السبت 21 / جمادى الأولى / 1446 - 23 / نوفمبر 2024
[1] من قول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} الآية 1 إلى قوله تعالى: {وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} الآية 3.
تاريخ النشر: ٠١ / ربيع الأوّل / ١٤٢٧
التحميل: 4186
مرات الإستماع: 2745

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المفسر -رحمه الله تعالى:

تفسير سورة الأنعام وهي مكية.

قال العوفيّ وعِكْرمة وعَطاء عن ابن عباس -ا: أنزلت سورة الأنعام بمكة.

وروى الطبراني عن ابن عباس -ا- قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلاً جملة واحدة، حولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح[1].

وقال السُّدِّي عن مُرَة عن عبد الله قال: نزلت سورة الأنعام يشيِّعُها سبعون ألفًا من الملائكة[2].

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهذه السورة -كما نقل القرطبي -رحمه الله- عن بعض أهل العلم- أصل في محاجّة المشركين وغيرهم من المبتدعين، ومن كذّب بالبعث والنشور، فهي تتحدث عن كثير من قضايا الاعتقاد.

وقد جاءت روايات كثيرة جداً عن جماعة من الصحابة تدل وتصرح بأن هذه السورة قد نزلت جملة واحدة، ومع ذلك ورد عن بعض السلف استثناء جملة من الآيات، فمنهم من قال: ست آيات، ومنهم من قال: غير ذلك، كالثلاث الآيات المحكمات من قوله تعالى: قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ [سورة الأنعام:151] وكقوله -تبارك وتعالى: وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ [سورة الأنعام:91] وكقوله: وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ [سورة الأنعام:141].

وبعض هؤلاء نظروا إلى المعنى الذي تضمنته بعض تلك الآيات، ومنهم من اعتمد في ذلك على ما يروى في سبب النزول، وسيأتي الكلام على هذه الآيات في مواضعها -إن شاء الله- لكن الأصل أن السورة قد نزلت جملة واحدة بمكة، والله تعالى أعلم.

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ ۝ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ۝ وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ [سورة الأنعام:1-3].

يقول الله تعالى مادحاً نفسه الكريمة وحامداً لها على خلقه السماوات والأرض قراراً لعباده، وجعل الظلمات والنور منفعة لعباده في ليلهم ونهارهم، فجمع لفظ "الظلمات" ووحَّد لفظ "النور"؛ لكونه أشرف، كقوله تعالى: عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَآئِلِ [سورة النحل:48] وكما قال في آخر هذه السورة: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ [سورة الأنعام:153].

قوله تعالى: وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ [سورة الأنعام:1] عامة أهل العلم فسروا قوله: وَجَعَلَ بمعنى خلق، أي: خلق السماوات والأرض وخلق الظلمات والنور.

كما أن الذي عليه عامة أهل العلم -وهو ما مشى عليه ابن كثير -رحمه الله- أن الظلمات جمع ظلمة والمقصود بها ظلمة الليل وأن النور هو الضياء أي: ضياء النهار.

وذهبت طائفة من أهل العلم إلى أن الظلمات يراد بها الكفر، وأن النور يراد به الإيمان، وهذا على خلاف الأصل؛ فالأصل في استعمال الظلمات والمعنى المتبادر إلى الذهن أنها الظلمات الحقيقية كما قال ابن كثير، فالله تعالى يقول: الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ [سورة الأنعام:1] فذَكَر خلْقَ السماوات والأرض وذَكَر خلْقَ الظلمات وخلْقَ النور أي سواد الليل وبياض النهار.

ومن أهل العلم من جمع بين هذه المعاني فقال: إن الظلمات تشمل المعنيين جميعاً، وكذلك النور، فالله قد سمى الهداية نوراً وسمى الكفر ظلمات كما في هذه السورة نفسها أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ [سورة الأنعام:122].

فالقرآن دلَّ على هذا المعنى ومعلوم أن اللفظ إذا أطلق وله حقيقة ومجاز أو كان مشتَركَاً -بمعنى أنه يطلق على معانٍ متعددة- فإنه يمكن حمل المشترك على معنييه أو معانيه إن لم يوجد معارض، وهكذا يطلق على حقيقته ومجازه -عند القائلين بالمجاز- دون إشكال، ولذلك نجد من أهل العلم من يقول: إن هذين اللفظين يشملان هذه المعاني جميعاً، لكن عامة أهل العلم على المعنى الأول ومنهم كبير المفسرين ابن جرير -رحمه الله تعالى.

