الأحد 06 / ذو القعدة / 1446 - 04 / مايو 2025
وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَآ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا۟ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا۟ مَا يُنفِقُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقال مجاهد في قوله: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ نزلت في بني مقرن من مُزَيْنة".

هذه رواية عن مجاهد مرسلة ولا تصح أنها نزلت في هذا، وكذلك رواية العوفي عن ابن عباس لا تصح.

"وروى ابن أبي حاتم عن الحسن قال: قال رسول الله ﷺ: لقد خلفتم بالمدينة أقواماً ما أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم وادياً، ولا نلتم من عدو نيلاً؛ إلا وقد شَركوكم في الأجر، ثم قرأ: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ الآية[1].
وأصل هذا الحديث في الصحيحين من حديث أنس أن رسول الله ﷺ قال: إن بالمدينة أقواماً ما قطعتم وادياً، ولا سرتم مسيرًا؛ إلا وهم معكم، قالوا: وهم بالمدينة؟ قال: نعم، حبسهم العذر[2]".

هذا الحديث إيراده هنا في غاية المناسبة، وذلك أن هؤلاء من أصحاب الأعذار الذين أقعدهم المرض، أو الحمى أو نحو هذا إذا نصحوا لله، ورسوله؛ تكون قد قعدت أجسادهم، وإلا فهم في حكم من غزا مع رسول الله ﷺ، فهم مشاركون لهم في الأجر؛ وإن تخلفوا بسبب العذر.

  1. رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (7/376)، برقم (10707).
  2. رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب من حبسه العذر عن الغزو، برقم (2684)، ومسلم، كتاب الإمارة، باب ثواب من حبسه عن الغزو مرض أو عذر آخر، برقم (1911)، وفيه:حبسهم المرض، بدل: "العذر".