الأحد 22 / جمادى الأولى / 1446 - 24 / نوفمبر 2024
حديث «إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثا..»، «لا إله إلا الله وحده لا شريك له..»
التحميل: 0
مرات الإستماع: 0

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهذا "باب النهي عن إضاعة المال في غير وجوهه الذي أذن الشرع فيها"، هذا المال وديعة وأمانة استخلف الله العباد فيها؛ ليبلوهم كيف يعملون، ونهاهم عن إضاعته، وإضاعته تكون بصرفه فيما حرم الله ولو كان قليلاً، وتكون أيضاً بالإسراف والتبذير، وصرف المال في غير وجه حق قل ذلك أو كثر.

وذكر حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثاً، ويكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم: أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال[1]، رواه مسلم.

وقد مضى الكلام على هذا الحديث في باب سابق.

إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثاً، ويكره لكم ثلاثاً فيه إثبات صفة الرضا والكراهية لله -تبارك وتعالى- على ما يليق بجلاله وعظمته، ومثل هذه المقامات في الكتاب والسنة ينبغي على العبد أن يتحراها، ويتلمسها من أجل أن يعرف ما يحبه الله فيكون متلبساً متصفاً به، وأن يعرف ما يسخطه الله فيجتنب ذلك ويتباعد عنه، فيرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً هذا أعظم البر والمعروف والطاعة التي توصل إلى مرضاة الله ومحبته، وهي حقيقة الإيمان والتوحيد، وكلمة التوحيد.

وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، تعتصموا بحبل الله أي: تتمسكوا بحبل الله وهو كتابه، وما يعتصم به من دينه، وأسباب النجاة بلزوم الصراط المستقيم.

ويكره لكم قيل وقال، قيل وقال يعني: أن يكون الإنسان يطلق لسانه فيتحدث بما لا طائل تحته، ويكون رحلة للأخبار، قال فلان وقال فلان وقال له فلان وأجابه فلان ورد عليه فلان، وما أشبه ذلك، يكون حديثه قالوا وقيل، وهو ينقل هذه المقالات التي لا يجدي نقلها عنه شيئاً، والمؤمن ينبغي أن يشتغل بما يعنيه، وما هو بصدده، وما تحصل به رفعته ونجاته، وصلاحه من الإقبال على العلم والعمل.

وكثرة السؤال كثرة السؤال هنا يحمل على كثرة السؤال عما لا يعني سواء كان ذلك في الأمور الدينية كالذي يسأل عن أمور لم تحرم في وقت التنزيل، أو يسأل عن أمور نادرة الوقوع، أو يسأل عن صعاب المسائل، أو يسأل كثيراً ولا يعمل، وإنما ذهنه يولد الأسئلة، وكلما سنح في ذهنه شيء سأل عنه، ولكن العمل قليل، وهذا للأسف يوجد، فمن الناس من لا يكل ولا يمل من السؤال، وإذا نظرت إلى هذه السؤالات هي أشبه ما تكون بخواطر، يعني كلما خطر في باله شيء مباشرة أرسل رسالة يسأل، ويحتاج إلى من يتفرغ ويتخصص في الجواب لهذه السؤالات، وهذا أمر غير محمود، إنما يسأل الإنسان عما يعنيه، وإذا نظرنا إلى السؤالات الواردة في القرآن التي سئل النبي ﷺ عنه يسألونك يسألونك فهي معدودة قليلة، وكان شأنهم العمل، والتطبيق، والانقياد.

وإضاعة المال، وهذا هو الشاهد، وإضاعة المال تكون كما سبق بأنه ينفقه فيما حرم الله ، وهذا خلاف الشكر، أو  أن ينفق فيما لا حاجة له، كل من أنفق المال في أمور لا حاجة إليها ولا طائل تحتها فهو مضيع لهذا المال ولو كان قليلاً، ومن ذلك إضاعة الأموال على اللهو الكثير، وكذلك على الأمور التي لا ينبغي الاشتغال بها؛ لأنه لا فائدة منها من الأمور التي تشترى، أو الأمور التي يلابسها الإنسان، يعني مثلاً إضاعة الأموال في شراء الزهور، هذا أمر غير محمود، هذه أشياء يجوز بيعها، ولكن تضييع المال في شرائها لا يحمد، وقل مثل ذلك في أمثلة كثيرة مما صار عناية كثيراً من الناس في هذا العصر به؛ لتوسعهم في الملاذ والمآكل والمشراب، وما أشبه ذلك.

