الآن في قوله: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، كما سبق أقسم بالنفس ومن سواها، أو تكون "ما" مصدرية يعني أقسم بالنفس، وتسويتها، وتسوية النفس ما المراد بها؟ قال هنا: أي: خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة، فهذه التسوية تنتظم التسوية في الباطن على الفطرة، كما تنتظم - والله تعالى أعلم - التسوية في الظاهر، وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ولكن لو قيل: إن ذلك يحمل على التسوية في الباطن لكان لذلك قرينة تدل عليه، وترجحه، وهو أولاً: أنه ذكر النفس، والثاني أنه ذكر بعده فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا فالكلام في النفس، والنفس غير الجسد، هنا قال: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا خلقها سوية مستقيمة على الفطرة مع أن بعضهم كما سبق حمله على هذا وهذا كقول من قال: خلقها، وأنشأها، وسوى أعضاءها، باعتبار أنه قد تطلق النفس، ويراد بها الإنسان، أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ [سورة المائدة:32] - والله أعلم -.
- رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه، وهل يعرض على الصبي الإسلام، برقم (1358)، ومسلم، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين، برقم (2658).
- رواه مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، برقم (2865).