الأحد 22 / جمادى الأولى / 1446 - 24 / نوفمبر 2024
‏(55) من قوله تعالى " رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ ‏‎ .. ‎‏"‏
تاريخ النشر: ٢٤ / محرّم / ١٤٣٥
التحميل: 3242
مرات الإستماع: 26984

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: أُواصل الحديث -أيها الأحبة- عن قوله -تبارك وتعالى- بهذه الخواتم لسورة آل عمران، في قول أهل الإيمان، في قول أولي الألباب الذين أثنى اللهُ عليهم بهذه الأوصاف الكاملة، وذكر أنَّ من دُعائهم أنَّهم يقولون: رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا [آل عمران:193].

سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ سمعنا داعيًا يدعو إلى الإيمان، وهو النبي ﷺ: أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا، يقول: آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا فاستجبنا، وصدّقنا، وانقادت قلوبُنا، وأسلمت جوارحُنا، وأذعنَّا لله -تبارك وتعالى-.

رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا [آل عمران:193]، فهذا من آداب الدُّعاء: أن يتوسل العبدُ بعمله الصَّالح، فإنَّ التوسل أنواعٌ: منه ما هو مشروعٌ، ومنه ما هو ممنوعٌ، فهذا هو التَّوسل المشروع: أن يتوسّل بأعماله الصَّالحة، هنا التَّوسل بالإيمان: أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا، يقولون: ربنا آمنا، فهنا: رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، آمنا بك، واتَّبعنا رسولك: فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا.

كما توسّل الثلاثةُ الذين انطبقت عليهم الصَّخرةُ بصالحي أعمالهم، فكان ذلك من قبيل التَّوسل المشروع، فالإنسان يمكن أن يقول: اللهم بإيماني بك، واتِّباعي لرسولك ﷺ، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم تقبّل مني، اللهم أدخلني الجنَّة، ونجِّني من النار. وهكذا سائر الأعمال الصَّالحة التي أعظمها الإيمان، فهنا توسَّلوا بأعظم الأعمال وأحبِّها إلى الله -تبارك وتعالى-.

رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، بإيماننا واتِّباعنا نبيّك ﷺ اغفر هذه الذّنوب، والغفر يدل على السَّتر، استرها، فلا نفتضح في الدنيا، ولا في الآخرة، ومنه المغفر الذي يُوضع فوق الرأس، يضعه المقاتلُ فوق رأسه، فهو يستره ويقيه أيضًا ضرب السِّلاح؛ يعني: قنا تبعات هذه الذّنوب، وشؤمها، وغوائلها، وما تتسبَّب عنه من الآثام والعقوبات، والجرائر في الدنيا والآخرة.

وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا [آل عمران:193] كفِّر عنا هذه الذّنوب، أذهبها فلا تبقى لها باقيةٌ، ولا يكون لها أثرٌ.

وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ [آل عمران:193] طلبوا غُفران الذنوب، وتكفير السَّيئات، وأن تكون الوفاةُ مع الأبرار.

انظروا -أيها الأحبّة- هذه المطالب، مطالب هؤلاء الذين أثنى اللهُ -تبارك وتعالى- عليهم، وبهذا يعرف المؤمنُ المطالبَ العالية، يعرف القضايا التي تستحقُّ أن يُوليها اهتمامه، وأن يُصوِّب نظره إليها، وأن يتوجّه بقلبه نحوها، وأن يسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُحقِّقها له: فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ، توفنا مع الأبرار، ألحقنا بالصَّالحين -كما يقول ابنُ كثيرٍ رحمه الله[1]-، اقبضنا إليك في عداد الأبرار، واحشرنا محشرهم، ومعهم -كما يقول ابنُ جرير[2]-، وهو معنًى مُتَّحِدٌ، وألفاظٌ مُتقاربةٌ.