ثم ذكر حديث رواد كاتب المغيرة بن شعبة قال: "أملى علي المغيرة في كتاب إلى معاوية ، أن النبي ﷺ كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وكتب إليه: "أنه كان ينهى عن قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال، وكان ينهى عن عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع وهات"[2]، متفق عليه.

وهذا مضى الكلام عليه.

"كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة"، دبر الشيء تارة يقال: لما هو منه، يعني في آخره، دبر الدابة، ونحو ذلك، وتارة يقال: لما كان خارجاً عنه، والمقصود هنا في دبر الصلاة أنه يقول ذلك بعد السلام، والله تعالى أعلم-.

يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت...، إلى آخره.

وأما من قبيل الأدعية مثل: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك وحسن عبادتك[3]، ومثل: دعاء الاستخارة[4]، ونحو ذلك، فالأقرب أن ذلك جميعاً يقال قبل السلام، كما جاء عن النبي ﷺ لما ذكر التشهد والصلاة على النبي ﷺ قال: ثم ليتخير من الدعاء أعجبه[5]، يعني أن هذا مكان موضع للدعاء.

اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، يعني إذا قضى الله لعبد عطاء فلا يمكن لأهل الأرض ولو اجتمعوا أن يمنعوه، وإذا قضى أن ذلك لا يصل إليه فلا يمكن لأحد أن يوصله ولو اجتمع من بأقطارها، ومن ثم فإن الإنسان يوقن إذا عرف هذا بأن رزق الله الذي كُتب له آتيه فعليه أن يصبر فيأخذ ذلك من الحلال، وأن الحرص والتهافت على الدنيا لا يمكن أن يتسبب عن زيادة في الرزق لما يكتبها الله للعبد، وأن الناس لا يمكن أن يأخذوا شيئاً قد كتبه الله له من الرزق، والملك يؤمر بأربع كلمات وهو في بطن أمه ومنها رزقه[6]، فلا يمكن لغيرك أن يأخذ شيئاً من رزقك هذه حقيقة ثابتة ينبغي أن نتيقنها وأن نتمثلها من الناحية العملية، لا يمكن لأحد أن يأخذ شيئاً من رزق أحد، وإذا علم الإنسان هذا صح توكله.

قال: ولا ينفع ذا الجد منك الجد ذا الجد، يعني: الحظ والمال والعطاء والثراء وما إلى ذلك، هذا لا ينفعه من الله -تبارك وتعالى- إن أراد به ضراً أو سوءاً أو عذاباً أو نحو ذلك، فإن الميزان عند الله -تبارك وتعالى- يختلف عن الميزان عند كثير من أهل الدنيا، فإن أهل الدنيا لربما يرتفع عندهم صاحب المال ويكرمونه، ولربما عظموه، وما أشبه ذلك، أما الله -تبارك وتعالى- فليس المعيار عنده والميزان هو ما عند الإنسان من حظ ومال وثراء، وعطاء، وإنما التقوى، وتحقيق العبودية.

فهذا الإنسان الذي يملك الكثير ذلك لا يغني عنه من الله شيئاً، وإنما النظر في إيمانه وعمله الصالح.

ثم قال: "وكان ينهى عن عقوق الأمهات"، العقوق معنى كبير يدخل فيه أشياء كثيرة من معصية الأمر، أو فعل النهي، يعني إذا أمره أبوه أو أمه بشيء، أو نهاه فإن ذلك يدخل في العقوق على تفصيل:

من ذلك ما يكون من قبيل المحرم، وهناك شيء يقال له: من كمال البر، فلا يكون واجباً، وهذا له ضابط معروف عند أهل العلم.

