بسم الله الرحمن الرحيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ [سورة البلد:11-20].
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين، أما بعد:
فيقول ابن كثير -رحمه الله: وقال ابن زيد: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ أي: أفَلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير؟ ثم بيّنها فقال تعالى: وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ.
روى الإمام أحمد عن سعيد بن مرجانة أنه سمع أبا هريرة يقول: "قال رسول الله ﷺ: من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرْب -أي: عضو- منها إرْبًا منه من النار، حتى إنه ليُعتِق باليد اليد، وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج، فقال علي بن الحسين: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ فقال سعيد: نعم، فقال علي بن الحسين لغلام له -أفْرَهَ غلمانه: ادع مُطرِّفًا، فلما قام بين يديه قال: اذهب فأنت حر لوجه الله"[1]، وقد رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من طرق عن سعيد بن مرجان به.
روى أحمد عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة قال السُّلمي: قلت له: حدثنا حديثًا سمعته من رسول الله ﷺ ليس فيه انتقاص ولا وهم، قال: سمعته يقول: من ولد له ثلاث أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحِنث أدخله الجنة بفضل رحمته إياهم، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورًا يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل الله بلغ به العدو أصاب أو أخطأ كان له عتق رقبة، ومن أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضوًا منه من النار، ومن أنفق زوجين في سبيل الله فإن للجنة ثمانية أبواب يدخله الله من أي باب شاء منها[2]، وروي من طرق، وهذه أسانيد جيدة قوية ولله الحمد.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقوله -تبارك وتعالى: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ، هذا متصل بما قبله من قوله -تبارك وتعالى: وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [سورة البلد:10] أي: فلم يسلك طريق الخير، وكما قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله: أي: أفَلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير؟ يعني هذا الذي يقول: أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا [سورة البلد:6]، ويفتخر بذلك، وينسى أن الله -تبارك وتعالى- قد خلقه، وأحاط به، وأن الله -تبارك وتعالى- هو الذي أعطاه وأولاه، وأنه مطلع على حاله ومقاله، يقول: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فهذا كما سبق أن هذه السورة تتحدث عن هذا الإنسان المعرض عن ربه -تبارك وتعالى، الآبق الخارج عن مقتضى عبوديته.
فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ الاقتحام أصله الرمي بالنفس في شيء من غير روية، تقول: اقتحم المعركة، الرمي بالنفس في شيء من غير روية، هذا هو الاقتحام، إدخالها في الشيء من غير روية، تقول: فلان يقتحم في نحر العدو ولا يبالي.
والعقبة في الأصل هي الطريق التي في الجبل يقال لها: عقبة، وهذا معروف ومستعمل إلى اليوم، وهذا يكون من الوعورة والشدة والصعوبة بمكان، فسميت بذلك عقبة؛ لصعوبة سلوكها والاجتياز فيها، فهي صعبة المسلك، فهذا كالمثل في تصوير هذا المطلب مما يقتضي مجاهدة النفس مجاهدةً كبيرة، ومجاهدة الهوى والشيطان في النهوض بهذه الأعمال الجليلة؛ وذلك أن النفس تعلق وتتشبث بهذا الحطام فلا تجود به إلا بنوع من المجاهدة يعظم بحسب ما يعظم ذلك في نفس صاحبه؛ ولهذا قيل له: عقبة، يعني كأنه يتكلف صعود العقبة.
هنا فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ إلى آخره، وهنا أفرد "لا"، يعني ذكرها مرة واحدة والغالب أن العرب لا تكاد تفردها في سياق كهذا، كقوله: فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى [سورة القيامة:31] فهم يعيدونها في كلام آخر، في جملة أخرى، وهنا ذكرها مرة واحدة في هذا الموضع كأنه يدل على تكرارها، أو يقوم مقامه في المعنى كلام آخر كقوله: ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا -والله تعالى أعلم.
