الأربعاء 16 / ذو القعدة / 1446 - 14 / مايو 2025
وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله تعالى: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [التكوير: 7] أي: جمع كل شكل إلى نظيره، كقوله تعالى: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ [الصافات: 22].

وروى ابن أبي حاتم عن النعمان بن بشير أنه قال: قال رسول الله ﷺ: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ [التكوير: 7] قال: الضُّرَباء، كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله[1]، وذلك بأن الله  يقول: وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ [الواقعة: 7-10]، قال: هم الضرباء."

معنى الضرباء أي: النظراء، كل إنسان مع أضرابه، مع نظرائه، ومع من يشاكله في دينه، وحاله، وعمله، وبعضهم يقول: قرن بينهم في الجنة، وقرن بين أهل السوء في النار، والله - تبارك وتعالى - أطلق ذلك، وقال: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ [الصافات: 22]، وقال عطاء: زوجت النفوس - نفوس أهل الإيمان - بالحور العين، وقرنت نفوس الكفار بالشياطين في النار، وقال عكرمة، والشعبي: قرنت الأرواح بالأجسام، ولكن الذي عليه الجمهور أن المراد أن يحشر المرء مع ضربائه، ونظرائه، اليهود باليهود، والنصارى بالنصارى، والمجوس مع المجوس، وهكذا من يعبد شيئاً يلحق معه، وهكذا أهل الإيمان، وهذا مروي عن عمر ، وقال به كثير من السلف، الحسن، ومجاهد، وقتادة والربيع، واختاره ابن جرير، ويدل على هذا وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً [الواقعة: 7]، وبعضهم يقول: قرنت النفوس بأعمالها، لكن القول الذي عليه المعوَّل هو أنه يحشر مع ضربائه. 

  1. تفسير ابن أبي حاتم (10/3407)، رقم: (19167).