الأحد 20 / جمادى الآخرة / 1446 - 22 / ديسمبر 2024
(009) من قوله تعالى (..وإذ أحويت إلى الحواريين..) الآية 112 – إلى نهاية السورة
تاريخ النشر: ٠٥ / ربيع الأوّل / ١٤٣٩
التحميل: 877
مرات الإستماع: 878

وَإِذْ أَوْحَيْتُ [المائدة:111]، معطوف على ما قبله، فهو من جملة نعم الله على عيسى والوحي هنا يحتمل أن يكون وحي إلهام، أو وحي كلام.

قوله: بأن ذلك يحتمل أن يكون وحي إلهام هذا جرى عليه جمع من المفسرين كابن جرير[1]، وابن كثير[2]، ومن المعاصرين الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي رحمه الله[3]، وذلك باعتبار أن الوحي إنما يكون للأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، وهم لم يصرحوا بذلك، ولكن كأن هذا هو المأخذ، والواقع أن الوحي قد يأتي لغير الأنبياء، فقد يأتي عن طريق الملك كما أرسل جبريل لمريم وهذا صريح في القرآن، فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا [مريم:17].

وكذلك مما يحتمل في هذا المقام الوحي إلى أم موسى، فبعضهم يقول: هذا وحي إلهام، وبعضهم يقول إلهام فطري غريزي، وهذا غير صحيح، فالفطرة والغريزة على خلاف ذلك، يعني: إلقاء الولد في اليم، ولكن يمكن أن يكون من باب الإلهام، أو الإلقاء في الروع، وبعضهم يفرق بين الإلهام والإلقاء في الروع، والروع هو القلب، فيقولون: بأن الإلهام ما كان من الله مباشرة يلقيه في القلب والإلقاء في الروع ما كان بواسطة الملك.

وعلى كل حال الوحي إلى الحواريين يحتمل أن يكون وحي إلهام، ويحتمل أن يكون ذلك على ما قاله بعض أهل العلم: أوحيت إلى الحواريين بواسطتك يا عيسى، واسطة عيسى ؛ حيث دعوتهم إلى الإيمان فآمنوا، وهذا المعنى جعله ابن كثير والسعدي محتملا.

ومن أهل العلم من حملها على المعنيين، أن الله ألقى في قلوبهم، ألهمهم وعيسى  دعاهم إلى الإيمان فآمنوا.

وعلى كل حال، كما ذكرت أن الإيحاء يكون حتى لبعض الأنبياء قبل النبوة، كما قال الله -تبارك وتعالى- في شأن يوسف وهو صغير حينما أخذه إخوته ليلقوه في البئر: وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ [يوسف:15]، وهو صغير قبل النبوة، وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ يعني: بعملهم هذا، وفعلتهم فهذا يحتمل أيضًا يحتمل أن يكون وحي إلهام أو إلقاء في الروع، يعني يكون عن طريق ملك، أو أن الله ألقى ذلك في قلبه مباشرة، الله أعلم.

فالإيحاء والوحي يكون بمعنى ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه، فذلك وحي وغالب ما يكون ذلك بطريقة خفية، يعني وسريعة يعني مع سرعة وخفاء، غالبا.

وَاشْهَدْ يحتمل أن يكون خطابا لله تعالى، أو لعيسى .

يعني: يقولون: آمنا واشهد يا الله، أو واشهد يا عيسى، وعلى أن الضمير يرجع إلى أقرب مذكور، فما هو أقرب مذكور هنا؟ هو خطابهم مع الله، يعني: الله هو الذي يقول لهم آمنوا بي وبرسولي، قالوا آمنا واشهد يا الله، فهذا كأن السياق يدل عليه، ويحتمل احتمالا قريبا أن يكون ذلك خطابا لعيسى .

إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ [المائدة:112] نداؤهم له باسمه: دليل على أنهم لم يكونوا يعظمونه كتعظيم المسلمين لمحمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم-، فإنهم كانوا لا ينادونه باسمه، وإنما يقولون: يا رسول الله، يا نبي الله، وقولهم ابن مريم: دليل على أنهم كانوا يعتقدون فيه الاعتقاد الصحيح من نسبته إلى أمّ دون والد، بخلاف ما اعتقده النصارى.

الحواريون مضى بيان المراد بذلك ولماذا سموا بالحواريين، فهم خلاصة أصحاب المسيح ، بصرف النظر عن سبب التسمية، هل كانوا يحورون الثياب؟ يعني يبيضونها، أو من حار إذ رجع، فهم يعني باعتبار أنهم راجعون إلى الله -تبارك وتعالى-، أو من نقاء القلب وخلوصه من الأدناس والأرجاس من الشرك فما دونه.

هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ ظاهر هذا اللفظ أنهم شكّوا في قدرة الله -تعالى- على إنزال المائدة، وعلى هذا أخذه الزمخشري[4]، وقال: ما وصفهم الله بالإيمان، ولكن حكى دعواهم في قولهم: آمنا.

وقال ابن عطية وغيره: ليس لأنهم شكوا في قدرة الله، لكنه بمعنى هل يفعل ربك هذا، وهل يقع منه إجابة إليه؟[5]، وهذا أرجح؛ لأن الله أثنى على الحواريين في مواضع من كتابه، مع أنّ في اللفظ بشاعة تنكر.

قول الزمخشري بأن الله ما وصفهم بالإيمان، لكن حكى دعواهم بقولهم آمنا هذا غير صحيح، وبعضهم يقول: لعل ذلك وقع منهم في أول أمرهم، ثم بعد ذلك رسخ الإيمان في قلوبهم، ولا حاجة لهذا، إنما استشكلوا ذلك -استشكلوا هذه القراءة هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ- باعتبار أن ظاهرها أنهم كانوا يشكون في قدرة الله على هذا المطلوب، وليس هذا هو المعنى، وهذا الاستشكال وقع لجماعة من السلف، ولهذا ذهبوا إلى القراءة الأخرى، كما سيأتي، وهذه القراءة قراءة متواترة صحيحة، ومحملها ومعناها أيضًا صحيح، فهم كما قال ابن عطية ليس لأنهم شكوا في قدرة الله، لكن المعنى هل يفعل؟ كما تقول لمن تخاطبه هل تستطيع أن تصحبني اليوم؟ هل تستطيع أن تسافر معي الليلة؟ بمعنى هل تفعل وهو يستطيع، هل تستطيع أن تجلس معي ساعة؟ بمعنى هل تفعل؟ فهذا استعمال صحيح، وهذا الذي اختاره أبو جعفر ابن جرير رحمه الله[6]، وجماعة كالواحدي[7]، واستحسنه القرطبي[8]، ومن المعاصرين الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي[9] والطاهر ابن عاشور[10].

فلفظ الاستفهام ومعناه الطلب والسؤال، وبعضهم يقول: هذا صدر ممن كان معهم، وهذا خلاف ظاهر الله يقول: إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ وما ذكر -والله أعلم- هو الجواب، ولا يقال إن ذلك يدل على ما قاله الزمخشري.

 وقرئ: (تَسْتَطِيعُ) بتاء الخطاب (رَبَّكَ) بالنصب أي هل تستطيع سؤال ربك، وهذه القراءة لا تقتضي أنهم شكوا، وبها قرأت عائشة -ا-، وقالت: كان الحواريون أعرف بربهم من أن يقولوا: هل يستطيع ربُّك؟

استشكلت هذه القراءة -ا-، ولكنها قراءة ثابتة وهي قراءة الجمهور: هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ والقراءة الأخرى قراءة متواترة، وهي قراءة الكسائي[11]، هل تستطيع سؤالَ ربِّك، قراءة (هَلْ تَسْتَطِيعُ رَبَّكَ)، يعني: هل تستطيع سؤال ربك فسؤال هذا هو المضاف حذف وأقيم المضاف إليه مقامه الذي هو (ربك) فأخذ إعرابه فنصب؛ لأنه أصلها كذا هل تستطيع سؤال ربك فحذف سؤال وصارت هل تستطيع ربك.

أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ موضع أن مفعول بقوله يستطيع على القراءة بالياء، ومفعول بالمصدر، وهو السؤال المقدّر على القراءة بالتاء، والمائدة هي التي عليها طعام، فإن لم يكن عليها طعام فهي خُوان.

يعني: المائدة في اللغة إما أن يقال إذا كان عليها طعام، يعني: مثل هذه الطاولة مثلا أو ما يعد للطعام طاولة طعام على سبيل المثال إذا كان عليها طعام، يقال لها مائدة، وإن لم يكن عليها طعام يقال لها خوان بضم الخاء.

قالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فقوله لهم: اتقوا الله

فقوله لهم اتقوا الله، يعني: بعضهم يقول: اتقوا الله لأجل إنزالها، يعني: تكون التقوى مهيأة للاستجابة، لكن هذا خلاف الظاهر، قال: اتقوا الله هذا زجر لهم، يزجرهم عن هذا السؤال.

 يحتمل أن يكون زجرا عن طلب المائدة، واقتراح الآيات، ويحتمل أن يكون زجرا عن الشك الذي يقتضيه قولهم: هل يستطيع ربك على مذهب الزمخشري،

وقال به هذا التعليل غير من ذهب إلى مذهب الزمخشري، نحن عرفنا أن ابن جرير مثلا حمل قوله: هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ بمعنى هل يفعل؟ ومع ذلك في هذا الموضع، قال لهم زجرا عن الشك علله بهذا، أو حمله على ذلك ابن جرير -رحمه الله-، الذي يظهر -والله أعلم- أنه قيل بأن ذلك من قبيل الزجر عن هذا السؤال، ليس لهم أن يسألوا الآيات.

 أو عن البشاعة التي في اللفظ، وإن لم يكن فيه شك.

لا يظهر مثل هذا بناء على ما سبق من بيان محمله، فلا يكون في هذه البشاعة، هذا أمر الجانب الآخر أن هذه إنما هي منقولة، يعني: هي منقولة بالمعنى، بمعنى أن ذلك قيل بالأعجمية، وإنما ينقل المعنى، ولا ينقل بحروفه في ترجمته كما هو معلوم، وهذا لا يتأتى أصلا، يعني: الترجمة الحرفية في أي لغة من اللغات، وإنما الذي ينقل هو المعنى، ولذلك تجدون في المواقف التي تذكر في القرآن، وهي موقف واحد مثل قول امرأة إبراهيم للملائكة لما بشروه بالولد، تجد الجواب يختلف في الألفاظ ليس في المضمون من موضع إلى آخر، فقد يكون فيه طول في بعض المواضع، واختصار في بعض المواضع؛ لأنه مُؤدى بالمعنى، فيذكر في كل مقام ما يناسبه هذا الجواب عن السؤال الذي قد يرد بمثل هذا، والله أعلم.

وقوله: إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ هو على ظاهره على مذهب الزمخشري، وأما على مذهب ابن عطية وغيره، فهو تقرير لهم كما تقول: افعل كذا إن كنت رجلا، ومعلوم أنه رجل، وقيل: إنّ هذه المقالة صدرت منهم في أوّل الأمر قبل أن يروا معجزات عيسى.

وبينا ما في هذا على كل حال، وأما قوله: إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فهذا كثير في القرآن يستعمل للتحضيض والتحريض، كثير في خطاب المؤمنين ونحو ذلك إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ للتحضيض والتحريض على الامتثال والفعل.

قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا [المائدة:113]، أي: أكلا نتشرف به بين الناس، وليس مرادهم شهوة البطن وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا، أي: نعاين الآية فيصير إيماننا بالضرورة والمشاهدة، فلا تعرض لنا الشكوك التي تعرض في الاستدلال.