هكذا يقول أصحاب المعاني كالفراء والزجاج، يعني كأنه يقول: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ولا آمن ثم كان من الذين آمنوا فكأنه كررها، وبعضهم يقول غير ذلك، يعني يقول: إن "لا" هذه بمعنى "لم" فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ يعني فلم يقتحم العقبة، وهذا مروي عن مجاهد -رحمه الله، ومن ثم قالوا: إن ذلك لا يقتضي تكريرها، يعني "لا" فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ.
هذا الاستفهام فيه من استدعاء الانتباه، انتباه السامع، وجذب الأذهان من أجل الإصغاء لما سيذكر بعده لأهميته، يعني هذا من الأمور التي تتعلق بها النجاة التي يحصل بها اقتحام العقبة التي يحصل بها بلوغ المطالب العالية، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ما هذه العقبة؟ أي شيء أعلَمَك؟ ما اقتحامها؟ قال: فك رقبة، يعني الإعتاق إعتاق الرقاب وتخليصها من أسر الرق، هذا فك الرقبة، فكل شيء أطلقته فقد فككته، "فك رقبة"، وذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- هنا هذه الأحاديث في فضل العتق، وأنه يعتق منه بكل عضو ما يقابله، يعتق من النار.
فالعقبة تُجتاز وتقتحم بهذه القرب المذكورة في هذه الآية، فيحصل بذلك النجاة من النار، وقد يفهم من ذلك أن هذا ليس على سبيل الحصر، فهناك من القرب ما يضاهيها بل قد يزيد عليها، ولكل حال من الحالات التي تكون من الشدة وتكون الحاجة ماسة إليها في بعض الأحوال أو الأوقات أو النوازل ما قد يكون هذا العمل يبلغ به صاحبه في الدرجات العالية، وقد يقال في حقه أو يقال له: ما على فلان ما فعل بعد اليوم، فهذا في الأعمال الكبار التي تحصل بها النجاة، وهي تحتاج إلى كثير من البذل والتضحية والصبر والإيثار، ومجاهدة النفس، والخروج من رقها وأسرها لصاحبها بشهواتها، ومطالبها الدنية، والله يقول: وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ [سورة النساء:128].
فهنا هذه الأشياء التي ذكرها من فك الرقبة أو إطعام المسكين في مثل هذه الحال -الشدة والمسغبة- كل ذلك من البذل المالي، ولا شك أن بذل النفوس أعظم وأولى وأقرب في بلوغ المراتب العالية من بذل الأموال، فالمهجة أغلى وأنفس؛ ولهذا الذي يُقتل في سبيل الله -تبارك وتعالى- يقال له: شهيد، فهذه شهادة على صدق الإيمان، كما أن بذل المال والصدقة هذا يكون تصديقًا لدعوى الإيمان، الصدقة برهان، فهو يبرهن على صدق هذه الدعوى التي ادعاها من الإيمان، فالإيمان دعوى قد يدعيها الكثيرون ولكنه لا يبذل في سبيلها شيئًا يذكر.
هذه العقبة ما هي؟ جاء عن بعض السلف كالحسن وقتادة بأنها عقبة شديدة في النار، يعني أن ذلك ليس من قبيل التصوير والتقريب وضرب المثل بأمر محسوس يقرب لك أمرًا معقولاً، فعند هؤلاء أنها عقبة حقيقية في النار دون الجسر، فتقتحم بطاعة الله -تبارك وتعالى، وقريب من هذا قول بعض السلف -وهو منقول عن مجاهد والضحاك: إنه الصراط الذي يضرب على متن جهنم، وإنه إنما يقتحم بالأعمال الصالحات فيكون سير العبد عليه بحسب عمله، هذا يحتمل، ويحتمل أن يكون من قبيل التقريب وتصوير الأمر المعقول بالأمر المحسوس.
