الثلاثاء 08 / ذو القعدة / 1446 - 06 / مايو 2025
وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهْرِهِۦ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله تعالى: وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ [سورة الإنشقاق:10] أي: بشماله من وراء ظهره تثنى يده إلى ورائه، ويعطى كتابه بها كذلك."

يعني هنا وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ هذا لا يخالف ما جاء من أخذ كتابه بشماله فإنه يأخذ الكتاب بشماله، ويكون - والله تعالى أعلم - بهذه الصفة تلوى يده من وراء الظهر جزاء وفاقًا، كما أنه أعرض عن ربه - تبارك وتعالى - وجعل كلامه وراء ظهره، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ [سورة الحشر:19] الجزاء من جنس العمل، تركوا العمل بطاعته، والإيمان به فأنساهم أنفسهم، صار شغلهم فيما يضرهم، أنساهم العمل بما ينفعهم، بما يرفعهم، صار اشتغالهم، والتذاذهم بما يعود عليهم بالعطب، والهلاك، وهنا جعلوا كتاب الله وراءهم ظِهريًا، فأخذوا كتاب الأعمال من وراء ظهورهم، والله - تبارك وتعالى - حكَمٌ عدل، هؤلاء الفريق الذين يأخذون الكتاب بالشمال هم أهل الشمال - نسأل الله العافية -، هذا حينما يأخذ كتابه بشماله انظروا ماذا يكون.