هذا مثل قول إبراهيم : قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي [البقرة:260]، يعني: مرتبة علم اليقين وعين اليقين.

وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا، ظاهره يقوي قول من قال إنهم إنما قالوا ذلك قبل تمكن إيمانهم، ويحتمل أن يكون المعنى نعلم علما ضروريا لا يحتمل الشك وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ أي: نشهد بها عند من لم يحضرها من الناس.

قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ [المائدة:114]، أجابهم عيسى إلى سؤال المائدة من الله، وروي أنه لبس جبة شعر ورداء شعر، وقام يصلي ويدعو ويبكي[12].

هذا يروى عن سلمان الفارسي ، ولا يصح من جهة الإسناد، وهو أيضا بما يظهر لو صح أنه متلقى عن بني إسرائيل، ولا يمكن التحقق من صحته، فالله أعلم.

تَكُونُ لَنا عِيدًا لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا قيل: نتخذ يوم نزولها عيدا يدور كل عام لأول الأمة، ثم لمن بعدهم، وقال ابن عباس: المعنى تكون مجتمعا لجميعنا أوّلنا وآخرنا في يوم نزولها خاصة لا عيدا يدور[13].

هذا لا يصح أيضا عن ابن عباس -ا-، والأول في قوله: قيل نتخذ يوم نزولها عيدا يدور كل عام هذا مروي عن السدي[14]، فالله أعلم، وأصل كلمة العيد تدل على العود، وإنما يقال العيد لما يتكرر ويعود حيما بعد حين.

وَآيَةً مِنْكَ أي: علامة على صدقي.

مع أنه قال هنا في اتخاذها عيدا جاء عن سفيان الثوري[15]، يعني: يوما نصلي فيه، وهذا يرجع إلى ما جاء عن السدي من التكرر ما يدل على أنه يعود في كل عام، فالعيد ما يعود، سواء كان الناس يتخذون ذلك يوما لعبادة خاصة يتقربون فيه، فذلك عيد، وكذلك إذا كان بإظهار الفرح والبشر والسرور ونوع من الاحتفاء بذلك اليوم، فهو عيد كذلك يعني قد يكون للفرح، وقد يكون للعبادة، فكل ذلك من قبيل العيد، فما جاء عن سفيان الثوري يوم نصلي فيه يعني نتقرب فيه شكرا لله هذا عائد إلى قول السدي أنه يتكرر، وهذا الظاهر، الظاهر أقصد التكرر؛ لكن ماذا يفعلون به الله أعلم، لكن أظن عندهم عيد إلى الآن يقال له: المائدة، طائفة من النصارى، هم أعيادهم كثير.

قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ [المائدة:115]، أجابهم الله إلى ما طلبوا، ونزلت المائدة عليها سمك وخبز، وقيل: زيتون وتمر ورمان، وقال ابن عباس: كان طعام المائدة ينزل عليهم حيثما نزلوا[16]، وفي قصة المائدة قصص كثيرة غير صحيحة.

قوله: وَآيَةً مِنْكَ قال: علامة على صدقي أيضا وقدرتك وَآيَةً مِنْكَ تدل على قدرتك.

وقوله: قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ نوع المائدة، والطعام الله لم يذكره؛ لأنه لا فائدة فيه، والأخبار المروية عن بني إسرائيل في هذا تدل على وجود اختلاق وكذب وتحريف كثير؛ لأن هذه الأخبار غير متفقة أصلا، وهذا مما لا حاجة إليه، ولا فائدة فيه، وهذه الرواية عن ابن عباس -ا- لا تصح من جهة الإسناد، ولو صحت كان طعام المائدة ينزل عليهم حيثما نزلوا، قد يكون ذلك مما تلقي عن بني إسرائيل، يعني: هل كان ينزل عليهم حيثما نزلوا، وإلا نزلت مرة واحدة وأكلوا منها، ولم يكن ذلك ينزل عليهم حيث نزلوا، والعجيب أن مجاهدًا -رحمه الله- من التابعين قال بأنها لم تنزل، وإنما هو ضرب مثل لنهي الخلق عن مسألة الآيات[17].

