الجمعة 28 / جمادى الآخرة / 1447 - 19 / ديسمبر 2025
وَمَا يُكَذِّبُ بِهِۦٓ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"ثم قال تعالى مفسرًا للمكذبين الفجار الكفرة: الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ أي: لا يصدقون بوقوعه، ولا يعتقدون كونه، ويستبعدون أمره، قال الله تعالى: وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ أي: معتد في أفعاله؛ من تعاطي الحرام، والمجاوزة في تناول المباح، والأثيم في أقواله إن حدث كذب، وإن وعد أخلف، وإن خاصم فجر."

هكذا بعضهم يقول: إن المعتدي يعني في أفعاله، والأثيم في أقواله، والمعتدي هو كل من تجاوز ما حده الله - تبارك وتعالى - فتعدى حدود الله، أو كان متعديًا على حقوق الخلق، والأثيم كثير الآثام، قال فلان: أثيم يعني كثير الإثم، والإثم تارة يقال للفعل الذي هو سبب للإثم، وقد يقال للخمر خاصة، وقد سبق في بعض المناسبات قول الشاعر:

شربت الإثم حتى ضل عقلي كذاك الإثم تفعل بالعقول

ويقال لنتيجة الذنب، والمعصية من المؤاخذة يقال له: إثم، يقال من يفعل كذا يأثم، هذا فيه إثم على الإنسان المؤاخذ.