الجمعة 28 / جمادى الآخرة / 1447 - 19 / ديسمبر 2025
بَلَىٰٓ إِنَّ رَبَّهُۥ كَانَ بِهِۦ بَصِيرًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"قال الله: بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا [سورة الإنشقاق:15]، يعني بلى سيعيده الله كما بدأه، ويجازيه على أعماله خيرها، وشرها إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا أي: عليمًا خبيرًا."

لا يخفى عليه منه خافية، فالله - تبارك وتعالى - بصير بعباده، وإن ظن العبد أن أعماله قد لا يجازَى عليها لكفره، أو لغلبة غفلته، أو لم يحسب لذلك حسابًا، لكن حينما تعرض عليه الصغار، والكبار يدرك ذلك، فالله بصره نافذ بعبده يراه في كل أحواله، وتقلباته، كما قال الله - تبارك وتعالى - على أحد المعاني في التفسير في أولائك الذين كانوا في الجاهلية على الشرك حيث الواحد منهم يتصرف تصرفًا بزعمه أنه يستحي من الله - تبارك وتعالى -: أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ [سورة هود:5]، بعدما قال: أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ يثنون صدورهم ليستخفوا منه على أحد المعاني، يعني أن الواحد منهم إذا جلس لقضاء حاجته انحنى بظهره ليكون ظهره بين عورته والسماء حياء من الله على أحد المعاني، فالله يقول: أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ الواحد منهم يلتحف بلحافه لينام الله يعلم ما يدور في نفسه، هذا المعنى أنه ظن أن لا يحور: أن لا يرجع إلى الله - تبارك وتعالى - بنحوه أيضًا قال ابن جرير - رحم الله الجميع -.