سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَليستنصر بمن شاء ممن يظن أنهم ينصرونه ويقوونه، ويقفون معه، الله يقول:سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَوهم ملائكة العذاب، يقول قتادة: الزبانية هم الشُّرَط في لغة العرب، وأصل الزبن هو الدفع، والعرب تطلق ذلك على من اشتد بطشه.
سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَوالمقصود ملائكة العذاب، فهم كما وصف الله خزنةَ النار:عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ[التحريم: 6].
سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَوَهُمْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ حَتَّى يَعْلَمَ مَنْ يَغْلِبُ أَحِزْبُنَا أَوْ حِزْبُهُ.
روى الْبُخَارِيُّ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -ا- قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: لَئِنْ رَأَيْتُ مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ لَأَطَأَنَّ عَلَى عُنُقِهِ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ:لئن فعل لَأَخَذَتْهُ الْمَلَائِكَةُ، وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ فِي تَفْسِيرِهِمَا، وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ[1].
وروى أحمد وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ جَرِيرٍ -وَهَذَا لَفْظُهُ- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -ا- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي عِنْدَ الْمَقَامِ، فَمَرَّ بِهِ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا؟ وَتَوَعَّدَهُ، فَأَغْلَظَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَانْتَهَرَهُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ بِأَيِّ شَيْءٍ تُهَدِّدُنِي؟ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَكْثَرُ هَذَا الْوَادِي نَادِيًا، فَأَنْزَلَ الله:فَلْيَدْعُ نَادِيَه سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ.
وقال ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ دَعَا نَادِيَهُ لَأَخَذَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ مِنْ سَاعَتِهِ. وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: "حَسَنٌ صَحِيحٌ"[2].
وروى ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي كَذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ، وَلَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَهُوَ يُصَلِّي لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ، قَالَ: فَمَا فَجَأَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكِصُ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ، قَالَ فَقِيلَ لَهُ: مَا لَكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ خَنْدَقًا مِنْ نَارٍ، وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ -لَا أَدْرِي فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَمْ لَا-:كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى إِلَى آخِرِ السُّورَةِ، وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ[3].
- رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة خاطئة ، رقم (4957).
- رواه الترمذي، كتاب أبواب تفسير القرآن عن رسول الله ﷺ، باب ومن سورة اقرأ باسم ربك، رقم (3349) وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم (275).
- رواه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب قوله: {إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى} [العلق: 7]، رقم (2797).