المقصود بذلك أن الإنسان لا يبلغ إلا بمزيد من البذل والمجاهدة، ودعوى الإيمان وحدها لا تكفي، بل لابد من أن يبرهن عليها، وأن يبذل في سبيلها، وقوله: فَكُّ رَقَبَةٍ هكذا نقرأ، وفي قراءة أخرى متواترة لأبي عمرو وابن كثير والكسائي: فَكَّ رَقَبَةً فيكون على أن "فَكَّ" فعل ماضٍ، و"رقبة" تكون هنا مفعولا به، وما بعده أيضًا كذلك: أو أطعَمَ -بدل "إطعام"- فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ على أنه فعل ماضٍ، فهذه قراءة متواترة لهؤلاء الثلاثة من القراء السبعة، وقرأ الباقون كما نقرأ: فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌعلى المصدر، وعلى القراءة الأولى فَكَّ رَقَبَةً أو أطعَمَ فيكون "فكَّ" و"أطعَمَ" هذان الفعلان الماضيان يكونان بدلاً من "اقتحم" أي فلا اقتحم فكَّ رقبةً أو أطعَمَ في يوم ذي مسغبة يتيمًا ذا مقربة، والله تعالى أعلم.
يعني كأنه يقول: فلا فكَّ رقبةً ولا أطعمَ مسكينًا إلى آخره، والفك أصله حل القيد.
فالرق أسر، ولهذا قال النبي ﷺ في النساء: فإنهن عوان عندكم[3]، يعني أسيرات، وذلك أن حبائل هذه المرأة في يد الزوج؛ ولهذا عبر عن ذلك بالعِصَم وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ [سورة الممتحنة:10] في تطليق المرأة الكافرة المشركة؛ لأنها لا تحل للمؤمن.
وهذا الرقيق كالأسير الذي قد ربط في رقبته، مربوط مأسور موثق لا يستطيع الفكاك والخلاص والتصرف كما يتصرف الأحرار، فهو مقيد، ولهذا لم يجب عليه من التكاليف الشرعية ما يجب على الأحرار؛ لأن تصرفه ناقص، فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ.
فهنا قوله: أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يعني ذي شدة وحاجة، وهذا يدل على أن الصدقة تعظم بحسب متعلقها من الجهات المعروفة، يعني بحسب ما يقوم بقلب صاحبها وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ [سورة المؤمنون:60] فهذا ليس كالذي يتصدق ولا يقوم بقلبه ذلك، يعني يخشى أن لا يقبل منه، أو كالذي يكون مُدلًّا على ربه -تبارك وتعالى- بهذه الصدقة، يعني كأنه قدم شيئًا يعجبه ذلك في نفسه ويتعاظم به، مثل هذا لا يكون كذاك الوَجِل.
وهكذا بحسب متعلقها من جهة المكان فالصدقة في الحرم ليست كالصدقة في غيره، وبحسب الزمان -أيضًا- فالصدقة في الأشهر الحرم أو في رمضان أو في العشر من ذي الحجة ليست كسائر الأوقات، وقل مثل ذلك أيضًا بحسب متعلقها فيما يتعلق بالحال أيضًا كهذا، أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يعني لو أنه أطعم والناس في غنى وسعة فإن هذا لا يكون كالذي يطعم في يوم تشتد الحاجة فيه، يعني انظر الآن إلى أحوال إخواننا في بلاد الشام، محاصرون، ويقتلون، وتنتهك الأعراض، ورغيف الخبز يساوي الشيء الكثير، طوابير تصطف وقتًا طويلاً من أجل الحصول على هذا، ثم بعد ذلك قد يصيبهم في سبيله ما تعلمون، فهذا الإطعام له شأن عظيم، فهذا من اقتحام العقبة، الذي ينفق في مثل هذا، ويطعم ويكفي هؤلاء هذه الحاجات، ويبذل فإن هذا من أعظم القرب التي يتقرب بها إلى الله -تبارك وتعالى.
يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ يعني صاحب قرابة، فالقريب الصدقة تكون إليه صدقة وصلة، فهذا مما يرجحها، وقد لا يكون من ذوي القرابات، وإنما كما قال: أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ويدخل فيه أيضًا اليتيم الذي ليس له قرابة، وإن كان اليُتم قد نُص عليه في الذي قبله لكن قد يكون اليتيم ليس له قرابة بهذا، وهنا قال: أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ يعني ليس عنده شيء، ما بقي له شيء، كأنه قد التصق بالتراب، يقولون: تربت يداه، هذا مما لا يقصد به ظاهره، كقولهم: قاتلهم الله على سبيل الإعجاب، فهذا لأنه لم يبق له شيء صار كالملتصق بالتراب، ما عنده إلا التراب، ليس دونه شيء يقيه، فهذا في شدة الحاجة.
ولهذا بعضهم يرجح المسكين على الفقير بهذا الاعتبار، يقول: الفقير عنده شيء والمسكين ليس عنده شيء، وبعضهم يقول: العكس -كما هو معروف- لقوله تعالى: أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ [سورة الكهف:79] فعندهم سفينة، قالوا: فالمسكين يجد شيئًا إلا أنه لا يبلغ كفايته، والفقير ليس عنده شيء، وغيرهم يستدلون بالبيت المعروف:
أمّا الفقيرُ الذي كانت حلوبتُه | وفق العيال فلم يترك له سبد |
يقولون: عنده حلوبة لكنها لا تفي بحاجته الضرورية، لا تكفيه، فهذا المسكين صار بهذه الحال ليس عنده فراش، ولا لباس، ولا لحاف، ولا متاع، وإنما صار لا يقيه من التراب شيء.
فهذا التفسير على اللفظ، وأما التفسير على المعنى فكقول بعض السلف: أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ يعني ذا عيال، هذا مثال على التفسير على المعنى باعتبار أن الآية لم يذكر فيها العيال، وليس في اللفظ ما يدل عليه، ولكن كأن هذا القائل نظر إلى أن حاجته تشتد وتعظم إذا كان له عيال، فتكون الحاجة مضاعفة، ولهذا قال الله في المثل المضروب في النفقات التي لا يُحصَّل من ورائها عائدة لما يعرض فيها من فساد القصد وما إلى ذلك: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ [سورة البقرة:266] يعني بعدما صار إلى هذا الحال.
فقوله: وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ ما يستطيع الآن أن يعمل وينشط ويغرس من جديد، زرعها وغرسها وتعب فيها أيام الشباب فلما صار إلى حال الشيخوخة والعجز والضعف، وله ذرية أيضًا ضعفاء هم لا يستطيعون النهوض بذلك والقيام بهذه التكاليف من غرسها وما إلى هذا له ذرية ضعفاء هم بحاجة إلى من يعيلهم فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ، فهذا تكون مصيبته مضاعفة عليه؛ لوجود هؤلاء العيال، والسلف أحيانًا يفسرون على المعنى، وأحيانًا يفسرون على اللفظ.
كقول بعضهم: هو ذو الزَّمانة، الزَّمِن، يعني مثل المشلول والمقعد، وما إلى ذلك ممن لا يستطيع العمل والتصرف، ونحو هذا.
أو قول البعض: الذي ليس له أحد أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ، المقصود أنه كلما كانت الحاجة أعظم وأشد كان الأجر المرتب على هذا أكثر، وهذه قاعدة شرعية، ولذلك لما ذكر النبي ﷺ السبع الموبقات ذكر العلماء في الكلام على الحديث أن هذه السبع ليس المقصود بها الحصر، فهناك أشياء أخرى تضاهيها، وهناك أشياء أخرى قد تفوق على بعضها.
قد ذكرنا في بعض المناسبات أمثلة لذلك لما ذكر النبي ﷺ الفرار من الزحف فهذا من السبع الموبقات، ولكن هذا الذي قد فر؛ لأنه أصابه الخوف والهلع حين رأى العدو يفتك ويقتل ليس كذاك الذي جاء إلى العدو فأخبرهم عن عورات المسلمين، وعن أخص شئونهم، وعن مكامن القوة والضعف، ودلهم على مواقعهم ومواضع أقواتهم وأسلحتهم، وقدم لهم أسماء ذوي النجدة والشجاعة والقوة والبأس في المسلمين، وما إلى هذا مما يحصل به غلبة العدو، والفتك بأهل الإسلام، هذا أعظم بكثير من هذا الذي لم تحمله رجلاه لما رأى العدو بهذه المثابة، أين هذا من هذا مع أن هذا لم يُذكر؟ ملاحظة مثل هذه المعاني لا شك أنها معتبرة، والله أعلم.
