الإثنين 14 / ذو القعدة / 1446 - 12 / مايو 2025
إِنَّهُۥ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ [سورة الإنشقاق:14] أي: كان يعتقد أنه لا يرجع إلى الله، ولا يعيده بعد موته، قاله ابن عباس، وقتادة، وغيرهما، والحَوْر هو الرجوع."

ولهذا النبي ﷺ استعاذ من الحَوْر بعد الكَوْر[1]، يعني الرجوع بعد أن يكون أمر الإنسان على حال سوية وينتظم، وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا [سورة النحل:92]، بعدما صار على حالة من الاتساق، صار على حال مرضية، صار على حالة طيبة من الإيمان، والعمل الصالح، يتراجع، الحَوْر بعد الكَوْر، من كَوْر العمامة حينما تلف العمامة على الرأس، فالحوْر بمعنى الرجوع، تقول: حار الماء، يأتي الماء يأتي السيل إلى مكان لا يستطيع أن يعبر، يأتي ما يحجزه، فيحُور أي يرجع. 

  1. رواه النسائي، كتاب الاستعاذة، باب الاستعاذة من الحور بعد الكور، برقم (5498)، والترمذي، كتاب الدعوات عن رسول الله ﷺ، باب ما يقول إذا خرج مسافرا، برقم (3439)، وأحمد في المسند، برقم (20781)، وقال محققوه: "إسناده صحيح على شرط مسلم".