الشمس من جهة المشرق هذا هو الأفق المبين، وإلا فإن الأفق يقال على المشرق، كما يقال أيضاً على المغرب، كل ذلك يقال له: الأفق، لكن لما قال: "المبين" دل على أنه من جهة المشرق، فهذا هو المبين الذي تُرى به الأشياء، وبعضهم يقول: بالأفق المبين يعني أقطار السماء، ونواحيها كل ذلك يصدق عليه، وبنحوه قال ابن جرير - رحمه الله -، يعني لم يقيد ذلك بناحية المشرق.