قوله: وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ على قول ابن كثير هنا إذا رجعوا إلى منازلهم انقلبوا إليها فاكهين أي: مهما طلبوا وجدوا، ومع هذا ما شكروا يعني أن هذه الجملة، أو هذه الصفة لا علاقة لها بالاستهزاء يعني غير مرتبطة به، هم يستهزؤون، ويسخرون وإذا انقلبوا إلى أهلهم، وجدوا الملاذ والنعم التي يتفكهون بها، ومع ذلك لم يشكروا الله على ذلك، فتكون صفة أخرى لهم لا ترتبط بموضوع الاستهزاء ارتباطًا مباشرًا، ولكن من جهة الشكر لله على هذه النعم، هنا فسر الفكهين، أو الفاكهين قال: مهما طلبوا وجدوا، فكهين، وابن جرير يقول: ناعمين معجبين، بعض أهل العلم يربط بعض المفسرين يربط هذا بما قبله، يقول: إذا رأوهم استهزؤوا بهم، وإذا انقلبوا إلى أهلهم إذا رجعوا إلى أهلهم انْقَلَبُوا فَكِهِينَ يعني معجبين بما هم فيه من الحال، والمقام يتلذذون بذكر أهل الإيمان، ويقعون في أعراضهم، فيتفكهون بذكرهم، والطعن فيهم، وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ فيكون في حال رؤيتهم لهم يستهزؤون بهم، وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا أيضًا يتفكهون، ويتندرون بذكرهم، والسخرية منهم، والاستهزاء بهم، وقراءة الجمهور إذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فاكهين وفي قراءة حفص التي نقرأ بها فَكِهِينَ، والفاكه، والفكه هل هما بمعنى واحد؟ بعض أهل العلم يفرق بين القراءتين يقول: الفكه هو الأشر البطر، يعني يكون فإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا في حال من الأشر، والبطر، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى [سورة القيامة:33]، والفاكه الناعم، المتنعم، المترف فكه، فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ [سورة الواقعة:65] يعني: تطرحون التنعم هكذا فسره بعض أهل العلم لما نزل بكم، وحل بكم، فالفكه، والفاكه الفكه هو البطر، والفاكه المتنعم، الناعم، المترف، فهم متصفون بهذه الأوصاف، وهذه الصفة هي صفة أعداء الرسل - عليهم الصلاة والسلام -؛ لأن أتباع الرسل في الغالب هم الضعفاء ضعفاء الناس، أما هؤلاء الأعداء فهم أهل البطر، وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ [سورة المزمل:11] - والله المستعان -.