السبت 21 / جمادى الأولى / 1446 - 23 / نوفمبر 2024
(136) الدعاء بعد التشهد الأخير قبل السلام "اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار"
تاريخ النشر: ١١ / جمادى الآخرة / ١٤٣٥
التحميل: 2413
مرات الإستماع: 2018

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.

أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،

فنُواصل الحديث عمَّا يُقال بعد التَّشهد والصَّلاة على النبي ﷺ من الأدعية المأثورة، فمما أورده المؤلفُ ما جاء عن بعض أصحاب النبي ﷺ، قال: قال النبيُّ ﷺ لرجلٍ: كيف تقول في الصَّلاة؟، قال: أتشهد وأقول: اللهم إني أسألك الجنَّة، وأعوذ بك من النَّار، أما إني لا أُحسن دندنتك، ولا دندنة معاذٍ. فقال النبي ﷺ: حولها نُدندن[1]. رواه أبو داود وابن ماجه، وقد سكت عنه أبو داود، وما سكت عنه أبو داود فهو عنده صالحٌ للاحتجاج.

والحديث صحَّحه جمعٌ من أهل العلم: كالنَّووي[2]، والحافظ ابن حجر[3]، والعيني[4]، ومن المعاصرين الشيخ ناصر الدين الألباني[5] -رحم الله الجميع-.

هذا الحديث يرويه بعضُ أصحاب النبي ﷺ، ومثل هذا الإبهام لا يضرّ؛ لأنَّ جهالةَ الصَّحابي لا تضرّ، وحينما لا يُعرف اسم الراوي يُسمَّى: مُبهمًا، فإنَّ هذا لا أثرَ له إذا كان صحابيًّا؛ لأنَّ الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- عدول، فسواء علمنا اسمه، أو جهلنا اسمه، فإذا قيل: عن بعض أصحاب النبي ﷺ، فلا إشكالَ في ذلك.

قال النبيُّ ﷺ لرجلٍ. هذا الحديثُ هو جزءٌ من الحديث المعروف المشهور فيما يتَّصل في القصَّة المعروفة: أنَّ معاذ بن جبل كان يُصلي مع النبي ﷺ العشاء الآخرة، ثم يذهب إلى قومه من بني سلمة فيُصلِّي لهم، وكان يُصلي مع النبي ﷺ فريضةً، ويُصلِّي لهم بنية النَّافلة، وهم يُصلون وراءه الفريضة، فوقع من ذلك الرجل ما قد علمتُم؛ حيث إنَّه استطال صلاةَ معاذٍ -رضي الله تعالى عنه-؛ فنوى الانفراد، انفصل عنه وصلَّى لنفسه، ثم بعد ذلك بلغ معاذًا ما وقع من هذا الرجل، فقال عنه: إنَّه مُنافق. فغضب هذا الرجلُ وذهب إلى النبي ﷺ بعدما قال[6]، ثم قال سُليم: "سترون غدًا إذا التقى القومُ إن شاء الله"، وكانوا يتهيَّؤون لغزوة أحد، هذا الرجل شهد غزوةَ بدرٍ، وهو سليم الأنصاري [7].

جاءت تسميته مُصرَّحًا بها في روايةٍ يُروى بها هذا الحديث، هو بلفظٍ مُقاربٍ، إلا أنَّ تلك الرِّواية حكم عليها بعضُ أهل العلم -كالحافظ ابن عبد البرّ- بالنَّكارة[8]؛ لأنَّ متنَها قد تضمّن لفظًا لم يكن في سائر الرِّوايات؛ وذلك أنَّ النبيَّ ﷺ قال لمعاذٍ : إما أن تُصلِّي معنا، وإما أن تُصلِّي معهم[9].

فهذه الجملة غير محفوظةٍ، وهذا الرجل قيل هو: سليم الأنصاري، وكان قد شهد بدرًا، يعني: من البدريين، وسليم هذا له ترجمة في بعض الكتب التي تُترجم لأصحاب النبي ﷺ؛ كـ"الإصابة"[10] للحافظ ابن حجر.