وهذا عجيب! قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فكيف يقال إن هذا ضرب مثل، ولولا أنه مروي عن مجاهد وإلا فمثل هذا يعرض عن ذكره؛ لأنه مخالف لظاهر القرآن.

فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذابًا عادة الله عقاب من كفر بعد اقتراح آية فأعطيته، ولما كفر بعض هؤلاء مسخهم الله خنازير، قال عبد الله بن عمرو: أشدّ الناس عذابا يوم القيامة من كفر من أصحاب المائدة وآل فرعون والمنافقون[18].

هذا ثابت عن عبد الله بن عمرو -ا-: أشد الناس عذابا يوم القيامة...

ومثل هذا لا يقال من جهة الرأي قد يقال يعني لا يقال بالاجتهاد، وقد يقال بأنه استنبط ذلك من القرآن باعتبار أن الله قال: فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ [المائدة:115]، فدل على أنه الأشد.

وهكذا في قوله في آل فرعون: أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]، فأشد أفعل تفضيل، وكذلك أيضا في قوله عن المنافقين: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ [النساء:145]، فقد يقال: إنه استنبط ذلك من هذه الآيات، وكما سبق في بعض المناسبات أن أفعل التفضيل لا تمنع التساوي، ولكن تمنع الزيادة، فحينما يقول الله : بأن هذا أشد عذابا، أو يقول النبي ﷺ: أشد الناس عذابا يوم القيامة كذا وكذا، ويذكر في مقام آخر غير ذلك، يعني: من الموصوفين، أو من أصحاب الأعمال والمعاصي، أو الموبقات، فذلك كله يكون باعتبار أنهم حققوا أو نالوا المرتبة التي هي أعظم وأشد استووا فيها، كما في قوله تبارك وتعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ ... [الأنعام:21]، وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ [البقرة:114]، فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ [الأنعام:157] إلى آخره.

هذه كلها يقال فيها بأن هؤلاء قد تحققوا المرتبة العليا في الظلم، يعني: المعنى لا أحد أظلم ممن فعل كذا، فكلهم نالوا المرتبة العليا في الظلم، مع أن من أهل العلم من ذكر احتمالا آخر، وهو أن كل واحدة تختص ببابها، ففي باب المنع لا أحد أظلم ممن منع مساجد الله، وفي باب الإعراض لا أحد أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها، وهكذا، والله أعلم.

وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ [المائدة:116]، قال ابن عباس والجمهور: هذا القول يكون من الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، ليرى الكفار تبرئة عيسى مما نسبوه إليه، ويعلمون أنهم كانوا على باطل[19].

هنا قوله قال ابن عباس والجمهور هذا القول يكون من الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، وهذا هو الظاهر وهو الذي اختاره جمع من المحققين كابن كثير[20]، ومن المعاصرين الشيخ محمد الأمين الشنقيطي[21]، وهو ظاهر القرآن على كل حال وهذا مروي عن قتادة -رحمه الله-، أما قوله إنه عن ابن عباس فقد يكون ذلك من قبيل الوهم، فقتادة سئل عن هذا قال يوم القيامة، وذكر القرينة على هذا قال: ألا ترى أنه يقول هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم يعني يوم القيامة.

وقال السدّي: لما رفع الله عيسى إليه قالت النصارى ما قالوا، وزعموا أن عيسى أمرهم بذلك، وسأل الله حينئذ عن ذلك[22].

قال السدي: لما رفع الله عيسى إليه قالت النصارى ما قالت وزعموا أن عيسى أمرهم بذلك؛ فسأل الله حينئذ عن ذلك، يعني فسأل عيسى .