وخصت الأمهات هنا: "عقوق الأمهات" لربما؛ لأن حقهن أعظم، فالعقوق في حقهن أشد، ولهذا في باب الصحبة والمخالطة والمعاشرة والإحسان: "من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك[7]، كرر ذلك ثلاثاً، فالأم قدم في حسن العشرة والإحسان إليها وما إلى ذلك، والأب هو الذي ينبغي تقديمه فيما يتعلق بإدارة هذا الولد، وما يتعلق بتوجيهها، وأمره ونهيه، فيما يتعلق بسيره في هذه الحياة وما إلى ذلك، فإذا تعارض أمر الأم والأب فإن الولاية بطبيعة الحال هي للأب وليست للأم، ولهذا لما قال رجل للإمام مالك: إن أبي في السودان ويأمرني أن أقدم عليه، وأمي تنهاني عن ذلك؟ قال: "أطع أباك ولا تعص أمك"[8].

فالشاهد أن الحديث من أحق الناس بحسن صحابتي هذا فيما يتعلق بالمخالطة والمعاشرة والإحسان، أما التدبير فإنه يكون لصاحب الولاية وهو الأب، فلو قال له الأب: لا تسافر إلى هذا المكان، والأم تقول له: سافر فيطيع من؟ أو الأب يقول: سافر، والأم تقول: لا تسافر؟

يطيع الأب، ويتلطف بالأم، ويمكن أن يكون تخصيص الأمهات لمعنى آخر وهو: أن الجراءة عليها لربما تكون أكثر من الأب؛ لأن الولد قد يخافه، أو يهابه، فلا يجرأ عليه، أما الأم فتكون ضعيفة، والولد إذا اشتد ساعده لربما يخرج عن طاعتها، إذا لم يتق الله ، ولهذا فإن الأبناء يحتاجون غالباً إذا شبوا إلى رجل يتولى توجيههم، وتعليمهم، وتربيتهم، فإنهم غالباً يتمردون على الأم، ولا تستطيع أن يضبط تصرفات هؤلاء الأولاد.

"ووأد البنات" وأد البنت كما هو معروف عند بعض بطون العرب كانوا يدفنون البنت وهي حية وقد ذكر الله علة ذلك أنه خشية الفقر، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ [الإسراء:31]، أو من فقر واقع كما قال الله : وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ، فإما أن يكونوا فقراء فيقتلونهم لهذا السبب، وإما أن يكون هؤلاء يتخوفون الفقر، وهذا لا يعارض ما عرف في التاريخ من أنهم يفعلون ذلك خشية العار، يعني لشدة الغيرة، فإنهم يقتلونها خشية الفقر لئلا تفتقر فتضطر إلى بيع عرضها كما صوروا ذلك في كلامهم وأشعارهم، هذا الذي عنده بنت اسمها مودة يقول:

مَوَدّةُ تَهْوى عُمْرَ شَيْخٍ يَسُرُّه لَهَا الموتُ، قَبْلَ اللَّيْلِ، لَوْ أَنَّها تَدْري
يَخافُ عَلَيْهَا جَفْوةَ الناسِ بَعْدَه وَلَا خَتَنٌ يُرْجَى أَوَدُّ مِنَ القَبْرِ[9]

وقيل:

تهوى حياتي وأهوى موتها شفقاً والموت أكرم نزالاً على الحرم[10]

 والآخر الذي يدفن بنته ويقول:

إذا تذكرت بنتي وهي تندبني -تقول يا أبتي- فاضت لعبرتي بنتي عبرتي بدمي[11]
أحاذر الدهر يوماً أن يلم بها فيهتك الستر عن لحم على وضم
أخشى عليها فضاضة عم أو جفاء أخ وكنت أخشى عليها من أذى الكلم[12]

ما أريد كلمة تقال لها، أخشى بعد ذلك يجفو أخوها أو عمها ثم بعد ذلك تضطر إلى بيع عرضها، وتضيع هذا من شدة غيرتهم في الجاهلية وهي غيرة مذمومة، يعني أنهم بالغوا في هذه الغيرة فقتلوا هؤلاء البنات خشية العار، فهذا في طرف وما عليه كثير من الناس في طرف آخر من التضييع، فالبنت تلبس ألوان اللباس الذي تتهك فيه، ولا يكون ثمة حشمة، وتخرج حيث شاءت، وتركب مع السائق وحدها، وتذهب إلى الأسواق وحدها، ولربما حضرت الأعراس والمناسبات بثياب تعري كثيراً من أجزاء جسدها ومفاتنها، بل لربما كان أكثر من هذا خرجت متبرجة في الطريق، ولربما تركها في بلاد هي غريبة الوجه واليد واللسان بزعمها أنها ذهبت للدراسة، ومواصلة التعليم، ثم بعد ذلك يكون الضياع بجميع صوره وأشكاله، وهذا أمر لا يتصور من إنسان يحمل شيئاً من الغيرة ولو كان ذلك قليلاً، وإذا كان هؤلاء من أهل الجاهلية يقتلون البنت خشية العار مع أنهم يحملون مشاعر رقيقة انظروا إلى كلامهم في هذا الشعر:

