يقول تعالى: يريد هؤلاء الكفار من المشركين وأهل الكتاب أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ أي: ما بعث به رسول الله ﷺ من الهدى، ودين الحق، بمجرد جدالهم، وافترائهم، فمثلهم في ذلك كمثل من يريد أن يطفئ شعاع الشمس، أو نور القمر بنفخه، وهذا لا سبيل إليه، فكذلك ما أرسل الله به رسول الله ﷺ لا بد أن يتم، ويظهر؛ ولهذا قال - تعالى - مقابلاً لهم فيما راموه، وأرادوه: وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
والكافر: هو الذي يستر الشيء، ويغطيه، ومنه سمي الليل "كافراً"؛ لأنه يستر الأشياء، والزارع كافراً؛ لأنه يغطي الحب في الأرض كما قال: أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ [سورة الحديد:20]".