فقال: سبحانك الآية، فعلى هذا يكون إذ قال ماضيا في معناه كما هو لفظه، وعلى قول ابن عباس يكون بمعنى المستقبل.

يعني: إذا كان في القيامة هذا في المستقبل، فكيف عبر عنه بالماضي إذ قال يقال لتحقق الوقوع يعبر عن المستقبل بالماضي لتحقق الوقوع، هذا هو الجواب مثل أتى أمر الله فلا تستعجلوه.

ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ نفي يعضده دليل العقل؛ لأنّ المحدث لا يكون إلها، إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ اعتذار وبراءة من ذلك القول، ووكل العلم إلى الله لتظهر براءته؛ لأن الله علم أنه لم يقل ذلك تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ، أي: تعلم معلومي ولا أعلم معلومك، ولكنه سلك باللفظ مسلك المشاكلة.

هذا تأويل، والمشاكلة عند جماعة هي نوع من أنواع المجاز، وبعضهم يجعل ذلك نوعا مستقلا، المقصود أنه على كلا القولين سواء قيل: بأنها نوع مستقل، أو أنها من المجاز؛ كلهم يقولون: بأن ذلك لا حقيقة له بصرف النظر، بمعنى أن المشاكلة تكون لفظية فحسب دون ما تحتها من الحقيقة في المعنى، بمعنى أنه شاكل اللفظ، بمعنى أنه جاء بلفظ من جنسه، أو من شكله، أو جاء بلفظ هو نظير لهذا اللفظ المعبر به فحسب، يمثلون بالبيت المشهور:

قالوا اقترح لنا شيئا نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصا

يقولون: فالجبة والقميص لا تطبخ، وإنما عبر بلفظ يشاكل لفظهم، فهم قالوا: اقترح شيئًا نجد لك طبخه، يعني: طعام، فهو كان بحاجة إلى لباس، فقلت: اطبخوا لي جبة وقميصا، يقولون: هذه مشاكلة، وإلا فالجبة والقميص لا تطبخ، لكن هنا في صفات الله ، ليس كذلك إثبات النفس لله -تبارك وتعالى- في هذه الآية وفي غيرها، والنفس يراد بها الذات تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ.

فقال: في نفسك مقابلة لقوله: في نفسي، وبقية قوله تعظيما لله، وإخبار بما قال الناس في الدنيا.

قوله هنا: مقابلة يقصد المشاكلة قابل اللفظ فقط، فهم لا يثبتون المعنى.

أَنِ اعْبُدُوا أن حرف عبارة وتفسير أو مصدرية بدل من الضمير في به.

يعني: تكون تفسيرا لما قبلها، وإذا كانت بتأويل مصدر، يعني: عبادة ما أمرتني به، ما هو؟ هو عبادته وحده.

إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [المائدة:118]، فيها سؤالان: الأول: كيف قال: وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ وهم كفار والكفار لا يغفر لهم؟ والجواب: أن المعنى تسليم الأمر إلى الله، وأنه إن عذب أو غفر فلا اعتراض عليه؛ لأن الخلق عباده، والمالك يفعل في ملكه ما يشاء، ولا يلزم من هذا وقوع المغفرة للكفار، وإنما يقتضي جوازها في حكمة الله -تعالى- وعزته، وفرق بين الجواز والوقوع.

خلاصة هذا الجواب الأول أن ذلك قاله على سبيل التفويض الكامل لله ، فافعل بهم ما تشاء.

 وأما على قول من قال: إن هذا الخطاب لعيسى حين رفعه الله إلى السماء، فلا إشكال؛ لأن المعنى إن تغفر لهم بالتوبة، وكانوا حينئذ أحياء، وكل حيّ معرض للتوبة.

يعني: أن ذلك في وقت الإمكان في الدنيا، يعني: إن تابوا من الكفر والشرك تغفر لهم، والجواب الأول أوضح وأحسن -والله تعالى أعلم- أن ذلك قاله على سبيل التفويض؛ لأن هذا إنما هو يوم القيامة كما سبق، ومن ثم فإن هذا الجواب قاله تفويضا لله -تبارك وتعالى-.