فالنبي ﷺ لما قال له حينما اشتكى للنبيِّ ﷺ من طول صلاة معاذ: كيف تقول في الصَّلاة؟، فقال: أتشهد وأقول: اللهم إني أسألك الجنَّة، وأعوذ بك من النَّار. ففهم من قوله: "أتشهد وأقول: اللهم إني أسألك الجنَّة" أنَّ التَّشهد المقصود به الذي يكون في التَّشهد في الجلوس في الصَّلاة.

ثم يسأل ربَّه الجنة، ويستعيذ به من النار، ففهم هذا أنَّه مما يُقال بعد التَّشهد، هذا بالإضافة إلى أمرٍ آخر؛ وهو أنَّ الأدعية يكون موضعُها بعد التَّشهد، وبعد الصَّلاة على النبي ﷺ، فهذا كما قال النبيُّ ﷺ: ثم ليتخيّر من الدُّعاء أعجبَه[11]، يعني: أنَّه موضعٌ للدُّعاء.

فالنبي ﷺ حينما سأل هذا الرجل، قال الرجلُ: أما إني لا أُحسن دندنتك ولا دندنة معاذٍ. فقال النبيُّ ﷺ: حولها نُدندن[12]، يعني: هذه التي تقولها في التَّشهد وسؤال الجنَّة والاستعاذة بالله من النار، فالدَّندنة تُقال للقراءة المبهمة، يعني: هو يسمع النبيَّ ﷺ، أو يسمع مُعاذ بن جبل يدعو في صلاته بصوتٍ لا يُميز معه ما يقول، فسمَّاه: "دندنة"، ويُقال لصوت النحل والزَّنابير ونحو ذلك، يُقال لها أيضًا: دندنة، يُقال: كدندنة النَّحل.

وأبو عبيد القاسم بن سلام[13] صاحب "الغريب" يُفسّر الدَّندنة بأن يتكلم الرجلُ بالكلام تسمع نغمتَه ولا تفهمه عنه، يعني: أنَّك تعرف أنَّه يتكلم، يدعو، لكن لا تدري ماذا يقول؛ لأنَّه يخفى عليك مضامين كلامه، فسمّى ذلك: دندنة.

وهكذا يُقال له في كلام العرب، فهو يقول: لا أدري ماذا تدعو به أنت يا رسول الله، وما يدعو به معاذ إمامنا، ولا أعرف دعاءك الخفي الذي تدعو به في الصَّلاة، ولا ما يدعو به معاذ، ولا أقدر على نظم ألفاظ الدُّعاء والمناجاة كما تفعل أنت، وكما يفعل معاذ.

يقول: لا أفقه دندنتك، لا أُحسن دندنتك، ولا دندنة معاذٍ. يعني يقول: أنا أسمع صوتًا، لكني لا أفقه ما تقولون، ولا أفهم هذا الشَّيء، ولا أُحسنه، لكني أقول كذا وكذا.

فقال النبيُّ ﷺ: حولها نُدندن، وهذا يستشهد به مَن يقول بأنَّ الأدعية أولاً لا بأسَ أن يُنشئ الإنسانُ من عند نفسه، لا يشترط أن تكون بما ورد، فالنبي ﷺ أقرَّه على ذلك، فقال: حولها نُدندن، يعني: حول الجنَّة والنَّار، فلا مُباينة بين ما نقوله وما تقوله، وما ندعو به وما تدعو أنت به، نحن ندور حول هذا الموضوع، دُعاؤنا يتَّصل بما ذكرتَ.

قال له النبيُّ ﷺ تطييبًا لقلبه، وتأنيسًا لخاطره، ولم يذكر له أدعيةً مُفصّلةً قد يصعب عليه حفظها، وإنما طيَّب قلبَه بهذا الكلام، قال: نحن نقول ما هو قريبٌ من هذا.

يقول شيخُ الإسلام[14] -رحمه الله-: وظاهر هذا أنَّ دندنتهما أيضًا بعد التَّشهد في الصَّلاة؛ لأنَّه يحكي شيئًا أراد أن يقتدي بهما فيه، لكنَّه لم يفقه ما يقولا، فصار يسأل الجنةَ، ويستعيذ بالله من النار.

