بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المفسر -رحمه الله تعالى- في تتمة ذكر الأحاديث الواردة في نزول عيسى ابن مريم :
روى مسلم عن عبد الله بن عمر -ا- قال: قال رسول الله ﷺ: لتقاتلن اليهود فلتقتلنهم حتى يقول الحجر: يا مسلم هذا يهودي تعال فاقتله[1].
وله عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود[2].
ولنذكر حديث النواس بن سمعان هاهنا لشبهه بالحديث.
روى مسلم بن الحجاج في صحيحه عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله ﷺ الدجال ذات غداة فخفَّض فيه ورَفَّع حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك في وجوهنا، فقال: ما شأنكم؟ قلنا: يا رسول الله، ذكرت الدجال غداة فخفَّضت فيه ورفَّعت حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال: غير الدجال أخْوَفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حَجيجه دونكم، وإن يَخْرُجْ ولست فيكم فامرؤ حَجيجُ نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، إنه شابٌّ قَطط عينه طافية كأني أشبهه بعبد العزى بن قَطَن، من أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارجُ من خَلَّة بين الشام والعراق فعاثٍ يمينًا وعاثٍ شمالاً، يا عباد الله فاثبتوا قلنا: يا رسول الله، فما لَبْثَتَه في الأرض؟ قال: أربعين يوماً، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم[3].
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقوله : "فخفَّض فيه ورفَّع حتى ظنناه في طائفة النخل" يحتمل أن يكون المراد أنه ﷺ خفَّض فيه أي حقر شأنه وذكر أنه أعور، وذكر أوصافه الرديئة السيئة، ورفَّع أي عظم فتنته وخوف منها، ويحتمل أن يكون المراد بخفض ورفع أي في صوته ﷺ حينما خطبهم وذكرهم وحذرهم، فخفض صوته ليستريح ورفعه من أجل أن يسمعهم، فحذرهم -عليه الصلاة والسلام- تحذيراً قد بلغ غايته فيهم حتى ظنوا أنه في طائفة النخل.
يقول ﷺ: إنه شاب قطط عينه طافية كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن... إلى آخره.. ثم يقول: إنه خارجُ من خَلَّة بين الشام والعراق فعاثٍ يمينًا وعاثٍ شمالاً يعني يخرج من ناحية بين الشام والعراق ويعيث فساداً في طريقه الذي يسلكه يمنة ويسرة فلا يمر على أحد إلا دعاهم إلى عبادة غير الله حيث في نهاية الأمر يقول لهم: إنه هو ربهم.
ومما يحصل على يده كما في الأحاديث أن تخرج كنوز الخربة حتى إنها تتبعه كيعاسيب النحل، يقول للسماء: أمطري فتمطر، وللأرض أنبتي فتنبت، وما إلى ذلك من الأمور، وكل هذا فتنة عظيمة جداً تحصل للناس فيتبعه كثير منهم، والله المستعان.
قوله: فتروح عليهم سارحتُهم يعني أغنامهم والمواشي ترجع إليهم في آخر النهار وهي بهذه الحالة من الامتلاء فتنة لهم وابتلاء.
وقوله: أطول ما كانت ذُرى أي أسنمة، فالذرى هي أعالي الأشياء.
قوله: فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل يعني كجماعات النحل مع أن اليعسوب في الأصل هو ذكر النحل لكن العلماء -رحمهم الله- يقولون: إن النحل لما كانت تتبع اليعاسيب قيل لها ذلك، والله أعلم.
يعني يقطعه قطعتين بينهما مسافة كرمية الغرض، أي يتباعد ما بين هاتين القطعتين مقدار رمية، وليس قتلاً تبقى فيه أوصاله متصلة، وإنما تتباين هذا التباين العظيم ومع ذلك تجتمع هذه القطع ويرونه يحيا مرة أخرى.
قوله: بين مَهْرودَتَيْنِ يمكن أن يكون بها الثياب التي يلبسها أي ثياب مصبوغة بورسٍ ثم بزعفران ونحو ذلك.