السؤال الثاني: ما مناسبة قوله: فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [المائدة:118]، لقوله: وإن تغفر لهم والأليق مع ذكر المغفرة أن لو قيل: فإنك أنت الغفور الرحيم؟

لكن لا يقال: والأليق، لكن يقال: وقد يظن أو يتوهم أن الأليق أو المناسب أن يقول الغفور الرحيم؛ لأنه لا شك أن الأليق هو ما قاله الله العزيز الحكيم، فمثل هذه الألفاظ ينبغي مراعاتها حينما نتحدث عن مثل هذا، والجواب البلاغية ونحو ذلك، قد يطلق بعض المفسرين مثل هذه العبارات فيكون ذلك في الواقع غير لائق.

والجواب من ثلاثة أوجه. الأول: يظهر لي أنه لما قصد التسليم لله والتعظيم له، كان قوله: فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ أليق، فإن الحكمة تقتضي التسليم له، والعزة تقتضي التعظيم له، فإن العزيز هو الذي يفعل ما يريد، ولا يغلبه غيره، ولا يمتنع عليه شيء أراده، فاقتضى الكلام تفويض الأمر إلى الله في المغفرة لهم، أو عدم المغفرة؛ لأنه قادر على كلا الأمرين لعزته، وأيهما فعل فهو جميل لحكمته.

إذًا هذا على سبيل التفويض والتسليم، فهو العزيز الحكيم فهذا هو المناسب هنا.

الجواب الثاني: قاله شيخنا الأستاذ أبو جعفر بن الزبير: إنما لم يقل الغفور الرحيم؛ لئلا يكون في ذلك تعريض في طلب المغفرة لهم. فاقتصر على التسليم والتفويض دون الطلب. إذ لا تطلب المغفرة للكفار، وهذا قريب من قولنا. الثالث حكى شيخنا الخطيب أبو عبد الله بن رشيد.

هو محمد بن عمر بن رشيد وسبق في ترجمة المؤلف ذكر ذلك في شيوخه، توفى سنة 721 للهجرة.

عن شيخه إمام البلغاء في وقته حازم بن حازم أنه كان يقف على قوله: إِنْ تَغْفِرْ لَهُم.

يعني: فإن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم يعني فإنهم عبادك لكن هذا لا يخلو من تكلف.

ويجعل فإنك أنت العزيز استئنافا وجواب، إن في قوله فإنهم عبادك، كأنه قال: إن تعذبهم وإن تغفر لهم فإنهم عبادك على كل حال.

هذا الجواب بعيد، لكن الجواب الأول أنه قال ذلك على سبيل التفويض والتسليم لله -تبارك وتعالى-، وذلك يمكن أن يوضح بأن ذلك اليوم يوم عظيم، يغضب الله -تبارك وتعالى- فيه غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، فعيسى فوض ذلك إلى الله، وهذا يصلح أن يكون جوابا مستقلا، أو ينضاف إلى الجواب الأول، بمعنى أنه إن غفر فليس ذلك عن عجز وضعف عن المؤاخذة، وإنما هذا الغفر عن عزة وحكمة بخلاف العاجز؛ فإن عفوه ليس بشيء، وهو يضع الأمور في مواضعها، ويوقعها في مواقعها حكيم، فيكون ذلك على سبيل التفويض لله ؛ فإن وقع ذلك يعني الغفر فليس عن عجز، فهذا في غاية المناسبة.

وكذلك ما ذكره في الجواب الثاني باعتبار أن ذلك اليوم يغضب فيه الرب هذا الغضب فلا يناسب، ولا يكون من اللائق والله أعلم أن يظهر عيسى كأنه في صفهم يطلب المغفرة لهم، ويعتذر لهم، ونحو ذلك، وإنما فوض إلى الله -تبارك وتعالى-، يعني: لم يعرض بالمغفرة ما قال فإنك أنت الغفور الرحيم، كأنه يطلب المغفرة لهم -اغفر لهم- لا وإنما قال: الأمر إليك.