هذا القدر هو الذي يعنينا في هذا الحديث، وسؤال الله الجنة، والاستعاذة بالله من عذاب النار؛ هذا جاء في أحاديث صحيحة عن النبي ﷺ، وقد مضى بعضُ ذلك، فهذا مما يُقال من الأدعية بعد التَّشهد.

هذا الحديث فيه فائدة تنضاف إلى ما سبق مما يتَّصل بالأذكار، وهو: انظروا كيف كان النبيُّ ﷺ يحتوي المشكلات، وهذا كثيرٌ في مواقف متنوعة متعددة مع أصحابه، وأزواجه، وأعدائه؛ هذا الرجل كان غاضبًا، كان يعمل في أرضه، يعني: في مزرعته، ثم بعد ذلك يأتي آخر النَّهار وهو في غاية الإجهاد، فيأتي معاذٌ -رضي الله تعالى عنه- ويُصلي لهم، فيُطيل هذه الصَّلاة، وهذا الرجل لا يحتمل، يكون في غاية الإرهاق والتَّعب؛ فانفصل عن معاذٍ -رضي الله تعالى عنه-، فعظم ذلك على معاذٍ واتَّهمه بالنِّفاق؛ باعتبار أنَّ الصلاةَ هي قُرَّة العيون، فكيف يبلغ الحالُ بأحدٍ من أهل الإيمان أن يستطيل ذلك إلى حدِّ عدم الإطاقة، فينفصل ويُصلِّي لنفسه صلاةً خفيفةً؟! فاتَّهمه بالنِّفاق باعتبار أنَّ الصلاةَ ثقيلةٌ على المنافقين، لاسيما صلاة العشاء، وصلاة الفجر، كما قال النبيُّ ﷺ[15]، وهذه الواقعة وقعت في صلاة العشاء، اتَّهمه بالنِّفاق، فالرجل ازداد غضبُه؛ فذهب إلى النبي ﷺ يشكو مُعاذًا، حتى قال النبيُّ ﷺ لمعاذٍ: أفتَّانٌ أنت يا مُعاذ؟![16]، واحتوى هذا الرجل، وأنهى هذه المشكلة.

هناك كانت تُهمة مُوجّهة بالنِّفاق، كان بالإمكان أن تتفاقم هذه المشكلة وتتطور، ولربما يُفتن بعضُ الناس في دينه بسبب صدمةٍ، أو موقفٍ لربما يعقبه مواقف من آخرين، فيتتابع عليه ما يكره.

فهنا النبي ﷺ أنهى ذلك وقال: حولها نُدندن، ووجَّه مُعاذًا -رضي الله تعالى عنه-، وانتهت المشكلة.

وبعض الناس لا يُحسِن التَّعامل مع هذه القضايا ولا غيرها، والنبي ﷺ حينما جاء الأعرابي وبال في المسجد الصَّحابة نهروه، وزجروه، وأنكروا عليه، فقال: مه! لا تزرموا بوله، فلمَّا قضى بولَه وجاء علَّمه النبيُّ ﷺ: إنَّ هذه المساجد لا تصلح لشيءٍ من أذى الناس، وإنما هي لذكر الله، وقراءة القرآن[17]، وما إلى ذلك، وأمر بذَنوبٍ من ماءٍ أن يُصبَّ عليه، هنا لم يُعنّف، ولم يضرب، ففرح الرجلُ فرحًا شديدًا واستبشر.

وكذلك أيضًا ذاك الذي أغلظ على النبي ﷺ يُريد العطاء، فأمر النبيُّ ﷺ بأن يُعطى، مع أنَّ بعض الصَّحابة همَّ به، ثم أعطاه حتى أرضاه، وكان قد أغلظ على النبي ﷺ في القول، وقال: أعطني، فإنَّك لا تُعطيني من مال أبيك[18]، ولا أمّك[19].

"أعطني من مال الله" هذه كان بالإمكان أن تتحول إلى مشكلةٍ عند بعض الناس، لكن قلب النبي ﷺ كبيرٌ، يحتوي هؤلاء، فأعطاه شيئًا من الدنيا، وطيَّب قلبه.