الجمان هي حبات كبيرة تصنع من الفضة على هيئة اللؤلؤ الكبار، وقد سبق في الحديث الآخر في هيئة عيسى -عليه الصلاة والسلام- أنه كأنه قد تبلل رأسه وأصابه الماء من غير أن يمس الماء.
يعني ونفَس عيسى -عليه الصلاة والسلام- ينتهي حيث ينتهي بصره.
باب لُدّ معروف، فهو باب بلدة صغيرة قريبة من بيت المقدس.
بهذه الصفة لا يمكن أن يقال إن هؤلاء هم أهل الصين مثلاً؛ لأن أهل الصين ليسوا بهذه المثابة، فهؤلاء لا يدان لأحد بقتالهم حيث تمتلئ الأرض منهم تماماً حتى لا يوجد فيها موضع قدم إلا قد امتلأ من زهمهم أي من الدسومة والزيوت التي تخرج من أجسادهم حتى تنتن.
والنشاب هي السهام التي يرمون فيها حيث يوقد عليها سبع سنين أو نحو هذا من كثرتها، فلا يقال أبداً إنهم أهل الصين، وإذا كان هذا يدل على أن الناس يتحركون بالوسائل القديمة ويتعاطونها -بالنشاب والسهام- في آخر الزمان فلا حاجة للناس أن يتكلموا بأن هذا سيكون بعد ثلاثين سنة أو نحو هذا، فهذا نوع من الكهانة، وهذا من دلائل نبوته -عليه الصلاة والسلام، وإن الذين قرءوا هذا الحديث قبل مائة سنة مثلاً ربما ذهبت أذهانهم مذاهب شتى، ومنها كيف يقاتل المسلمون اليهود بهذه الصفة مثلاً واليهود مشتتون في نواحي الأرض؟
والجواب: أن هذا من دلائل نبوته -عليه الصلاة والسلام، فهؤلاء اليهود الذين يوجدون الآن في فلسطين يبدو -والله أعلم- أن من دلائل النبوة أنهم سيبقون إلى الوقت الذي يقاتلهم فيه المسلمون ولن يتوسعوا في دولتهم كثيراً كما يحلمون من الفرات إلى النيل، وقد جاء في الحديث: أنتم شرقي النهر وهم غربيه[4] يعني نهر الأردن، فهم فيما يبدو -والله أعلم- سيبقون في نفس الحدود إلى ذلك الوقت، وليس معنى هذا أن المسلمين لا يطالبون بأن يبذلوا كل ما يستطيعون من أجل إخراجهم وقتالهم وقهرهم ودحرهم إطلاقاً، بل هذا هو الواجب ولا يجوز التقاعد عنه بحجة أن نبقى على ما نحن فيه حتى يأتي المخلِّص.
النَّغَفَ دود تكون في آناف الغنم والإبل، فهم يقتلون بهذه الطريقة.
المقصود بالبخت نوع من الإبل وهي إبل خرسانية طويلة الأعناق.
بمعنى أن الأرض تكون في غاية النصاعة والنقاء، أي كالمرآة، وبعض أهل العلم يفسر ذلك بالروضة، بمعنى أنها تنبت بأثر هذا المطر وبسببه، وبعضهم يقول: كالصفحة أو كمصانع المياه، والمقصود بمصانع المياه ما كانوا يصنعونه قديماً كالحفرة الكبيرة حيث يضعون في أسفلها وفي جوانبها ما يمنع من تسرب الماء –كالجص أو قل: الأسمنت- فتجتمع فيها المياه، فإذا وجدتَ في كتب الفقه مثلاً: مصانع طريق مكة فليس المقصود مصانع الحديد والسيارات وإنما هي ما ذكرت من مجامع للمياه، وهي لا زالت موجودة في بعض المناطق إلى الآن في أفريقيا، وموجودة أيضاً هنا في طريق مكة، وقد رأيتها في أفريقيا بهذه المثابة، وقد تغطى، ويوجد فيها مداخل يجتمع من خلالها الماء أثناء المطر حتى تمتلئ بالمياه، فإذا جاء وقت الجفاف أثناء السنة فإن الماء يكون موجوداً فيها يستخرجه الناس منها وكأنها خزانات في الأرض ويكون الماء الذي في ظاهرها في غاية الصفاء.
