الجمعة 04 / ذو القعدة / 1446 - 02 / مايو 2025
ٱنفِرُوا۟ خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَٰهِدُوا۟ بِأَمْوَٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"ثم رغب تعالى في النفقة في سبيله، وبذل المُهج في مرضاته، ومرضاة رسوله فقال: وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أي: هذا خير لكم في الدنيا، والآخرة، ولأنكم تغرمون في النفقة قليلاً فيغنيكم الله أموال عدوكم في الدنيا، مع ما يدخر لكم من الكرامة في الآخرة كما قال النبي ﷺ: وتَكفَّل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة، أو يرده إلى منزله نائلاً ما نال من أجر، أو غنيمة[1].
ولهذا قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [سورة البقرة:216].
ومن هذا القبيل ما رواه الإمام أحمد عن أنس عن رسول الله ﷺ قال لرجل: أسلِم، قال: أجدني كارهاً، قال: أسلم وإن كنت كارهاً[2]".
  1. رواه البخاري عن أبي هريرة بلفظ: تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله، وتصديق كلماته، بأن يدخله الجنة، أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة، كتاب الخمس، باب قول النبي ﷺ: أحلت لكم الغنائم، برقم (2955)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، برقم (1876).
  2. رواه أحمد في المسند، برقم (12061)، وقال محققوه: "إسناده صحيح على شرط الشيخين"، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (1454).