الواحد من هؤلاء في بعض هذه المواقف يخرج على الملأ ويقول: "اللهم اغفر لي ولمحمدٍ، ولا تغفر لأحدٍ معنا"[20]، فتبقى تلك المعاملة وذلك الموقف معه إلى أن يموت، ويكون ذلك سببًا لرسوخ إيمانه، وتجذّر محبّة النبي ﷺ في قلبه.

وقل مثل ذلك فيما وقع لمعاوية السّلمي لما عطس في الصَّلاة، وقال: "الحمد لله"، ثم بعد ذلك جعل ينظر إلى الصَّحابة، يقول: فجعلوا يمرقونني بأبصارهم. قلت: واثكل أمّياه! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟! فجعلوا يلطخون أفخاذَهم، فعلمتُ أنهم يُسكتونني، فسكتُّ. بعد الصَّلاة كان يتوقع هجومًا، ولكن النبي ﷺ بيَّن له أنَّ هذه الصَّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام الناس، فالرجل يقول: "بأبي هو وأمي، ما رأيتُ مُعلِّمًا قبله ولا بعده مثله، والله ما كهرني، ولا ضربني"[21].

فالنبي ﷺ كان يحتوي هؤلاء الذين كانوا يتوقعون لونًا من التَّعامل آخر.

وهكذا أيضًا أمام الضَّيف تأتي هذه بقصعةٍ من أزواج النبي ﷺ، والأخرى تُرسل خادمتها أو جاريتها، فتأخذ القصعة أمام الضَّيف وأمام النبي ﷺ وتضرب بها في الأرض؛ فتنكسر ويندثر الطَّعام على الأرض أمام الضَّيف، هذه تكون عند كثيرٍ من الناس مشكلة لا علاجَ لها، ولربما ألحق ذلك بالطَّلاق، وليس بالطَّلاق فقط، بل الطلاق، والضَّرب، والشَّتم، والسَّب، وأنواع الأذى القولي والعملي.

النبي ﷺ ما فعل شيئًا من هذا، ولا صدرت منه كلمةٌ -عليه الصَّلاة والسَّلام-: لا تأنيب، ولا تعنيف، وإنما أخذ الطَّعام، ووضع طعامَ هذه في قصعة تلك وقال: طعامٌ بطعامٍ، وقصعةٌ بقصعةٍ[22]، وانتهت المشكلة، لكن هَبْ أنَّ ذلك وقع لك أمام الضَّيف، والمرأة فعلت هذا، ما الذي يحصل؟!

وهكذا في مواقف كثيرةٍ، فكان يُحسن احتواء هذه المشكلات، نحن في كثيرٍ من الأحيان لا توجد مشكلة أصلاً، لكن نفتعل المشكلات، أحيانًا أمور تافهة في مجاوبةٍ، أو مُقاولةٍ، كلام: اتّصلت عليك؟ لا، ما اتَّصلت عليّ. إلا اتَّصلت عليك؟ لا، ما اتَّصلت عليّ. وتشنّج، وتُفاجأ أنَّ هؤلاء الناس كلّ واحدٍ ظهرت حماليق عينيه، وغضب، وظهرت أوداجه، وتشنّج، وبدأ يُقسم الأيمان المغلّظة، والثاني يُقسم الأيمان المغلّظة: أنا اتصلت. وهذا يقول: لا، ما اتصلت.

يا أخي، الأمر أسهل من هذا، اتّصلت نعم، لكن الشَّبكة لربما فيها إشكال، انتهت المشكلة، جزاك الله خيرًا، وأنا عارف، وأنت أوفى وأوصل، أنا المقصّر، أمَّا كل واحدٍ يتشنَّج ويُقسِم أيمانًا وتصير كاذبةً، كل واحدٍ يُكذِّب الآخر.

يا جماعة، الأمر دون ذلك، الأمر أيسر من هذا، ليس هناك مشكلة، اتّصلت بك، ما اتّصل بك، يا أخي، نعم، اتّصلت عليَّ، لكن أنا يمكن الشَّبكة، يمكن جوالي فيه مشكلة، وكثّر اللهُ خيرَك، وما قصّرتَ، وجزاك اللهُ خيرًا، وأنت الوافي، وأنت الواصل، وأنت السَّباق، ودائمًا خيرك سابق، لكن أنا المقصّر، وأنا الضَّعيف، وأنا العاجز، وقل مثل هذا الكلام.