هنا ذكر حديثًا رواه الإمام أحمد عن سعيد بن مرجانة أنه سمع أبا هريرة عن النبي ﷺ قال: من أعتق رقبة مؤمنة..[4] إلى آخره، هنا يوجد تعليق للعلامة ابن القيم -رحمه الله- عند قوله تعالى: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ حيث يقول: "هو فعل ماضٍ ولم يكرر معه "لا" إما استعمالاً لأداة "لا" كاستعمال "ما"، وإما إجراء لهذا الفعل مجرى الدعاء نحو فلا سلم ولا عاش ونحو ذلك، وإما لأن العقبة قد فسرت بمجموع أمور، فاقتحامها فعلُ كل واحد منها، فأغنى ذلك عن تكريرها، فكأنه قال: فلا فكَّ رقبةً ولا أطعم ولا كان من الذين آمنوا.
وقراءة من قرأ: فكَّ رقبةً بالفعل كأنها أرجح من قراءة من قرأها بالمصدر؛ لأن قوله: وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ على حد قوله: وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ [سورة الحاقة:3]، وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ [سورة الإنفطار:17]، وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ [سورة القارعة:10، 11]، ونظائره تعظيمًا لشأن العقبة وتفخيمًا لأمرها هي جملة اعتراض بين المفسَّر والمفسِّر، فإن قوله: فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ تفسير لاقتحام العقبة مكان شاق كئود يقتحمه الناس حتى يصلوا إلى الجنة، واقتحامه بفعل هذه الأمور فمن فعلها فقد اقتحم العقبة، ويدل على ذلك قوله تعالى: ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وهذا عطف على قوله: فَكُّ رَقَبَةٍ، والأحسن تناسب هذه الجمل المعطوفة التي هي تفسير لما ذكر أولاً.
وأيضًا فإن من قرأها بالمصدر المضاف فلابد له من تقدير، وهو: ما أدراك ما اقتحام العقبة، واقتحامها فك رقبة، وأيضًا فمن قرأها بالفعل فقد طابق بين المفسَّر وما فسره"[5].
اقتحمَ، فكَّ، أطعمَ، والمصدر المضاف فَكُّ رَقَبَةٍ.
وقال -رحمه الله: "ومن قرأها بالمصدر فقد طابق بين المفسَّر وبعض ما فسره، فإن التفسير إن كان لقوله: "اقتحم" طابقه بقوله: ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وما بعده، دون فَكُّ رَقَبَةٍ، وما يليه، وإن كان لقوله: "العقبة" طابقة فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ، دون قوله: ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وما بعده، وإن كانت المطابقة حاصلة معنى فحصولها لفظًا ومعنى أتم وأحسن.
واختلف في هذه العقبة هل هي في الدنيا أو في الآخرة؟
فقالت طائفة: العقبة ههنا مثل ضربه الله تعالى لمجاهدة الناس والشيطان في أعمال البر، وحكوا ذلك عن الحسن، ومقاتل، وقال الحسن: عقبةٌ واللهِ شديدةٌ: مجاهدة الإنسان نفسه وهواه وعدوه والشيطان، وقال مقاتل: هذا مثل ضربه الله يريد أن المعتق رقبة والمطعم اليتيم والمسكين يقاحم نفسه وشيطانه، مثل أن يتكلف صعود العقبة، فشبه المعتق رقبة في شدته عليه بالمكلف صعود العقبة، وهذا قول أبي عبيدة.
