وهو كما قال الله -تبارك وتعالى-: وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا [البقرة:48]، أي: لا يستطيع أحد أن يقدم لأحد نافعة، وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ [البقرة:48]، أي: لا يوجد وساطات، يأتي أحد فيتكلم في حقه ويشفع له، وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ، لا يقبل الفداء، لا بمال، ولا بذوات، يقول: أنا أدخل مكانه، وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ، لا أحد يستطيع أن يخلصه بالقوة، فكل هذه الطرق التي يحصل بها الخلاص، أو يُرجى فيها الخلاص قد قُطع الطريق دونها، وأغلق الباب، فلا أحد يستطيع أن ينفع أحداً، ولا يستطيع أن يقدم في ذلك فدية، ولا يستطيع أن يشفع فيه، ولا أن يخلصه بالقوة، إنما يكون مأسورًا بعمله، فيطلقه عمله، أو يعتقه، بخلاف الدنيا فالناس تحصل منهم مثل هذه الأمور، أن يتخلص الإنسان من بعض ما ينزل به بهذا، أو ذاك، أما في الآخرة فليس الأمر على هذا.