وهكذا نجد أننا أحيانًا في قضايا مُشابهة: أرسلت لك رسالة، أنا أخبرتُك اليوم الفلاني أننا سنذهب إلى المكان الفلاني. لا، ما أخبرتني. إلا أخبرتك. وتتحول القضية إلى مُشاجرةٍ: أخبرتك، ما أخبرتني، وهذا يُقسم، وهذا يُقسم.

يا أخي، الأمر سهلٌ، نعم، أنت أخبرتني، لكن أنا يمكن ما سمعتُ، كان قلبي مشغولاً ساعتها، فما سمعتُك، وجزاك الله خيرًا، وما قصّرت، وبارك الله فيك.

وأحيانًا تحتاج أن تفصل بين اثنين فجأة اشتعلت بينهم مشكلة على قضيةٍ تافهةٍ: أنا قلتُ لك. لا، أنتَ ما قلتَ لي. وتتحول إلى تكذيبٍ، كل واحدٍ يُكذِّب الثاني، وكل واحدٍ يُقسم أيمانًا أنَّك ما قلتَ لي. لا، أنت قلتَ لي، لكن أنا ما سمعتُ. انتهت المشكلة، لكن للأسف نحن نُولِّد من لا شيء أشياء.

ومن الطَّرائف: جاءت رسالةٌ من هؤلاء الذين أحيانًا يفتعلون مشاكل، والمحاكم للأسف أحيانًا يصلها أشياء من هذا القبيل، فهذه لعلها من قبيل الطّرف: واحدٌ من هؤلاء جاء لزوجته وقال لها: أين الغبار الذي كان على الطَّاولة؟ قالت: مسحتُه. قال: لأيش تمسحينه؟ سوَّى لها مشكلة، يقول: أنا كاتبٌ عليه رقمًا، كاتبٌ رقمًا على الغبار الذي على الطَّاولة، هو يُريد مشكلة: لماذا تمسحين الغُبار؟!

إذن اتركي البيت مُغبرًّا؛ لأنَّه احتمال أنَّه يكتب عليها رقمًا، حتى على البلاط، وعلى الجُدران، وعلى النَّوافذ، وعلى السَّتائر، ويمتلئ.

فبعض الناس يخرج المشكلة، يُحول الإحسان إلى مشكلةٍ، فنحتاج إلى أن يكون عندنا فقهٌ في التَّعامل مع هذه القضايا التي ترد يوميًّا وتتكرر في بيوتنا مع إخواننا، مع أخواتنا، مع أهلنا، مع الوالدين، ونحو ذلك.

فكن أنت الشَّخص اللَّين، أنت الشَّخص السَّهل، فإذا قال لك أحدٌ: أنا أخبرتُك. قل: نعم، جزاك الله خيرًا. ما اتّصلت عليّ، ما زرتني، ما جئت. نعم، أنا مُقَصِّرٌ كثيرًا، والحقّ لك، المفروض أني آتي إليك، وأبشر، وبإذن الله .

هذا هو الصَّحيح، لكن الموفَّق مَن وفَّقه الله ، والله المستعان.

هذا، والله أعلم، وصلَّى الله على نبينا محمدٍ، وآله وصحبه.

