الخميس 18 / رمضان / 1445 - 28 / مارس 2024
الحديث عن آيات الباب (1-3)
التحميل: 0
مرات الإستماع: 0

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهذا باب بيان ما أعد الله للمؤمنين في الجنة، يعني من النعيم واللذات، وما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، قال الله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۝ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ۝ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ۝ لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ.

إِنَّ الْمُتَّقِينَ الذين جعلوا بينهم وبين عذاب الله وقاية، بفعل ما أمر، وترك ما نهى، وهذه حقيقة التقوى، هؤلاء ما مصيرهم، وما مآلهم؟

قال: فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ والجنات جمع جنة، وأصل ذلك يقال للبستان، وأصله مأخوذ من الستر، فكل ما كان مستترًا فإنه يعبر عنه بهذه المادة، وما تصرف عنها، فيقال للجنين في بطن أمه: جنين؛ لأنه مجتن لا يظهر للعيون، ولا تراه الأبصار، ويقال: الجن؛ لأنهم لا يرون، وهكذا الجنة قيل لها جنة لكثرة أشجارها، فتغطي وتستر الداخل فيها، فلا يرى لكثرة هذه الأشجار.

وهم جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ في بساتين، وفي عيون، وعيون الجنة بمعنى الأنهار؛ لأنها مياه سارحة في هذه الجنات: أنهار من لبن، وأنهار من خمر، وأنهار من عسل مصفى، هذه أنهار الجنة، جعلنا الله وإياكم ووالدينا وإخواننا المسلمين من أهلها.

ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ادخلوها بسلام: يدخل فيه معنى السلامة من الآفات، يعني يدخلون وقد سلموا من كل آفة، سواء كانت هذه الآفة من الآفات الحسية أو الآفات المعنوية، الآفات الحسية يدخل فيها الأوجاع، والأمراض، والعلل، والعاهات، وما إلى ذلك، ويدخل فيه أيضًا: السلامة من الآفات المعنوية: فمن السلامة من الآفات المعنوية: الغل، والحقد، والحسد، والبغضاء، وكذلك أيضًا الشهوات المحرمة، الأمور التي لا يحبها الله ويسخطها، وسائر العلل والأدواء، فهم سالمون من ذلك جميعًا، بسلام وهم سالمون أيضًا من سخط الله وعذابه وعقوبته وادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ يحتمل المعنى الآخر، وهو أنهم يدخلون مقولاً لهم: سلام عليكم، يعني: أنه يسلم عليهم عند دخولهم الجنة، فيدخلونها بسلام، والله -تبارك وتعالى- يقول: وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ۝ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ فالملائكة تسلم عليهم، وكذلك يسلم عليهم ربهم -تبارك وتعالى-: سَلَامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ فهم في سلامة من جميع المخاوف، والآفات، والعلل، والأوصاب، والأدواء، وهم أيضًا في حال من الأمن.

فالإنسان في هذه الحياة الدنيا قد يعيش في القصور، وقد يحصل الرئاسات، ولكنه في قلق دائم، فالخوف يكون في أمور تتعلق بالمستقبل، والحزن في الغالب يقال لأمور فائتة، فتجد الإنسان بين هاتين يراوح، يتذكر أمورًا مضت فيحزن، وينقبض قلبه، ويستوحش، ويضيق، وتتكدر لذاته التي يعافسها، وهي بين يديه.

وكذلك أيضًا الخوف من الأمور المستقبلية، فهو يفكر فيها، فيخاف، أيًا كانت هذه المخاوف، من الناس من تكون مخاوفه في أمور اقتصادية، في ربح، وخسارة، وتجارات، وعلو في هذه التجارات، وسفول، وهبوط، وما إلى ذلك، فهو قلق خائف، من الناس من تكون مخاوفه من قبل الأمراض، من الناس من تكون مخاوفه من قبل الناس، فهو يتخوفهم، من الناس من تكون مخاوفه من قبل الهوام، والدواب، والسباع، وما إلى ذلك إن كان في محل يقتضي هذا الخوف، ومن الناس من تكون مخاوفه موهومة، هو يتوهم أشياء لا حقيقة لها، فيخافها، فهو في خوف دائم.

الجنة ليس فيها خوف: ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ فهم آمنون من عذاب الله، آمنون من سخطه، آمنون من جميع ما يخاف منه الناس، بخلاف أهل النار فهم في حال من الخوف، والهلع، أبصارهم شاخصة، وقلوبهم واجفة -نسأل الله العافية- أما أهل الجنة فهم في حال من الطمأنينة والأمن.