ثم يقول ابن كثير –رحمه الله: "وجعل الظلمات والنور منفعة لعباده في ليلهم ونهارهم، فجمع لفظ "الظلمات" ووحَّد لفظ "النور"؛ لكونه أشرف" لكن نجد أنه قد لا يظهر وجه إفراد النور لكونه أشرف –كما يقول الحافظ- وإنما يمكن أن يقال -كما قال بعض أهل العلم: إن النور جنس، وهو يصدق على الواحد والكثير، وأما الظلمات فذكرت بصيغة الجمع لتنوعها وكثرة أسبابها، لا سيما إذا حملنا الآية على المعنى الثاني –أنها ظلمات الكفر ونور الإيمان- فيكون ذلك كما ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله-، كما أنه معلوم من كلام أهل العلم أن الصراط ذُكِر مفرداً؛ لأن طريق الله واحد كما قال تعالى: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [سورة الفاتحة:6] وأما الشيطان فله طرق متعددة كما قال تعالى: وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ [سورة الأنعام:153].

وقد صح عن النبي ﷺ أنه خط خطاً وخط خطين عن يمينه وخط خطين عن يساره ثم وضع يده في الخط الأوسط فقال: هذا صراط الله ثم تلا هذه الآية: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ [سورة الأنعام:153][3].

والخلاصة أننا إذا حملنا الظلمات والنور في الآية على الكفر والإيمان فإنها تُفسَّر حينئذٍ بالآية والحديث السابقيْن ونقول: وحَّد لأن طريق الحق واحد، وجمع لأن طُرق الباطل متعددة، والطرق المحدثة والضلالات المتنوعة كلها داخلة في السبل، والله تعالى أعلم.

فإن قيل في قوله تعالى: وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ [سورة الأنعام:1]: لماذا قدم الله -تبارك وتعالى- ذكر الظلمات على النور؟ فالجواب –على المعنى الحقيقي الذي ذكره الجمهور في معنى الظلمات والنور- أن يقال: لما كان الظلام هو الأصل؛ بدليل قوله تعالى: وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ [سورة يــس:37] قدمه بهذا الاعتبار، لكن لا يصح هذا الجواب إذا اعتبر القول الثاني في تفسير الآية؛ فالأصل هو الإيمان وليس الكفر بدليل قوله ﷺ في الحديث القدسي عن ربِّ العزة أنه قال: خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم[4].

ثم قال تعالى: ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ [سورة الأنعام:1] أي: ومع هذا كله كفر به بعض عباده، وجعلوا معه شريكاً وعدلاً واتخذوا له صاحبةً وولدًا، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.

وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ [سورة الأنعام:2] يعني: أباهم آدم الذي هو أصلهم ومنه خرجوا، فانتشروا في المشارق والمغارب.

قوله: "ومع هذا كله كفر به بعض عباده.." يشير –رحمه الله- إلى أن "ثم" في هذا الموضع للاستبعاد، أي: كيف يقع منهم هذا الكفر الشنيع حيث يعدلون بربهم -تبارك وتعالى- الأنداد والأصنام مما لم تخلق شيئاً ولا تملك لهم نفعاً ولا ضراً وهو –جلَّ وعلا- الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور؟!!

وقوله: "وجعلوا معه شريكاً وعدلاً" من أهل العلم من لم يفرق بين العَدل –بفتح العين- والعِدل –بكسرها- وعلى هذا فلا إشكال.

ومن أهل العلم من فرَّق فقال: العَدل –بفتح العين- لمِا كان من غير جنسه، والعِدل لما كان من جنسه، ومن الأول قوله تعالى: أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ [سورة المائدة:95] فالصيام ليس من جنس ما وقع من جناية قتل الصيد ولذلك فتحت العين، وفي كفارة الظهار يقال أيضاً: عَدل رقبة –بفتح العين- لأنها ليست من جنس الموجِب أيضاً.

 أما في كفارة قتل النفس فيقال: عِدل رقبة –بكسر العين؛ لأنها من جنسه، ومنع قول مهلهل:

على أن ليس عِدلاً من كليب غداة بلابل الأمر الكبير
 وهذا التفريق هو المشهور عند أهل العلم، والله أعلم.

قوله: "وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ [سورة الأنعام:2] يعني: أباهم آدم.." هذا هو الذي عليه عامة المفسرين سلفاً وخلفاً، فالذي خُلق من طين هو أبوهم آدم ﷺ ولا مانع أن يخاطب الله الناس بخطاب اعتُبر فيه أصلهم كما قال الله -تبارك وتعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ [سورة الأعراف:11] فهذا الخلق والتصوير هو خلق آدم ﷺ لمّا أمر الملائكة بالسجود له، فباعتبار أصل الإنسان يقال: إنه خُلق من طين كما في هذه الآية هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ [سورة الأنعام:2].