وقالت طائفة: بل هي عقبة حقيقية يصعدها الناس، قال عطاء: هي عقبة جهنم، وقال الكلبي: هي عقبة بين الجنة والنار، وهذا قول مقاتل: إنها عقبة جهنم، وقال مجاهد والضحاك: هي الصراط يضرب على جهنم، وهذا لعله قول الكلبي، وقول هؤلاء أصح نظراً وأثراً ولغة"[6].
لاحظ كل قول هؤلاء أنها عقبة حسية، وليس من قبيل التقريب.
وقال -رحمه الله: "قال قتادة: فإنها عقبة شديدة فاقتحِموها بطاعة الله، وفي أثر معروف "إن بين أيديكم عقبة كئودًا لا يقتحمها إلا المُخِفُّون" أو نحو هذا، وأن الله سمى الإيمانَ به وفِعلَ ما أمر وتركَ ما نهى عقبة، فكثيرًا ما يقع في كلام السلف الوصية بالتَضَمُّر لاقتحام العقبة"[7].
المُخفون بمعنى أنه خفيف الظهر من الأوزار، والعقبة الحسية يصعب اجتيازها علي الذي يكون ثقيلاً محملاً بالمتاع، فهكذا العقبة التي تكون بالآخرة، أو في ما ذُكر له ذلك أو ضُرب له المثل به، على هذا القول المُخفون هم الذين يجتازونها، المُضَمَّرون: المُضَمَّر الفرس أو نحو ذلك الدابة البعير يعلف أفضل العلف ثم بعد ذلك يترك في مكان حار ويوضع عليه من الأغطية ما يكون سببًا لذهاب الزهم بحيث لا يبقى فيه إلا ما يكون قوة له، يعد هكذا للسفر الطويل.
وقال -رحمه الله: "وقال بعض الصحابة وقد حضره الموت فجعل يبكي ويقول: ما لي لا أبكي وبين يدي عقبة كئود أهبط منها إما إلى الجنة وإما إلى نار، فهذا القول أقرب إلى الحقيقة، والآثار السلفية، والمألوف من عادة القرآن في استعماله "وما أدراك" في الأمور الغائبة العظيمة كما تقدم، والله أعلم"[8].
يعني هذه مرجحات ترجح هذا القول أنها عقبة حقيقية حسية، ما هذه المرجحات؟ قال: آثار السلف، وعادة القرآن أنه إذا قال في الأمور الغائبة: وَمَا أَدْرَاكَ فإنه يكشف عن أمر حقيقي قد غاب عن الأنظار عن الحس، هذا بالإضافة إلى ما أشار إليه هنا مما يرجح ذلك أن الحقيقة مقدمة على غيرها، الأصل في الكلام الحقيقة أنها عقبة حقيقية، وليس ذلك من قبيل التقريب والتوسع بالألفاظ مما يدخل في المجاز.
وهذا الذي اختاره ابن جرير أيضًا مسغبة: مجاعة، شدة.
لاحظ الآن قوة المتعلق يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ.
وقد رواه الترمذي والنسائي، وهذا إسناد صحيح، وقوله تعالى: أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ أي: فقيرًا مُدْقعًا لاصقًا بالتراب، وهو الدَّقْعاء أيضًا، قال ابن عباس: "ذا متربة" هو المطروح في الطريق الذي لا بيت له ولا شيء يقيه من التراب.
وقوله تعالى: ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا أي: ثم هو مع هذه الأوصاف الجميلة الطاهرة مؤمنٌ بقلبه محتسب ثواب ذلك عند الله ، كما قال تعالى: وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعيُهُم مَّشْكُورًا [سورة الإسراء:19].
هذا هو الشرط الثالث من شروط قبول الأعمال.
شروط قبول العمل ثلاثة: الأول: الإيمان، والثاني: الإخلاص، والثالث: المتابعة.
فالله -تبارك وتعالى- يقول في أول سورة الكهف: وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ [سورة الإسراء:9] فذكر الإيمان والعمل الصالح، والعمل لا يكون صالحًا إلا بالإخلاص والمتابعة، وقال في آخرها: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [سورة الكهف:110].
