يقول تعالى: ومن المنافقين من يقول لك يا محمد: ائْذَنْ لِي في القعود، وَلا تَفْتِنِّي بالخروج معك بسبب الجواري من نساء الروم".
ومن أهل العلم من يقول المراد: ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي يعني لا تمتنع من الإذن فيكون ذلك فتنة لي، لا تحملني على الخروج وأنا لا أستطيع الخروج، وَلا تَفْتِنِّي رخِّصْ لي في القعود، ولا يكن امتناعك سبباً لفتنة، يعني بعضهم يرى أن هذا هو المعنى، وورد في سبب نزولها أن الجد بن قيس - عدد من الروايات - أنه هو الذي قال له النبي ﷺ: هل لك في بنات بني الأصفر؟ أو بجلاد بني الأصفر؟ كما جاء في بعض الروايات فهو يقول: ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي يقول: أنا لا أتحمل بنات بني الأصفر، بنات الروم الشقراوات، فأفتن، ما شاء الله يتظاهر بالورع يريد غض بصره!! فيتخلف عن رسول الله ﷺ، وكل هذا من أجل - ما شاء الله - حفظِ وحياطة دينه، الورع الكاذب البارد، وبعضهم يقول: إنهم قالوا هذا يفتنكم يعني يغريكم بالغزو يذكر نساء بني الأصفر نساء الروم يقول: ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي وبعض هذه الروايات مثلما صحت في أنها نزلت في الجد بن قيس ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي يقول: أنا لا أحتمل أن أرى نساء بني الأصفر.
وبتخلفهم وبنفاقهم.
ذكر هذه الروايات عن محمد بن إسحاق عن الزهري، ويزيد بن رومان، وعبد الله بن أبي بكر، وعاصم بن قتادة كل هذا مراسيل، لكنه صح ذلك من حديث جابر بن عبد الله .
وهكذا روي عن ابن عباس، ومجاهد، وغير واحد: أنها نزلت في الجد بن قيس، وقد كان الجد بن قيس هذا من أشراف بني سلمة".
تضبط سلِمة بكسر اللام بني سلِمة، وفيها: بني سلِمة ديارَكم تُكتب آثاركم[2]، وهم الذين ورد فيهم إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ [سورة آل عمران:122]، ومساكنهم معروفة قريبة مما يسمى الآن بمسجد القبلتين.
وقوله تعالى: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ أي: لا مَحيد لهم عنها، ولا مَحيص، ولا مَهرَب".
فالنبي ﷺ قال: من سيدكم يا بني سلمة؟ في أول الهجرة.
- رواه ابن جرير الطبري في التفسير، (14/287)، برقم (16788)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (2988).
- رواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل كثرة الخُطى إلى المساجد، برقم (665).
- رواه البخاري في الأدب المفرد، برقم (296)، والحاكم في المستدرك، برقم (4965)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، والطبراني في المعجم الكبير، برقم (163)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، برقم (227).