ولا تعارض بين هذه الآية مع الآيات الأخرى التي ذكرت أن الإنسان خُلق من صلصال أو من تراب كما قال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ [سورة الحجر:26] وكقوله: إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ [سورة الصافات:11] وما أشبه ذلك من الآيات؛ لأن هذا الطين هو تراب بُلَّ بالماء فصار طيناًَ ثم تُرك فصار حمأً مسنوناً، فكل ذلك يصدق عليه، فلا تعارض بين هذه الآيات حيث إن ذلك كله يعود إلى الأصل، والمقصود أن هذا خطاب للأبناء بأمر اعتبر فيه أصلهم وهو كقوله مخاطباً بني إسرائيل: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ [سورة البقرة:47] وكقوله : وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ [سورة البقرة:49] ويقول أيضاً: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ [سورة البقرة:55] ويقول: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ [سورة البقرة:61].

لقد خاطبهم –تبارك وتعالى- بهذا الأسلوب مع أن الذين قالوا وفعلوا هذه الأمور هم أسلافهم وليسوا الذين كانوا في زمن النبي ﷺ ولكن النعمة على الآباء نعمة على الأبناء والنِّقَم الحالَّة بالآباء تلحق الأبناء إن كانوا على طريقتهم، والمقصود أن الخطاب في قوله تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ [سورة الأنعام:2] جاء هكذا بهذا الاعتبار.

وبعض أهل العلم نظر إلى ظاهر الخطاب فقال: إنه قال: خَلَقَكُم مِّن طِينٍ [سورة الأنعام:2] باعتبار أن أصل النطفة من الطين، إلا أن هذا القول فيه بُعد، فلا حاجة إليه، والله أعلم.

وقوله: ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ [سورة الأنعام:2] قال سعيد بن جُبَيْر عن ابن عباس -ا: ثُمَّ قَضَى أَجَلاً يعني الموت وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ يعني الآخرة، وهكذا رُوي عن مجاهد، وعِكْرِمة، وسعيد بن جُبَيْر، والحسن، وقتادة، والضحاك، وزيد بن أسلم، وعطية، والسُّدِّي، ومُقاتِل بن حَيَّان، وغيرهم.

يقول تعالى: ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ [سورة الأنعام:2] الأجل الأول هو الموت والأجل الثاني هو القيامة، وهذا المعنى هو من أحسن ما تفسر به هذه الآية -والله تعالى أعلم- وهذا هو الذي مشى عليه عامة أهل العلم ومنهم كبير المفسرين ابن جرير، وبعضهم يقول: الأجل الأول هو ما بين أن يُخلق الإنسان إلى أن يموت، والأجل الثاني ما بين أن يموت إلى أن يبعث، يعني أن الأجل الأول هو حياة الإنسان في الدنيا، والأجل الثاني هو الحياة البرزخية، وهذا القول لا دليل عليه.

وبعضهم يقول: الأجل الأول قبض الأرواح في النوم، والأجل الثاني قبض الأرواح عند الموت أي كقوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ [سورة الأنعام:60] وكقوله: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [سورة الزمر:42].

وبعضهم يقول: الأجل الأول هو ما أجله ووقته في الدنيا مما أعلم به خلقه وأظهره لهم، كالأهلّة التي جعلها مواقيت لهم والمطالع ومنازل الشمس والقمر وما أشبه ذلك، والأجل الثاني هو أجل الموت، وهذا أيضاً فيه بعد.

 وبعضهم يقول: قوله: قَضَى أَجَلاً [سورة الأنعام:2] يعني لمن مضى وقوله: وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ [سورة الأنعام:2] أي في الباقين ممن سيأتون حيث تأتيهم آجالهم يعني الموت الذي ينتظرهم.

وبعضهم يقول: الأول في الأجل المحتوم، والثاني في الزيادة عليه كما فُسِّر بذلك قوله -تبارك وتعالى: يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [سورة الرعد:39] وهذا باعتبار أن التقدير أنواع كما هو معلوم، فهناك التقدير الأزلي الذي هو في علم الله وقد كتبه في اللوح المحفوظ، فهذا لا يحصل له محو ولا تغيير، وهناك -كما يقول بعض أهل العلم: التقدير العمري حينما يُبعث المَلك إلى الجنين فيؤمر بأربع كلمات، وهناك التقدير الحولي في ليلة القدر، قال تعالى: فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [سورة الدخان:4].