إذا تذكرت بنتي وهي تندبني فاضت لي عبرتي بنتي عبرتي بدمي

ولكن مع ذلك كانوا يغالبون هذه المشاعر فيقسون هذه القسوة التي صاروا فيها بهذه الحال من المذمة، والغيرة غير المحمودة، وهذا طرف، وذاك طرف آخر تحت دعوى الثقة، فالبنت تعطى جميع وسائل الاتصال، وهي مراهقة صغيرة، وتحادث من شاءت، وتعطى أيضاً من وسائل الإعلام الحديث: الإنترنت، وغير ذلك، فتدخل من المواقع ما شاءت، وتفعل ما شاءت، وليس ثمة حجب، ولا ملاحظة في البيت، أو غير ذلك، تحت دعوى أننا نثق بها، كيف تثق والشيطان واقف لها بالمرصاد في كل ناحية؟!!

"ومنع وهات"، يعني يمنع الحقوق التي عليه، ولا زال يطلب ما ليس له؛ لشدة الطمع، وغلبة ذلك على نفسه، -والله أعلم-، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.

  1. أخرجه مسلم، كتاب الأقضية، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة، والنهي عن منع وهات، وهو الامتناع من أداء حق لزمه، أو طلب ما لا يستحقه، برقم (1715).
  2. أخرجه البخاري، كتاب في الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس، باب ما ينهى عن إضاعة المال، برقم (2408)، وبرقم (5975)، كتاب الأدب، باب عقوق الوالدين من الكبائر، ومسلم، كتاب الأقضية، باب النهي عن كثرة المسائل من غير حاجة، والنهي عن منع وهات، وهو الامتناع من أداء حق لزمه، أو طلب ما لا يستحقه، برقم (593).
  3. أخرجه أبو داود، باب تفريع أبواب الوتر، باب في الاستغفار، برقم (1522)، والنسائي، كتاب السهو، نوع آخر من الدعاء، برقم (1303)، وأحمد في المسند، برقم (22126)، وقال محققوه: "إسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عقبة بن مسلم، فقد روى له البخاري في "الأدب المفرد" وأصحاب السنن غير ابن ماجه، وهو ثقة"، وصححه الألباني في صحيح أبي داود، برقم (1362)، وفي صحيح الجامع، برقم (7969).
  4. أخرجه البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء عند الاستخارة، برقم (6382).
  5. أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد وليس بواجب، برقم (835).
  6. أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، برقم (3208)، ومسلم، كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته، برقم (2643).
  7. أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب من أحق الناس بحسن الصحبة، برقم (5971)، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب بر الوالدين وأنهما أحق به، برقم (2548).
  8. أخرجه أحمد في المسند، برقم (4711)، بلفظ: ((أطع أباك))، وقال محققوه: "إسناده قوي، رجاله ثقات رجال الشيخين غير الحارث خال ابن أبي ذئب -وهو الحارث بن عبد الرحمن القرشي- فمن رجال أصحاب السنن، وهو صدوق"، والنسائي في السنن الكبرى، برقم (5631)، والحاكم في المستدرك، برقم (2798)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، وصححه في السلسلة الصحيحة، برقم (919).
  9. لسان العرب (3/ 455).
  10. انظر: العزلة للخطابي (ص: 37).
  11. انظر: الحماسة البصرية (1/ 275).
  12. انظر: شرح ديوان الحماسة (ص: 206)، وزهر الآداب وثمر الألباب (2/ 529-530)، والتذكرة الحمدونية (8/ 121)، والذخائر والعبقريات (1/ 32).

مواد ذات صلة