والمقصود باللقحة هي التي ولدت حديثاً حيث يكون فيها لبن يكفي الجماعات من الناس، والرِّسل المقصود به اللبن.
قوله: واللقحة من الغنم لتكفي الفَخِذ من الناس" الفَخِذ هم دون القبيلة؛ فالتقسيم المعروف هو أن القبيلة دونها البطن ثم بعد ذلك الفَخِذ، وهم الأقرب إلى الإنسان.
يعني مثل هؤلاء قد ترحّل منهم الحياء والدين والخلق فهم يجامعون في الطرقات علانية، والله المستعان.
ورواه الإمام أحمد وأهل السنن وسنذكره أيضاً من طريق أحمد عند قوله تعالى في سورة الأنبياء: حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ الآية [سورة الأنبياء:96].
وقد بنيت في هذه الأعصار في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة منارة للجامع الأمَويّ بيضاء من حجارة منحوتة عِوَضا عن المنارة التي هدمت بسبب الحريق المنسوب إلى صنيع النصارى -عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة- وكان أكثر عمارتها من أموالهم، وقويت الظنون أنها هي التي ينزل عليها المسيح عيسى ابن مريم كما ورد في هذا الحديث.
حديث آخر: روى مسلم في صحيحه أيضًا عن يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي قال: سمعت عبد الله بن عمرو -ا- وجاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تُحدث به تقول: إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا؟ فقال: سبحان الله؟! -أو لا إله إلا الله، أو كلمة نحوها، لقد هممتُ ألا أحدث أحدًا شيئًا أبدًا.
يعني أن هؤلاء ما فهموا كلام عبد الله بن عمرو على وجهه وإنما سمعوه يذكر مددًا معينة فظنوا أنه يحدد وقت قيام الساعة.
قوله: أصغى لِيتًا ورفع لِيتًا الليت هو صفحة العنق، والمعنى أنه ينصت ويذعن، وهذا كناية عن شدة الإصغاء.
قال: وأول من يسمعه رجل يَلُوط حوض إبله، قال: فَيَصْعَقُ ويَصعَقُ الناس، ثم يرسل الله -أو قال- ينزل الله مطرًا كأنه الطَّل -أو قال- الظل -نُعْمَان الشاك- فتنبت منه أجساد الناس، ثم يَنْفُخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: يا أيها الناس، هلموا إلى ربكم وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ [سورة الصافات:24] قال: «ثم يقال: أخرجوا بَعْثَ النار، فيقال: من كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين قال: فذلك يوم يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا [سورة المزمل:17] وذلك يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ [سورة القلم:42][6].
صفة عيسى :
قد تقدم في حديث عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة : فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجلٌ مربوع إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل[7].
هذا الحديث يفسر الجملة السابقة في صفة شعر عيسى -عليه الصلاة والسلام- ورأسه، وهنا وصفه بأنه مربوع إلى الحمرة والبياض، وفي بعض الأحاديث جاء في وصفه أنه يميل إلى السمرة، فيمكن أن يجمع بين هذا وهذا بوجه ذكره العلماء لكن قد لا يكون قويًا في الجمع بين هذين الوصفين، فالعلم عند الله .
وفي حديث النواس بن سمعان –: فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مَهْرُودتيْن واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدّر منه مثل جُمَان اللؤلؤ، لا يحل لكافر يجد ريح نفَسه إلا مات، ونَفَسُه ينتهي حيث ينتهي طَرْفُه[8].