  1. أخرجه أبو داود: أبواب تفريع استفتاح الصَّلاة، بابٌ في تخفيف الصَّلاة، برقم (792)، وابن ماجه: أبواب إقامة الصَّلوات والسُّنة فيها، باب ما يُقال في التَّشهد والصَّلاة على النبي ﷺ، برقم (910)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"، برقم (757)، وصححه الشيخ مُقبل الوادعي في "الصحيح المسند مما ليس في الصَّحيحين"، برقم (1461)، وقال: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشَّيخين".
  2. "الأذكار" للنووي، ت. الأرنؤوط (ص68)، برقم (177)، و"المجموع شرح المهذب" (3/471).
  3. لم أقف على تصحيحه.
  4. انظر: "شرح أبي داود" للعيني (3/451).
  5. "صحيح أبي داود"، برقم (757).
  6. متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الأدب، باب مَن لم يرَ إكفار مَن قال ذلك مُتأوِّلًا أو جاهلًا، برقم (6106)، ومسلم: كتاب الصَّلاة، باب القراءة في العشاء، برقم (465).
  7. أخرجه أحمد في "المسند"، برقم (20699)، وقال مُحققوه: "صحيحٌ لغيره، وهذا إسنادٌ مُنقطعٌ؛ فإنَّ معاذَ بن رفاعة لم يسمع هذا الحديث من سليم، فقد جاء في آخره أنَّ سليمًا استشهد في أحدٍ"، وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (2/71)، برقم (2371)، وقال: "رواه أحمد، ومعاذ بن رفاعة لم يُدرك الرجلَ الذي من بني سلمة؛ لأنَّه استشهد بأحدٍ، ومعاذ تابعي -والله أعلم-، ورجال أحمد ثقات، ورواه الطَّبراني في "الكبير" عن معاذ بن رفاعة: أنَّ رجلًا من بني سلمة".
  8. "الاستذكار" لابن عبد البر (2/171)، وانظر: "فتح الباري" لابن رجب (6/246).
  9. لم أقف على هذه الرِّواية بهذا اللَّفظ، أخرجه أحمد في "المسند"، برقم (20699)، بلفظ: ((إمَّا أن تُصلي معي، وإمَّا أن تُخفف على قومك))، وقال مُحققوه: "صحيحٌ لغيره، وهذا إسنادٌ مُنقطعٌ؛ فإنَّ معاذ بن رفاعة لم يسمع هذا الحديث من سليم، فقد جاء في آخره أنَّ سليمًا استشهد في أحدٍ. عمرو بن يحيى هو المازني".
  10. "الإصابة في تمييز الصحابة" (3/142)، برقم (3461).
  11. أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب ما يتخيّر من الدعاء بعد التَّشهد وليس بواجبٍ، برقم (835).
  12. أخرجه أبو داود: أبواب تفريع استفتاح الصَّلاة، بابٌ في تخفيف الصَّلاة، برقم (792)، وابن ماجه: أبواب إقامة الصَّلوات والسُّنة فيها، باب ما يُقال في التَّشهد والصَّلاة على النبي ﷺ، برقم (910)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"، برقم (757).
  13. انظر: "غريب الحديث" (1/327).
  14. "مجموع الفتاوى" (22/502).
  15. متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب فضل العشاء في الجماعة، برقم (657)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصَّلاة، باب فضل صلاة الجماعة وبيان التَّشديد في التَّخلف عنها، برقم (651).
  16. متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب مَن شكا إمامه إذا طوَّل، برقم (750)، ومسلم: كتاب الصَّلاة، باب القراءة في العشاء، برقم (465).
  17. أخرجه مسلم: كتاب الطَّهارة، باب وجوب غسل البول وغيره من النَّجاسات إذا حصلت في المسجد، وأنَّ الأرض تطهر بالماء من غير حاجةٍ إلى حفرها، برقم (285).
  18. أخرجه أبو داود: كتاب الأدب، باب في الحلم وأخلاق النبي ﷺ، برقم (4775)، والنسائي: كتاب القسامة القود من الجبذة، برقم (4776).
  19. بزيادة: "أمك" أخرجه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (8/1525)، برقم (2775)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (2/130)، وضعَّفه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (2/51).
  20. أخرجه ابن ماجه: أبواب الطَّهارة وسننها، باب الأرض يُصيبها البول كيف تُغْسَل؟ برقم (529)، وأحمد في "المسند"، برقم (10533)، وقال مُحققوه: "حديثٌ صحيحٌ، وهذا إسنادٌ حسنٌ من أجل محمد -وهو ابن عمرو بن علقمة اللّيثي-، وباقي رجاله ثقات رجال الشَّيخين".
  21. أخرجه مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، برقم (537).
  22. أخرجه الترمذي: أبواب الأحكام عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء فيمَن يُكسر له الشيء ما يحكم له من مال الكاسِر؟، برقم (1359)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"، برقم (3911).

مواد ذات صلة