إذًا توفَّنا معهم؛ أي: في عِدادهم، واحشرنا محشرهم، وألحقنا بهم، واجعلنا في جُملتهم وزُمرتهم: وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ؛ لأنَّ الذين يتوفَّاهم الله -تبارك وتعالى- يلحقون بنُظرائهم: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ [الصافات:22]، ليس المقصودُ الزَّوجات، وإنما احشروهم ونُظراءهم؛ يعني: مَن يُشاكلهم، فالمنافق مع المنافق، اليهودي مع اليهودي، النَّصراني مع النَّصراني، البوذي مع البوذي، اللّيبرالي مع اللّيبرالي، العلماني مع العلماني، وهكذا كل فئةٍ تُحشر مع مَن تُشاكله، فهذا الذي يُحارب أهلَ الإيمان ويُعاديهم ويسخر منهم لا يُحشر معهم، وإنما يُحشر مع أشكاله ونُظرائه.

وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ۝ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ [آل عمران:193- 194]، انظر هذه المعاني، إذا كان الإنسانُ يستشعرها أول ما يستيقظ، قبل أن يُصلي من الليل يقول هذا الكلام: وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ، وهو يُحادّ الله ويُحاربه، ويُبارزه بالفجور، ويقول هذا الكلام: {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}، هذا يحتاج أن يعمل عملَهم، كيف يتوفَّاه الله مع الأبرار إذا كان على سيرةٍ غير مرضيَّةٍ، وعلى حالةٍ سيئةٍ.

فهنا: رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ، بعضهم يقول: وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ يعني: على ألسنة رُسلك من الثَّواب والجزاء؛ يعني: الجنَّة والنَّعيم المقيم: وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ يعني: على ألسنتهم، وهذا الذي اختاره ابنُ كثير[3]، يعني: ما أخبرت به الرسل -عليهم الصلاة والسلام- من النَّعيم المقيم، وهذا هو اختيار كبير المفسّرين ابن جرير -رحمه الله[4]-، والحافظ ابن القيم: وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ على ألسن الرسل[5]، ما أخبروا به من الجزاء والثَّواب والنَّعيم المقيم لمن آمن وعمل صالحًا.

وبعض أهل العلم يقولون: وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ يعني: على الإيمان برسلك. والأول أظهر وأرجح -والله تعالى أعلم.

وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران:194] يعني: لا تهتك سترنا على رؤوس الخلائق، لا تفضحنا، هذا الخزي، الفضيحة، والإهانة، ومَن عاقبه اللهُ -عزَّ وجلَّ- فقد فضحه.

وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ، لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ بعضُهم يقول: إنَّ ما وعدتَ به من قيام السَّاعة والحشر والحساب والجزاء أمرٌ واقعٌ لا محالةَ، فلا تُخزنا في ذلك اليوم -كما يقول الحافظُ ابن كثير رحمه الله[6].

والأقرب من هذا والأوضح -والله تعالى أعلم- أنَّهم قصدوا بذلك: إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ يعني: أنَّك وعدتَ أهلَ الإيمان بالجزاء والثَّواب، فآتنا ما وعدتنا على رسلك: إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ.

على هذا التَّفسير يرد سؤالٌ، وهو: معلومٌ أنَّ الله -تبارك وتعالى- لا يُخلف الميعاد، وأنَّه سيُثيب المطيعين والمؤمنين، فما الفائدة من هذا السؤال: رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ؟ أهل الإيمان يُؤتيهم الله ويُوفي لهم بهذا.

والجواب: أنَّ ذلك إنما يكون تحقّقه وحصوله إذا توفّرت الشُّروط، وانتفت الموانع.