والحاصل أن الذي يحصل فيه التغيير هو ما في أيدي الملائكة كما قال تعالى: يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ ثم قال: وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [سورة الرعد:39] يعني اللوح المحفوظ، ومن هنا قالوا: الأجل الأول هو ما قضاه وقدره يوم خلق حين خلق السماوات والأرض في اللوح المحفوظ ومثل هذا لا يتبدل ولا يتغير، والأجل الثاني: هو الذي يحصل به الزيادة والنقص، كما دل على ذلك ما ورد عن صلة الرحم أنها تزيد في العمر وأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء[5] فيكون الله قد كتب في الصحف التي بأيدي الملائكة أن عمر هذا خمسون سنة، وكتب وقدَّر في علمه أن هذا الإنسان يصل الرحم فزيد في عمره إلى ستين مثلاً، فيحصل المحو في الصحف التي بأيدي الملائكة ويزاد العمر بهذا الاعتبار.

وعلى كل حال فإن أحسن هذه الأقوال هو الأول –كما سبق، والله أعلم، ومِن أحسن مَن عبَّر عن المعنى الأول الذي عليه الجمهور كبير المفسرين ابن جرير -رحمه الله- حيث يقول: "معناه ثم قضى أجل الحياة الدنيا وأجلٌ مسمى عنده وهو أجل البعث؛ لأنه -تعالى ذكره- نبه خلقه على موضع حجته عليهم من أنفسهم فقال لهم: أيها الناس إن الذي يعدل به كفاركم الآلهة والأنداد هو الذي خلقكم فابتدأكم وأنشأكم من طين، فجعلكم صوراً أجساماً أحياء بعد إذ كنتم طيناً جماداً، ثم قضى آجال حياتكم لفنائكم ومماتكم ليعيدكم تراباً وطيناً كالذي كنتم قبل أن ينشئكم ويخلقكم، وأجلٌ مسمىً عنده؛ لإعادتكم أحياءً وأجساماً كالذي كنتم قبل مماتكم، وذلك نظير قوله: كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [سورة البقرة:28]"[6] هذا أحسن ما تفسر به الآية، والعلم عند الله .

وعن ابن عباس -ا- ومجاهد: ثُمَّ قَضَى أَجَلاً [سورة الأنعام:2] يعني مدة الدنيا وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ [سورة الأنعام:2] يعني عمر الإنسان إلى حين موته، وكأنه مأخوذ من قوله تعالى بعد هذا: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ الآية [سورة الأنعام:60].

ومعنى قوله: عِندَهُ [سورة الأنعام:2] أي: لا يعلمه إلا هو، كقوله: إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ [سورة الأعراف:187] وكقوله: يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۝ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا ۝ إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا [سورة النازعات:42-44].

وقوله: ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ [سورة الأنعام:2] قال السُّدِّي وغيره: يعني تشكُّون في أمر الساعة.

لفظة "ثم" في قوله: ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ [سورة الأنعام:2] هي أيضاً للاستبعاد، يعني ومع هذا كله يحصل منكم هذا الامتراء والشك، وفرق بين المرية والشك حيث إن المرية هي بمعنى الشك لكن مع ريب، والله أعلم.

وقوله: وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ [سورة الأنعام:3] أي: هو المدعو "الله" في السماوات وفي الأرض، أي: يعبده ويوحده ويقر له بالإلهية من في السماوات ومن في الأرض، ويسمونه الله، ويدعونه رغباً ورهباً إلا من كفر من الجن والإنس كقوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ [سورة الزخرف:84] أي: هو إلهُ مَنْ في السماء وإلهُ من في الأرض، وهو الله يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ [سورة الأنعام:3] وقوله: وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ [سورة الأنعام:3] أي: جميع أعمالكم خيرها وشرها.

هذا المعنى الذي ذكره ابن كثير -رحمه الله- وحام حوله هو أجود ما تفسر به الآية والله أعلم، وهو الذي عليه عامة المحققين من أهل العلم من المفسرين وغيرهم، أعني قوله: "أي: يعبده ويوحده ويقر له بالإلهية من في السماوات ومن في الأرض، ويسمونه الله" يعني يعبده أهل السماء ويعبده أهل الأرض.

وقوله: يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ [سورة الأنعام:3] يعني ومن صفته أنه يعلم ما تسرون وما تعلنون.