فهنا ذكر العمل الصالح، وذكر أيضًا السلامة من الشرك، صارت شروط قبول العمل هذه الشروط الثلاثة، ولهذا لما ذكر هذه الأعمال العظيمة الكبيرة هنا قال: ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا فهنا "ثم" ليست للمهلة والترتيب في الوقوع الزمني، ليس المراد ذلك؛ لأن الإيمان لابدّ منه قبل هذا، يعني هو لا يعتق رقبة إلى آخره ثم بعد ذلك يكون مؤمنًا، لا، وإنما ذلك كأنه بمعنى إضافة إلى كذا، كما تقول: أنت فعلت كذا وكذا، ثم أنت تقول: كذا ومع هذا كله تقول: كذا وكذا، فليس المقصود فيه الترتيب في الوقوع في الزمان هنا؛ لأنه لا يصح أن يكون الإيمان بعد هذا، بل الإيمان يكون سابقًا له، أي ثم هو مع هذه الأوصاف.
يعني انظر إلى هذا الموضع لما ذكر الله اقتحام العقبة، وذكر هذه الأعمال الجليلة العظيمة ذكر أن ذلك إنما يكون مع الإيمان، وأيضًا ذكر مع الإيمان التواصي بالصبر، والتواصي بالمرحمة التواصي بالصبر على طاعة الله ، فالنفس تحتاج إلى مجاهدة، وتصبير، الصبر عن معصيته، الصبر على أقداره المؤلمة، الصبر على إطعام المسكين، الصبر على بذل المال، يتواصون بهذا، وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ، يتواصون بالرحمة، فدل على أن هذا التواصي بمنزلةٍ عند الله -تبارك وتعالى، وهو بمنزلة من الإيمان، وهو بمنزلة من أسباب النجاة، فذكره مع هذه الأمور التي يحصل بها اقتحام العقبة.
فالتواصي ليس بالشيء الهين السهل بحيث يغفل عنه كثير من الناس، والتواصى بالمرحمة كما قال الله -تبارك وتعالى: كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ [سورة الفجر:17، 18] فهذا ليس من صفات أهل الإيمان.
ولما ذكر الذي يكذب بالدين قال: فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ [سورة الماعون:2، 3] فهذا لا يرجو عائدة عند الله ولا حسابًا ولا بعثًا ولا نشورًا، فهو في حال من قسوة القلب بحيث يدفع هذا اليتيم، "يدُعّ اليتيم" يدفعه عن حقه، "ولا يحض على طعام المسكين" فالتواصي برحمة ذوي الحاجات والإحسان إليهم هو بمنزلة عند الله ، والغفلة عن هذا كبيرة كما هو مشاهد، هذه أسباب النجاة والخلاص.
أما قوله -تبارك وتعالى: أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ يعني أنهم أصحاب اليمين، أو أصحاب اليُمن، أو الذين يعطون كتابهم بأيمانهم، وهذا كله متقارب، والعرب قالت لهذه اليد: اليمين؛ لأنها أعظم عائدة على صاحبها من الأخرى، هذه اليد هي التي يتعاطى فيها الأشياء، وهي الأقوى، ولهذا يعبر عنه حتى في القوة لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ [سورة الحاقة:45] أخْذُ اليمين أقوى، واليد الأخرى يقال لها: اليسار من باب التفاؤل، من باب إطلاق الأسماء الحسنة، من اليسر، فلما كانت أضعف وأقل عائدة قيل لها: يسار، كما يقال للديغ: سليم، ويقال للبيداء: مفازة؛ لأنه يفوز بقطعها وينجو ولا يحصل له الهلاك فيها، فالعرب عندها أدب في الألفاظ تراعي مثل هذه المعاني، فيتجنبون الاسم المكروه، ويعبرون بغيره تيمنًا.