قال بعده: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ الغل يكون في القلب، بمعنى: أنه ما يقع فيه من التحامل على الآخرين، ما يقع فيه من الوحشة تجاه الآخرين، ما يقع في القلب من انقباض يعصره، ويؤلمه، ويزعجه، ويقلقه تجاه أحد من الناس لعداوة بينهم، لمظالم، أو إلى غير ذلك، فيجتمع ذلك في القلب، فيثقله، فإذا أثقله صار ذلك يكبله، ويقعده عن مهامه، وما هو بصدده، فلا ينتفع به في عمل دنيا، ولا في عمل آخرة، القلب يبقى في حال من العصرة، قلبه مكروب، هذا الرجل بينه وبين امرأته، بينه وبين رئيسه في العمل، بينه وبين زميله، بينه وبين شريكه، بينه وبين جاره مشكلة، هذه المشكلة إذا ما حلت فإنها تبقى في القلب مثل النكتة، أو مثل محل الألم، أو الطعنة، أو الجروح، أو القروح، أو غير ذلك، فإذا جاء مثلها ازداد ذلك، فإذا جاء مثلها، ثم يأتي الشيطان، ويملأ قلبه من هذه الأمور، فيبقى القلب في حال من الشدة والضيق، متحامل على هذا، ليس بين عينيه في هذا الفضاء الواسع، وهذه الدنيا الواسعة إلا هذا الذي يعاديه، يقف له، ويتراءى لمخيلته في كل طريق.

فمثل هذا -نسأل الله العافية- تبقى حياته في ضيق، تجد أنه لربما في نزهة، لربما في استراحة، لربما في برية، لربما كان في جنات، وأنهار، وسافر، وينظر، في اجتماع، وحبرة، ومع أصحابه، مع أهله، مع من يحب، فيتذكر هذا الذي يبغضه، أو يعاديه، فتتكدر عليه لذاته، وتتنغص عليه أوقاته وساعاته، وحياته بأكملها؛ لذلك هذا الغل -نسأل الله العافية- إذا وجد فهو عذاب، هو عذاب، فالعاقل حري به أن يتخلص من هذا، وينظر في الأسباب، كقوله ﷺ من الأسباب التي تخلصه: ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم[1] وذكر هذه الثلاث: أن يكون أمر الإنسان لله، أن يعفو، أن يصفح، أن يغفر، أن يبادر غيره بالسلام، والكلام، والتجاوز عن أخطاء الناس، وأن يعاملهم بما يحب أن يعاملوه به، أما إذا كان يجمع ذلك في قلبه -نسأل الله العافية- فإنه أول من يتضرر هو، أول من يتكدر عليه عيشه هو، وقد يكون ذلك الطرف الآخر لا يشعر بذلك، ولا يعلم به، ولا يكترث، وقد يعلم، ولا يكترث، من الناس من عنده تبلد في الإحساس، وهذا في نار تلظى في جوفه، وذاك في غفلة، فهذا إنما يعاقب الإنسان نفسه، ليس له مصلحة أن يوجد في قلبه غل، فإذا استطاع أن لا يبيت ليلة، وفي قلبه غل على أحد، فهذه لاشك أنها سعادة في الدنيا قبل الآخرة.

فهنا قال: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ فهذا يدل على أن من نعيم أهل الجنة أنه لا يوجد عندهم غل، فذكره الله من جملة النعيم، أليس في هذا عبرة؟ لما عدد النعيم قال: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ ما في كدر ثم بين حالهم لما نزع الغل: إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ يعني أنه بينهم مصافاة، محبة، لا يحمل أحد على أحد، لا يحقد أحد على أحد، لا يتحامل أحد على أحد، الأخوة متحققة بأكمل معانيها، انظر الناس حينما يكونون في حال من الصفاء، ويتقابلون ليس أحد يعطي ظهره لغيره، أو لأخيه، وإنما يكون بينهم تقابل، فيكون ذلك أكثر في النعيم، والسرور، والبهجة، والحبور.

