الأحد 22 / جمادى الأولى / 1446 - 24 / نوفمبر 2024
حديث «لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل..»
التحميل: 0
مرات الإستماع: 0

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فكان الحديث في الليلة الماضية عن باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية، وكان آخر ما ذكر المصنف -رحمه الله- من الأحاديث هو حديث أبي سعيد أن النبي ﷺ قال: لا ينظر الرجل على عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة وقد مضى الكلام على هذا القدر من الحديث، ثم قال: ولا يفض الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد[1] رواه مسلم.

لا يفض معناه لا يصل إليه في ثوب واحد، بمعنى أنه لا يفضي إليه في لحاف واحد مع التجرد من اللباس، بمعنى أنه يصل، فإن الإفضاء بمعنى الوصول إلى الشيء بمعنى أنه يصل إلى بشرته، أو إلى جسده من غير ما يواريه.

في ثوب واحد يعني في لحاف واحد، وهذا الأمر قد يستغرب الآن كما في قوله ﷺ: ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد وهل يتصور هذا أن رجلاً وآخر يلتحفان بلحاف واحد ليس دونها لباس؟ وكذلك المرأة مع المرأة؟

الجواب: أن ذلك يتصور، قد لا يتصور عندنا في البيئة التي نعيش فيها إلا إذا فعل ذلك من لا خلاق له من أهل الانحرافات والشذوذ -أعزكم الله ومن يسمع- لكن هذا يوجد في بعض البيئات من قبيل العادة للأسف إلى اليوم، يعني في بعض البلاد الشرقية، وبعض البلاد في إفريقيا الناس اعتادوا أن ينام الواحد منهم متجردًا من اللباس، بعضهم يفعل ذلك عادة، وبعضهم يفعل ذلك من باب المحافظة على اللباس؛ لئلا يبلى، فيتخذ اللباس للخروج فقط، يتزين به، فإذا جاء إليك، وبات عندك وضع ثيابه بجواره، والتحف، ونام بلا ثياب، هذا يوجد، ويوجد من قبيل العادة في بعض البلاد في روسيا مثلاً، ومن تأثر بهم من أبناء الجمهوريات الإسلامية للأسف من المسلمين يفعلون ذلك.

وهؤلاء الذين يفعلون ذلك، يعني ينامون متجردين، أو شبه متجردين لربما ما يلبس إلا ما يستر العورة المغلظة، هؤلاء بعضهم لا يبالي إذا كان المكان فيه ضيق نزلوا في مكان لا يوجد فيه فرش كافية، عادي عندهم من غير قصد لمعنى سيئ، أن يقول لصاحبه: تعال نم هنا، فينام معه في لحاف واحد، هذا موجود، ويحصل، ولربما إذا انتقلوا إلى بيئة أخرى يحتاج الناس إلى معاناة لمعالجة هذه المشكلة، والتنبيه لهم مرة بعد مرة أن هذا ما يليق، ولا يجوز، وهم يفعلون ذلك من باب الإلف والعادة، لا إشكال فيه، هم عندهم لا إشكال فيه؛ لأن العادات التي سرت من الكفار إلى بعض المسلمين.

فالحاصل: أن مثل هذا لا يجوز بنص هذا الحديث، وتأباه المروءة والفطرة، والله المستعان.

  1. أخرجه مسلم، كتاب الحيض، باب تحريم النظر إلى العورات، برقم (338).

مواد ذات صلة