ومن أهل العلم من قال: قوله: وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ [سورة الأنعام:3] يعني وهو الله يعلم سركم وجهركم في السماوات وفي الأرض، وهذا المعنى اختاره بعض أهل العلم، وقال النحاس: إن هذا هو الوجه في تفسيرها وأحسن ما قيل في معناها، لكنه لا يساعد عليه ظاهر السياق، أي ليس هذا هو المعنى المتبادر من الآية، والله تعالى أعلم.

وذهبت طائفة من أهل العلم -ومنهم كبير المفسرين ابن جرير -رحمه الله- إلى أن قوله: وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ [سورة الأنعام:3] يعني وهو المألوه في السماوات، ثم وقفٌ تام، ثم تبدأ جملة جديدة: وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ [سورة الأنعام:3] فيكون قوله: وَفِي الأَرْضِ متعلقاً بما بعده وليس معطوفاً على ما قبله، وهذا المعنى وإن كانت تحتمله الآية إلا أن المعنى الأول أقرب منه، وقد وهَّن هذا القول الإمام ابن القيم -رحمه الله- وقال: قال بعض المتسننة: إن المعنى كذا وكذا.. ثم رده وضعفه.

والشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- له كلام في هذه الآية وفيه أشياء مفيدة يحسن الوقوف عليها، كلام الشنقيطي في الآية:

قال الشيخ محمد الأمين -رحمه الله- تعالى:

"قوله تعالى: ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ [سورة الأنعام:1]، في قوله تعالى يَعْدِلُونَ وجهان للعلماء:

أحدهما: أنه من العدول عن الشيء بمعنى الانحراف والميل عنه، وعلى هذا فقوله: بِرَبِّهِمْ متعلق بقوله: كَفَرُواْ وعليه فالمعنى: إن الذين كفروا بربهم يميلون وينحرفون عن طريق الحق إلى الكفر والضلال، وقيل على هذا الوجه: إن (الباء) بمعنى (عن) أي: يعدلون عن ربهم فلا يتوجهون إليه بطاعة ولا إيمان.

وثانيهما: أن الباء متعلقة بيعدلون، ومعنى يعدلون يجعلون له نظيراً في العبادة، من قول العرب: عدلت فلاناً بفلان إذا جعلته له نظيراً وعديلاً، ومنه قول جرير:

أثعلبة الفوارس أم رياحاً عدلتَ بهم طهية والخشابا

يعني: أجعلت طهية والخشاب نظراء وأمثالاً لبني ثعلبة وبني رياح؟

وهذا الوجه الأخير يدل له القرآن كقوله تعالى عن الكفار الذين عدلوا به غيره: تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ۝ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الشعراءْ:97-98] وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ [سورة البقرة:165].

وأشار تعالى في آيات كثيرة إلى أن الكفار ساووا بين المخلوق والخالق -قبحهم الله تعالى- كقوله: أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [سورة الرعد:16] وقوله: أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [سورة النحل:17] وقوله: ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ [سورة الروم:28] إلى غير ذلك من الآيات.

وعِدْل الشيء في اللغة مثله ونظيره، قال بعض علماء العربية: إذا كان من جنسه فهو عِدل -بكسر العين- وإذا كان من غير جنسه فهو عَدل -بفتح العين- ومن الأول قول مهلهل:

على أن ليس عِدلاً من كليب غداة بلابل الأمر الكبير

يعني أن القتلى الذين قتلهم من بكر بن وائل بأخيه كليب الذي قتله جسَّاس بن مرة البكري لا يكافئونه ولا يعادلونه في الشرف.

ومن الثاني قوله تعالى: أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا [سورة المائدة:95] لأن المراد نظير الإطعام من الصيام وليس من جنسه، وقوله: وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ [سورة الأنعام:70] وقوله: وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ [سورة البقرة:123] والعَدل الفداء؛ لأنه كأنه قيمة معادلة للمفدى تؤخذ بدله.

قوله تعالى: وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ الآية [سورة الأنعام:3] في هذه الآية الكريمة ثلاثة أوجه للعلماء من التفسير وكل واحد منها له مصداق في كتاب الله تعالى:

الأول: أن المعنى وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ أي: وهو الإله المعبود في السماوات وفي الأرض؛ لأنه -جل وعلا- هو المعبود وحده بحق في الأرض والسماء، وعلى هذا فجملة (يعلم) حال أو خبر، وهذا المعنى يبينه ويشهد له قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ [سورة الزخرف:84] أي: وهو المعبود في السماء والأرض بحق ولا عبرة بعبادة الكافرين غيره؛ لأنه وبال عليهم يخلدون بها في النار الخلود الأبدي، ومعبوداتهم ليست شركاء لله - عن ذلك علواً كبيراً- إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ [سورة النجم:23] وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ شُرَكَاء إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ [سورة يونس:66] وهذا القول في الآية اظهر الأقوال، واختاره القرطبي.