قال: لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ الدنيا دار التعب والكبد لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ يكابد، والله قال لآدم وحواء حينما كانا في الجنة، ونهاهما عن طاعة إبليس، وحذرهما منه، قال: فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى الفاء للتعقيب المباشر، والتعليل فَتَشْقَى يعني: إذا خرجت من هناك انتقلت إلى دار الشقاء، تشقى حتى توفر المسكن، تشقى حتى توفر المأكل، تشقى حتى توفر الملبس، تشقى حتى توفر حياة كريمة لك ولأولادك، ثم إنك تشقى بالناس، يشقى الإنسان مع هذه الزوجة التي لربما جمع ما استطاع، وركبته الديون حتى تزوجها، ثم بعد ذلك لابد أن تقع أمور، لابد أن يرى ما يكره، فيبدأ يتألم، يشعر أنه ما تحققت آماله، يشقى بالأولاد الذين يتمناهم، يتمنى أن يرزق بذرية، وأولاد، فإذا جاء الأولاد بدأ يكابد معهم، وهذه المرأة تعارك هؤلاء الأولاد، وترفع صوتها، وتصرخ، وتبكي معهم؛ لشدة ما تجد منهم، فإذا نبتوا، وتقدمت بهم السن، ووصلوا إلى سن الشباب، وظهر لهم بعض الريش؛ ازدادت همومهم، ومشكلاتهم، وصارت تربيتهم أصعب، ومتابعتهم أصعب، وقد يوجد من بين هؤلاء من يكدر عليه عيشه، وينغص عليه حياته، ويقض مضاجعه -نسأل الله العافية- هؤلاء الأولاد الذين هم من جملة نعيم الدنيا، ومن أعظم فتنة الحياة الدنيا أن الإنسان.. يكفي النبي ﷺ قال: إن الولد مبخلة مجبنة محزنة[2] إذا جاء يعمل أي عمل يحسب ألف حساب للأولاد، ومبخلة إذا جاء ينفق يتصدق قال: الأولاد، أوفر للأولاد، هؤلاء الأولاد أصابهم علة، أو مرض، أو زكام، أو حمى، تلك الليلة يتمنى أنه هو المحموم، وليس هؤلاء، فيمرض معهم، ومن مستشفى إلى مستشفى، ومن دواء إلى دواء، وكبد في حقنهم في الدواء، وكبد في متابعتهم فيه، وكبد في رعايتهم، والقيام على شؤونهم، هذه الحياة، شقاء، من ظن أن الراحة فيها فهو مخطئ فهنا: لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ ما في تعب، حتى يعني الذين قد طلبوا الراحة، وجلس، وتقاعد مبكرًا مثلاً، أو ما يعمل، ويريد الراحة، ومدد رجليه، ووضع له أريكة من أجمل ما يكون، من أريح ما يكون، ووضعها في مكان في البيت، هو يتعب من الراحة، وتجده يتأوه، وإذا أراد أن يقوم يتثاقل، من ماذا؟ هذا التأوه من ماذا؟

من الراحة التي تنام إلى الظهر، تقوم، وهي في غاية الكسل، والفتور، وتشعر بثقل، وتعب، وإرهاق من ماذا؟ من النوم، والأخرى التي تقوم من الفجر، وتضع أولادها عند امرأة أخرى، ثم تذهب لربما أكثر من مائتين كيلو، أو ثلاثمائة كيلو، وتتعرض للأخطار، وتركب الأهوال من أجل وظيفة لربما على بند ما أدري رقم كم، ولا تأتي البيت إلا المغرب -نسأل الله العافية- هذه تتعب، وشقاء، ونكد.

وإذا نظرت إلى الناس من الغد في الصباح الباكر، تجد الناس ينتشرون لأعمالهم، أليسوا هؤلاء كانوا بحاجة إلى راحة يمتنونها، والواحد يذهب، وهو يغالب النوم؟ لكنه مجبر، مكره أخاك لا بطل، هكذا الحياة، هناك ما في نصب، ما في تعب، ما في إرهاق، إنما هو راحة، ولذات فقط.

وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ الإنسان إذا كان في نعيم، ولذة، وراحة، وتذكر أنه سيخرج، يفارق هذا المكان، هذا النعيم؛ تضايق، وضاق صدره، وتكدرت عليه لذته إذا تذكر الموت، الآن تجد الأسرة تجتمع، يجتمع شملها في الإجازة، ثم بعد يتذكر أنه بعد يومين سيسافر، وأن أخاه هذا سيسافر، وأن أخته هذه ستسافر، وستتفرق الأسرة، كل واحد في بلد، هنا يتكدر عليه، ويشعر أن السعادة تذهب سريعًا، والوقت ينقضي، وكأنه بنفسه بعد يومين، وإذا هو يحمل حقائبه، ويمشي، والثاني، والثالث، والرابع، وهذه الحياة بهذه الطريقة، هو فرح حينما جاء، وإذا رجع يرجع متثاقلاً وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ فإذا شعر الإنسان أنه سيفارق، كان بعض الشعراء يذكر أنه يحب أيام الفراق، لعل الله أن يأتي بعدها بلقاء، يعني يصير يؤمل اللقاء، ويكره أيام اللقاء؛ لأنه يعلم أن بعدها الفراق.