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ اليَمَن مع أن يمين الكعبة كله يَمَن، فهذا إذا استقبلت باب الكعبة وهو إلى المشرق، وإذا استقبلت المشرق الآن يكون الجنوب على يمينك، فما عن يمين الكعبة يقال له: يَمن من اليُمن، أو باعتبار يمين الكعبة، والشام على يسار الداخل إلى الكعبة، الشام كانت العرب لربما تربط بين ذلك والشؤم، ولكن الإسلام أبطل هذا كله، والنبي ﷺ قال: اللهم بارك لنا في يمننا، اللهم بارك لنا في شامنا[13]، وجاءت فضائل الشام.
الآيات هنا وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هؤلاء أضداد أهل الإيمان، كفروا بآياتنا التنزيلية التي أنزلها أو يحتمل أن يكون ذلك يشمل هذا وهذا، الآيات التنزيلية وأيضًا الآيات الكونية، هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ يعني أصحاب الشمالن أو أصحاب الشؤم، أو الذين يعطون كتابهم بشمالهم.
حَيْط أي حائط جدار.
وقال قتادة: مؤصدة مطبقة فلا ضوء فيها ولا فرج ولا خروج منها آخر الأبد.
آخر تفسير سورة البلد، ولله الحمد والمنة.
هذه المعاني المذكورة ترجع إلى شيء واحد مؤصدة بمعنى أنه لا مخرج لهم منها، يعني هذا المعنى في النهاية سواء قول من قال: مطبقة، أو مغلقة الأبواب، أو أنه لا باب لها أصلاً، فالمقصود أنه لا مخرج لهم منها، والله المستعان.
- رواه مسلم، كتاب العتق، باب فضل العتق، برقم (1509)، وأبو داود، كتاب العتق، باب أي الرقاب أفضل؟ برقم (3966)، والترمذي، كتاب النذور والأيمان عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في ثواب من أعتق رقبة، برقم (1541)، وأحمد في المسند واللفظ له، برقم (9441)، وقال محققوه: "إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير إسماعيل بن أبي حكيم، فمن رجال مسلم، علي بن الحسين المذكور في الحديث هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين".
- رواه أحمد في المسند، برقم (19437)، وقال محققوه: "حديث صحيح دون قوله: "من ولد له .." و"ومن أنفق زوجين" فصحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لضعف الفَرَج، وهو ابن فضالة، وباقي رجال الإسناد ثقات، لقمان: هو ابن عامر الوصابي، وأبو أمامة: هو صدي بن عجلان الباهلي، صحابي سكن الشام"، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (2681).
- رواه الترمذي، كتاب الرضاع، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها، برقم (1163)، وابن ماجه، كتاب النكاح، باب حق المرأة على زوجها، برقم (1851)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، برقم (7880)، وصححه في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، برقم (2156).
- رواه مسلم، كتاب العتق، باب فضل العتق، برقم (1509)، وأحمد في المسند، برقم (9441).
- التبيان في أقسام القرآن (24).
- المصدر السابق.
- المصدر السابق.
- المصدر السابق.
- رواه الترمذي، كتاب الزكاة، باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة، برقم (658)، والنسائي، كتاب الزكاة، باب الصدقة على الأقارب، برقم (2582)، وأحمد في المسند، برقم (16233)، وقال محققوه: "حديث صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه"، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، برقم (883).
- رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب في الرحمة، برقم (4941)، والترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في رحمة المسلمين، برقم (1924)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (925)، وفي صحيح الجامع، برقم (3522).
- رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله -تبارك وتعالى: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى [سورة الإسراء:110]، برقم (7376).
- رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب في الرحمة، برقم (4943)، والترمذي، كتاب البر والصلة عن رسول الله ﷺ، باب ما جاء في رحمة الصبيان، برقم (1920)، وأحمد في المسند، برقم (6733)، وقال محققوه: "حديث صحيح"، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، برقم (271).
- رواه البخاري، كتاب الفتن، باب قول النبي ﷺ: الفتنة من قبل المشرق، برقم (7094).