الوجه الثاني: أن قوله: فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يتعلق بقوله: يَعْلَمُ سِرَّكُمْ [سورة الأنعام:3] أي وهو الله يعلم سركم في السماوات وفي الأرض، ويبيّن هذا القول ويشهد له قوله تعالى: قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [سورة الفرقان:6] قال النحاس: وهذا القول من أحسن ما قيل في الآية، نقله عنه القرطبي.

الوجه الثالث: وهو اختيار ابن جرير، أن الوقف تام على قوله: فِي السَّمَاوَاتِ وقوله: وَفِي الأَرْضِ يتعلق بما بعده، أي: يعلم سركم وجهركم في الأرض، ومعنى هذا القول أنه -جل وعلا- مستوٍ على عرشه فوق جميع خلقه مع أنه يعلم سرَّ أهل الأرض وجهرهم لا يخفى عليه شيء من ذلك.

ويبين هذا القول ويشهد له قوله تعالى: أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ۝ أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا [سورة الملك:16-17] وقوله: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [سورة طـه:5] مع قوله: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ [سورة الحديد:4] وقوله: فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَآئِبِينَ [سورة الأعراف:7] وسيأتي إن شاء الله تحقيق هذا المقام بإيضاح في سورة الأعراف.

واعلم أن ما يزعمه الجهمية -من أن الله تعالى في كل مكان مستدلين بهذه الآية على أنه في الأرض- ضلالٌ مبين وجهل بالله تعالى؛ لأن جميع الأمكنة الموجودة أحقر وأصغر من أن يحل في شيء منها رب السماوات والأرض الذي هو أعظم من كل شيء، وأعلى من كل شيء، محيط بكل شيء ولا يحيط به شيء، فالسماوات والأرض في يده -جل وعلا- أصغر من حبة خردل في يد أحدنا، وله المثل الأعلى، فلو كانت حبة خردل في يد رجل فهل يمكن أن يقال: إنه حالٌّ فيها، أو في كل جزء من أجزائها؟ حاشا وكلا، هي أصغر وأحقر من ذلك.

فإذا علمت ذلك فاعلم أن رب السماوات والأرض أكبر من كل شيء وأعظم من كل شيء، محيط بكل شيء ولا يحيط به شيء، ولا يكون فوقه شيء لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [سورة سبأ:3].

علواً كبيراً، لا نحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [سورة طـه:110]"[7].

  1. أخرجه الطبراني في الكبير (12963) (ج 12 / ص 215) من طريق علي بن زيد بن جُدعان، وهو ضعيف، انظر تخريج أحاديث وآثار كتاب الظلال لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف (ج 1 / ص 119).
  2. رواه الطبراني في الصغير (220) (ج 1 / ص 145) وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف، انظر مجمع الزوائد (ج 6 / ص 383).
  3. أخرجه ابن ماجه في افتتاح كتاب السنن في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم - باب اتباع سنة رسول الله ﷺ (11) (ج 1 / ص 6) وصححه الألباني في سنن ابن ماجه برقم (11) وفي ظلال الجنة برقم (16).
  4. أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها - باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار (2865) (ج 4 / ص 2197).
  5. عن أبي هريرة وأنس بن مالك -ا- أن رسول الله ﷺ قال: من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه [أخرجه البخاري في كتاب الأدب- باب من بسط له في الرزق بصلة الرحم (5639) (ج5 / ص 2232) ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب - باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها (2557) (ج 4 / ص 1982)، ومعنى قوله: يُنسأ له في أثره يعني يمد له في عمره ويؤخر أجله ويخلد ذكره.
    وعن سلمان قال: قال رسول الله ﷺ: لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد العمر إلا البر [أخرجه الترمذي في كتاب القدر- باب ما جاء في "لا يرد القدر إلا الدعاء" (2139) (ج 4 / ص 448) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (2489).
  6. انظر تفسير الطبري (ج 11/ ص 259).
  7. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (ج 1 / ص 469 – 471) لمحمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى عام 1393هـ ط: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت -لبنان- 1415هـ- 1995م.

مواد ذات صلة