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: ليلة أسري بي لقيت موسى... قال: فَنَعَتَه، فإذا رجل حسبته قال: مضطرب رَجِلُ الرأس.
وفي حديث جابر في مسلم في الفتن أنه ضرب من الرجال، ومعنى ضرب من الرجال كما قال بعضهم: يعني خفيف اللحم، وبعضهم يقول: متوسط اللحم، يعني ليس بالنحيل ولا بالممتلئ.
معنى رَجِل الرأس يعني مسرح الرأس كما لو سُرِّح الرأس بماء أو غيره.
يقول عن عيسى: رَبْعَة أحمر كأنه خرج من ديماس الديماس يمكن أن يفسر بالسَّرَب كما يمكن أن يقال: كأنه خرج من حمَّام، أي الحمَّام المعروف الذي هو محل الاستحمام قديمًا الذي يسخن فيه الماء وما أشبه ذلك حتى إذا خرج الإنسان منه فإنه يؤثر في بشرته تأثيرًا بيِّنًا.
وبعضهم يقول في وصفه: كأنه لم يرَ شمسًا من شدة صفاء لونه ونقاء بشرته، وهذه المعاني لا منافاة بينها؛ لأن من خرج من سرب ومن لم ير شمسًا ومن خرج من حمام فإن ذلك يزيل درنه ويزيد في نقاء بشرته.
قوله: من رجال الزّط يعني بهم طائفة من الناس ينسبون إلى السودان، والسودان هنا ليست الدولة المعروفة اليوم فقط، وإنما كانت تطلق على تلك الناحية.
وله ولمسلم عن نافع قال: قال عبد الله بن عمر: ذَكَر النبي ﷺ يومًا بين ظَهْرَاني الناس المسيح الدجال فقال: إن الله ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنَبَةٌ طافية[11].
ولمسلم عنه مرفوعًا: وأراني الله عند الكعبة في المنام، فإذا رجل آدَم كأحسن ما ترى من أدم الرجال، تضرب لمَّته بين منكبيه، رَجِل الشعر، يقطر رأسه ماء.
يقول –عليه الصلاة والسلام: فإذا رجل آدَم كأحسن ما ترى من أدم الرجال يعني به عيسى -عليه الصلاة والسلام- وهذا الوصف يدل على أن فيه سمرة، وبعض أهل العلم يقول: إن السمرة إذا كانت صافية فيمكن أن يوصف أيضًا مع ذلك بالحمرة، فالسمرة قد تجتمع مع الحمرة كما هو مشاهد أحيانًا، لكن أيضًا قد يكون هذا هنا من باب اختلاف الرواة نتيجة للضبط والحفظ خاصة وأن من الصحابة من ينكر بعض هذا الوصف في عيسى، فالله تعالى أعلم.
يقول عليه الصلاة والسلام: تضرب لمَّته بين منكبيه اللِّمة هي الشعر الذي يجاوز شحمة الأذن، وإذا وصل إلى المنكبين يقال له جُمَّة.
يقول: رأيت وراءه رجلًا جَعْدًا هذه صفة المسيح الدجال، والجعد تارة يطلق ويراد به المدح وتارة يراد به الذم، فالذم بمعنى أن يقصد به الرجل القصير أو البخيل، ويطلق ويراد به المدح بمعنى أن شعره ليس بالسبط، يعني مثل شعور العرب، فهذا من أوصاف الكمال، أما شعور بعض الأعاجم كالروم -الغربيين اليوم- فليس ذلك بالجعد، والشعر إذا ازدادت جعودته قيل عنه: جعد قطط، بمعنى أن هذا الشعر شديد الجعودة حتى إنه لا يطول؛ لكثرة التوائه كشعر بعض أهل أفريقيا، والله تعالى أعلم.
يقول النبي -عليه الصلاة والسلام: رأيت وراءه رجلًا جَعْدًا قَطَطًا أعورَ عينِ اليمنى كأشبه من رأيت بابن قَطَن.
