الإثنين 26 / ذو الحجة / 1446 - 23 / يونيو 2025
عَلَى ٱلْأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"عَلَى الأرَائِكِ وهي: السرر تحت الحِجَال."

يعني هنا يصف النعيم هناك في صلي النار، وهنا في نعيم الجنة هذا هو النعيم على الأرائك.

العرب تقول: الأريكة، والمقصود بها السرر تحت الحجال، يعني لا تقول العرب للسرير مطلقًا أريكة، وإنما يقولون للسرير الذي يكون عليه مثل المظلة سقف ليس سقف الغرفة، وإنما سقف خاص به فهذا يكون أكثر جمالاً، وتنعمًا، وزينة، وبهاء، وما إلى ذلك، يقال له: أريكة، فلا يقال: أريكة لسرير ليس فيه ذلك، السرر تحت الحجال هذه هي الأرائك.

أما اصطلاح الناس اليوم من الأريكة تقال لمكان للجلوس لربما لا يكون له ظهر فضلاً عن سقف فهذا ليس بمراد، وإنما هو شيء حادث يعني التسمية هذه عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ.

"يَنْظُرُونَ قيل:معناه: ينظرون في مُلكهم، وما أعطاهم الله من الخير، والفضل الذي لا ينقضي، ولا يبيد. وقيل:معناه عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ إلى الله ، وهذا مقابل لما وُصف به أولئك الفجار: كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ فذكر عن هؤلاء أنهم يباحون النظر إلى الله وهم على سررهم، وفرشهم."

قوله - تبارك وتعالى - هنا: عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ هنا حذف المتعلق ما قال ينظرون إلى كذا، وكما سبق أن حذف المتعلق يقتضي العموم، فهنا ينظرون إلى النعيم، ينظرون إلى ملكهم، ينظرون إلى الزوجات الحسان، الحور العين، ينظرون إلى وجه الله الكريم الذي هو أعظم نعيم، وقد دلت النصوص على أن المؤمنين يرون ربهم - تبارك وتعالى -، فذلك أعظم نعيم يعطونه، وبعض أهل العلم يقول: أيضًا ينظرون إلى أهل النار، قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ [سورة الصافات:51] إلى أن قال: قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ ۝ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ [سورة الصافات:54-55]، فالله - تبارك وتعالى - لم يقيد هذا النظر بنوع من النعيم، وإنما ينظرون إلى أنواع الملاذ، وما يبهج النفوس، نسأل الله أن يجعلنا، وإياكم، ووالدينا وإخواننا المسلمين منهم.