وأعرف بعض العامة ممن قلوبهم رقيقة لا يزورون بناتهم أو أبناءهم الذين يعيشون في بلد آخر، أو مكان آخر، يقول: أنا أسعد برؤيتهم، ويسعدون، لكن أتذكر لحظة الفراق؛ فيثقل عليّ جدًا، فهذه اللحظة أنا لا أريد أن أراها، ولا أحتملها.

وحدثني بعض الناس أنه إذا أراد أن يسافر من أهله ينسل دون أن يشعر به أحد؛ لأنه لا يحتمل أن يودعهم، لحظات الفراق هذه تصعب عليه جدًا.

الموت يطلب كل أحد، كلنا محكوم علينا بالموت، والإعدام، لكن هي مسألة وقت، ننتظر الآجال

لا أرى الموت يسبق الموت شيء نغص الموت ذا الغنى والفقيرا[3]

 هذا الذي يسكن القصور إذا تذكر أن الملقى على حفرة، يكون بجواره أفقر الناس، وسائر الناس، ولا فرق بينه، وبينهم، والكفن من البلدية، والحنوط من البلدية، والمغسل من البلدية، ويكونون متجاورين بقبر، من القصر، ومن الأثاث المستورد من أقاصي الدنيا، ثم بعد ذلك إلى هذا اللحد الذي لا يحتاج أكبر منه؛ لأنه ما الحاجة للحد كبير ضخم؟ ثم بعد ذلك يهال عليه التراب، فهو إذا تذكر هذا أنه سينتقل من هذه الأماكن، وهذه القصور الفارهة إلى هذه الحفرة، ثم بعد ذلك يهال عليه التراب، ويوضع عند رأسه حصاة يعرف بها هذا القبر، والذين يضعونه، ويهيلون عليه التراب هم أقرب الناس إليه، وأولى الناس به، وأحب الناس إليه، ويفعلون ذلك مبادرة لبره، والإحسان إليه، يهيلون عليه التراب، وكل واحد يريد أن يسابق، ويزاحم يهيل بعض التراب عليه، يشتركون في هذا، هذه عبرة.

أهل الجنة: وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ إذا عرف أنه سيخرج ما تكتمل لذته، إنسان يسكن في بيت إيجار، وبيت جيد، وواسع، وكبير، لكن يعرف أنه في لحظة سيقول له: خلاص نريد البيت، هو باقي قلق، ومعلق، ويؤثث، ويعمل، ثم بعد ذلك ما يلبث أن ينتقل، ويحمل متاعه، ويبحث عن بيت آخر، وهكذا، هنا إقامة دائمة في الجنة، أما الدنيا حتى لو كان يملك فهي إقامة مؤقتة، الموت ينتظر، وإذا كان قبل الموت هذه أيضًا تكون عتيقة، ويزهد فيها أهلها، ثم يبحثون عن مكان آخر، وهكذا في تنقل مستمر حتى تأتي النقلة الأخرى الكبيرة إلى الدار الآخرة التي تفجأ الإنسان في أي لحظة، وآخر العهد به يقال: فلان يطلبك الحل، فلان توفي، كيف؟ معقول؟ ما هو معقول؟ هذا الذي حصل، وانتهى كل شيء، فيحتاج العاقل أن ينظر، الدار، والنعيم، والحبور، والسرر المتقابلين، هل هذه تضيع بلذة عابرة، أو بمتاع فاني، وحطام يزول، وتمجه النفوس بعد مدة يسيرة؟

هذا لا يليق بالعاقل إطلاقًا، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد.

  1. أخرجه الترمذي في سننه، أبواب العلم، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، برقم (2658)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح، برقم (228).
  2. أخرجه الحاكم في مستدركه، برقم (4771)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (1984).
  3. انظر: الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي، للنهرواني (521).

مواد ذات صلة