ومَن الذي يضمن أنَّه قد حقق الشُّروط، وانتفت عنه الموانع حتى يكون ضامنًا يوم القيامة أنَّ الله سيُعطيه، ويُوليه، ويجزيه، ويرفعه؟

هذا المؤمن لا يزال يخاف ويُشفق، ولا يحصل له الأمن التَّام والطُّمأنينة التَّامة إلا إذا دخل الجنة، وإلا فهو في وجلٍ، ويكون الناسُ في المحشر في حالٍ من الوجل والخوف بحسب أعمالهم، وبحسب إيمانهم، لكن الأمن التَّام، الأمن المطلق، والراحة الكاملة، هذا يكون إذا دخل الجنَّة، وقبل ذلك؟ قبل ذلك يكون في حالٍ بحسب إيمانه، الملائكة تتنزَّل على المؤمنين: أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ [فصلت:30]، ولكن الناس في إيمانهم يتفاوتون.

المقصود -أيها الأحبّة- أنَّهم يُدركون أنَّ هذا يتوقف على تحقق الشُّروط وانتفاء الموانع، ومن ثَمَّ فإنَّهم يقولون: وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ، ومن الأسباب التي يتوصَّلون بها إلى هذا الثَّواب: الدّعاء، فالدُّعاء من المطالب الشَّرعية، وله عند الله منزلةٌ وشأنٌ، فمن هنا هذا يتضمّن أيضًا السّؤال أنَّ يُوفِّقهم الله -تبارك وتعالى- إلى الأسباب الموصلة إلى ذلك: رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ.

انظروا إلى الجواب، انظروا إلى النَّتيجة: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ [آل عمران:195] بالفاء التي تدل على التَّعقيب المباشر، دعوا بهذا الدُّعاء؛ فجاءت النَّتيجةُ مباشرةً بالفاء التي تدل على ترتيب ما بعدها على ما قبلها مباشرةً.

فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أي: فأجابهم ربُّهم: أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى [آل عمران:195]، وهذا كما في قوله -تبارك وتعالى-: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186].

فهنا هؤلاء دعوا الله : فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، فهذا تفسيرٌ لهذه الاستجابة أو الإجابة، قال لهم مُجيبًا بأنَّه لا يُضيع عمل عاملٍ منهم، لا يضيع عنده عملٌ، بل يُوفي كلَّ عاملٍ بعمله، وأجره، وثوابه، سواء كان ذكرًا أو أنثى.

وهذه إحدى الآيات النَّازلة بسبب سؤال أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله تعالى عنها- لما قالت للنبيِّ ﷺ: لا نسمع الله ذكر النِّساء في الهجرة بشيءٍ؟ إلى غير ذلك من قولها وسُؤالها، فكان مما نزل في ذلك من الآيات: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ[7].

الأنصار يقولون: كانت هي أول ظعينة قدمت المدينة[8]، يعني: مُهاجرة إلى المدينة، فهنا: أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ يعني: أنَّ جميعَكم في الثَّوابِ سواء، الرِّجال كالنِّساء، ولا فرقَ من جهة الجزاء والثَّواب، الرجل والمرأة، هل الإسلام جاء بالمساواة بين الرجل والمرأة؟

الجواب: لا، ليسوا سواءً، والمساواة ليست بعدلٍ في كل الصور والحالات، فالإسلام لم يُسوِّ بين الرجل والمرأة، وإنما جاء بالأحكام العادلة، فالرجل والمرأة في الجزاء عند الله -تبارك وتعالى- في الثَّواب والعقاب سواء، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف، والسَّيئة بمثلها، الرجل كالمرأة، أمَّا في التَّكاليف فالأصل أنَّ النِّساء شقائق الرِّجال، إلا ما استثناه الشَّارع: النِّساء لا يُطالبن بالخروج إلى المساجد لصلاة الجماعة، والرجل يجب عليه ذلك. المرأة يجب أن تحتجب، والرجل لا يحتجب. المرأة لا تخضع بالقول، ولا تُبدي زينتها، وما إلى ذلك من الأحكام المتعلّقة بها، وكذلك أيضًا المرأة لا تُخالط الرِّجال الأجانب، كما أنَّ المرأة أيضًا لا تُطالب بصلاة الجمعة، ولا يجب عليها جهادٌ، ولا تُطالب به أصلاً، وأحكامها معروفة، وهي في الميراثِ على نصف ميراثِ الرَّجل، وليس ذلك بظلمٍ لها بحالٍ من الأحوال، ولكن ليس من العدل أن يُسوي الشارعُ بينهما، بل جاء بالأحكام العادلة، لها نصف الميراث لماذا؟

