الجمعة 01 / محرّم / 1447 - 27 / يونيو 2025
سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَليستنصر بمن شاء ممن يظن أنهم ينصرونه ويقوونه، ويقفون معه، الله يقول:سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَوهم ملائكة العذاب، يقول قتادة: الزبانية هم الشُّرَط في لغة العرب، وأصل الزبن هو الدفع، والعرب تطلق ذلك على من اشتد بطشه.

سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَوالمقصود ملائكة العذاب، فهم كما وصف الله خزنةَ النار:عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ[التحريم: 6].

سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَوَهُمْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ يَغْلِبُ أَحِزْبُنَا أَوْ حِزْبُهُ.

روى الْبُخَارِيُّ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -ا- قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ لَأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِهِ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ:لئن فعل لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ، وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ فِي تَفْسِيرِهِمَا، وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ[1].

وروى أحمد وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ جَرِيرٍ -وَهَذَا لَفْظُهُ- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -ا- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي عِنْدَ الْمَقَامِ، فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا؟ وَتَوَعَّدَهُ، فَأَغْلَظَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَانْتَهَرَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ بِأَيِّ شَيْءٍ تُهَدِّدُنِي؟ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَكْثَرُ هَذَا الْوَادِي نَادِيًا، فَأَنْزَلَ الله:فَلْيَدْعُ نَادِيَه ۝ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ.

وقال ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ دَعَا نَادِيَهُ لَأَخَذَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ مِنْ سَاعَتِهِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: "حَسَنٌ صَحِيحٌ"[2].

وروى ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي كَذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ، وَلَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ يُصَلِّي لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ، قَالَ: فَمَا فَجَأَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكِصُ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ، قَالَ فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ خَنْدَقًا مِنْ نَارٍ، وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ -لَا أَدْرِي فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَمْ لَا-:كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ[3].

 

  1. رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب  كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ۝ ناصية كاذبة خاطئة ، رقم (4957).
  2. رواه الترمذي، كتاب أبواب تفسير القرآن عن رسول الله ﷺ، باب ومن سورة اقرأ باسم ربك، رقم (3349) وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم (275).
  3. رواه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب قوله: {إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} [العلق: 7]، رقم (2797).