طبعًا رآه يطوف بالكعبة، وهذا لا يشكل على أن الدجال كافر من جهة كيف يطوف بالكعبة ومن جهة أنه لا يدخل مكة والمدينة؛ لأن الملائكة تمنعه من ذلك كما جاء في الأحاديث الأخرى؛ وذلك أنه قد لا يدعي الإلهية من أول خروجه كما فُهم ذلك من مجموع الأحاديث.
والأحسن من هذا كله -والله تعالى أعلم- أن يقال: هذه رؤيا رآها النبي ﷺ ولا تعني أن الدجال سيطوف بالبيت كما جاءت الرؤيا؛ لأن الرؤيا إنما هي رمز لأمور معينة ليست بالضرورة أن تتحقق بحذافيرها، ولو أن النبي ﷺ سئل عن تفسير هذه الرؤيا فربما فسر ذلك بغير ما كان عليه حال رؤياه، ويؤيد ذلك أنه ورد من شأن الدجال إذا خرج ونزل عيسى أنه يذوب من نفََس عيسى كما يذوب الملح، وأن نفَس عيسى يبلغ مدَّ بصره فكيف يطوف معه والحال هذه؟ والله أعلم.
ذكر أهل العلم في تسمية عيسى -عليه الصلاة والسلام- بالمسيح وجوهًا متعددة فمن قائل: سمي بذلك لأنه يمسح على صاحب العاهة فيبرأ بإذن الله، ومن قائل: إنه وُلد ممسوحًا أخمص القدم مستوية، ومن قائل: لأنه يمسح الأرض بتنقله فيها، وبعضهم يقول: أصلها لفظة أعجمية ثم عُرِّبت وهذا فيه بعد، والصواب أنها من الأوصاف وليست من الأسماء، والخلاصة أن هذه صفة مدح في عيسى -عليه الصلاة والسلام.
وبالنسبة للمسيح الدجال فهذه صفة ذم في حقه، وقد قيل: إنه وصف بذلك لأنه ممسوح العين أو لأنه يسمح الأرض متنقلًا فيها عدا مكة والمدينة وقيل غير هذا، والله أعلم.
هذه بعض أوصاف عيسى وأوصاف الدجال، فنسأل الله أن يعيذنا وإياكم من كل سوء وشر.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
- أخرجه البخاري في كتاب المناقب - باب علامات النبوة في الإسلام (3398) (ج 3 / ص 1316) ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (2921) (ج 4 / ص 2238).
- أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير - باب قتال اليهود (2768) (ج 3 / ص 1070) ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (2922) (ج 4 / ص 2239).
- سيأتي تخريجه عند تمامه.
- أخرجه ابن سعد في الطبقات (ج 7 / ص 422) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم (4656).
- أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب ذكر الدجال وصفته وما معه (2937) (ج 4 / ص 2250).
- أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه وذهاب أهل الخير والإيمان وبقاء شرار الناس وعبادتهم الأوثان والنفخ في الصور وبعث من في القبور (2940) (ج 4 / ص 2258).
- أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم - باب خروج الدجال (4326) (ج 4 / ص 201) وأحمد (9259) (ج 2 / ص 406) وصححه شعيب الأرنؤوط.
- أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب ذكر الدجال وصفته وما معه (2937) (ج 4 / ص 2250).
- أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء – باب قوله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا [سورة مريم:16] (3254) (ج 3 / ص 1269) ومسلم في كتاب الإيمان - باب الإسراء برسول الله ﷺ إلى السماوات وفرض الصلوات (168) (ج 1 / ص 154).
- أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء – باب قوله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا [سورة مريم:16] (3255) (ج 3 / ص 1269).
- أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء – باب قوله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا [سورة مريم:16] (3256) (ج 3 / ص 1269) ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب ذكر الدجال وصفته وما معه (169) (ج 4 / ص 2246).
- أخرجه مسلم في كتاب الإيمان - باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال (169) (ج 1 / ص 154).