لأنها طالبةٌ للزيادة دائمًا، وأمَّا الرجل فهو مُنتظرٌ للنَّقص دائمًا، الرجل يجمع من أجل أن يدفع المهرَ، والمرأة لا تدفع مهرًا، ولا تُطالَب بأيِّ نفقاتٍ غير الزكاة الواجبة إن كان عندها مالٌ، فهي تأخذ المهرَ من الرجل، يجمع سنين مُتطاولة، وتركبه الدُّيون من أجل أن يُعطيها، والمهر ملكٌ لها، تخزنه عندها، والنَّفقة تجب على الزوج والولي من أبٍ وغيره، ولو كانت المرأةُ غنيةً لا تُطالب بنفقةٍ، ولا بالمشاركة في النَّفقة، هي تخزن المال، فإذا مات مَن ترثه أخذت من الميراث وخزنت.

وأمَّا الرجل فمسكينٌ، يجب عليه الإنفاق، وهو الذي يدفع المهورَ، وإذا طلَّقها أعطاها مالاً جبرًا لخاطرها من قبيل المتعة، فلا يُسوَّى بين طالب الزيادة، مُنتظر الزِّيادة دائمًا، ومُنتظر النَّقص دائمًا، هذا ليس من العدل.

البنت وأخوها، إذا أخذت مثل مال أخيها تمامًا، وهو المطالب بالصَّرف والنَّفقة؛ فلم نعدل بينهما بحالٍ من الأحوال.

فالإسلام دين العدالة، وليس بدين المساواة، من الخطأ أن يُقال: نحن نُطالب بالمساواة، الإسلام جاء بالمساواة؟ نقول: لا، المساواة في الجزاء عند الله والثَّواب والعقاب، لا فرقَ، لا يضيع عملُ أحدٍ، أمَّا في الدنيا وأحكام الدُّنيا ففرقٌ بين المرأة والرجل.

فهنا بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، جميعكم في الثَّواب: الرِّجال والنِّساء في الطَّاعة والعكس على حدٍّ سواء، فهم في الملّة والدِّين حكمُ جميعهم فيما هو فاعلٌ بهم -تبارك وتعالى- على حدٍّ سواء من حيث إنَّه لا يُضيع عمل عاملٍ منهم من ذكرٍ ولا أنثى.

هكذا قال المحققون: كابن جرير، وابن كثير، وغير هؤلاء: بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، هذا معنى هذا القدر من هذه الآية.

أتوقف عند هذا، وأسأل الله -تبارك وتعالى- أن ينفعنا وإيَّاكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هُداةً مُهتدين، والله أعلم.

وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.

  1. انظر: "تفسير ابن كثير" (2/18).
  2. انظر: "تفسير الطبري" (7/482).
  3. انظر: "تفسير ابن كثير" (2/18).
  4. انظر: "تفسير الطبري" (12/445).
  5. انظر: "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" لابن القيم (ص89).
  6. انظر: "تفسير ابن كثير" (2/187).
  7. أخرجه الحاكم في "مُستدركه": كتاب التفسير، ومن سورة آل عمران، برقم (3174)، وقال: هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط البخاري ولم يُخرِّجاه. وقال البُوصيري: هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لجهالة بعض رُواته. انظر: "إتحاف الخيرة المهرة" للبوصيري (6/192).
  8. انظر: "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد" للصَّالحي (3/228).

مواد ذات صلة