وهكذا قريب من هذا قول من يقول: بأن عيسى قال ذلك على سبيل البراءة منهم؛ لأن ذلك اليوم كل أحد يطلب النجاة بنفسه، فيقول عبادك افعل بهم ما شئت، وهم بين يديك فأنت العزيز الحكيم، كأنه يعني الغاضب أو الذي لا يرضى فعل غيره، أو نحو ذلك؛ لأنه يتبرأ منه، ويقول لا شأن لي بهم افعل بهم ما شئت، فأنت العزيز الحكيم، والله أعلم.

هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ [المائدة:119]، عموم في جميع الصادقين، وخصوصا في عيسى ابن مريم، في جميع النسخ وخصوص في عيسى ابن مريم.

هو يصح في وجه من الإعراب أن يقول خصوصا لكن أوضح أن يقول وخصوص في عيسى ابن مريم قال الله: هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ عموم في الصادقين وخصوص في عيسى باعتبار المناسبة والسياق، وجاء عن ابن عباس -ا- يوم ينفع الموحدين توحيدهم[23]، يعني: ليس على سبيل القراءة، وإنما التفسير فسر الصادقين بالموحدين، وهذا بعض ما يدخل في معناه لا شك أن التوحيد هو أعلى درجات الصدق، لكن كأنه فسر هذا باعتبار ما وقع من الإشراك والغلو في عيسى وتأليه المسيح وأمه.

فإن في ذلك إشارة إلى صدقه في الكلام الذي حكاه الله عنه، وقرأ غير نافع -بقية القراء- هَذَا يَوْمُ بالرفع على الابتداء أو الخبر، وقرأ نافع بالنصب.

هذه قراءة الجمهور هَذَا يَوْمُ على الابتداء يكون بجعل هذا مبتدأ، ويوم ينفع يكون خبرا، يعني: المعنى أن هذا يوم منفعة الصادقين، أو هذا الذي ذكرنا من كلام عيسى واقع يوم ينفع الصادقين.

وقرأ نافع بالنصب وفيه وجهان: أحدهما: أن يكون يوم ظرفا لقال، فعلى هذا لا تكون الجملة معمول القول، وإنما معموله هذا خاصة.

يكون ظرفا لقال يعني متى قال؟ يوم قال الله هذا يوم ينفع الصادقين متى قاله؟ قاله يوم ينفع الصادقين صدقهم، المعنى يعني قاله حينئذ قاله في ذلك الوقت، قاله يوم ينفع الصادقين، يعني: متى وقع ذلك القول؟ وقع يوم كذا يكون ظرفا.

فعلى هذا لا تكون الجملة معمول القول، يعني إذا كانت معمول القول قال الله ماذا قال؟ قال هذا يوم ينفع الصادقين إذا كانت معمول القول يعني ما هو مضمون القول، ما الذي قاله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم.

وإذا كانت ظرفا للقول فيكون متى قال ذلك قال هذا يوم كذا، لكن كأن الأقرب -والله أعلم- أنه معمول القول قال الله هذا يوم، يعني يكون الذي قاله الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم.

والمعنى قال الله هذا القصص أو الخبر في يوم، وهذا بعيد مزيل لرونق الكلام،

يعني قال الله هذا متى يوم ينفع الصادقين صدقهم وهذا بعيد، والآخر؟

والآخر أن يكون هذا مبتدأ، ويوم في موضع خبره والعامل فيه محذوف تقديره هذا واقع يوم ينفع الصادقين صدقهم.

هذا واقع أو هذا يقع أو هذا يكون يوم ينفع الصادقين صدقهم.

ولا يجوز أن يكون يوم مبنيا على قراءة نافع؛ لأنه أضيف إلى معرف.

بالباء معرب وليس معرف؛ لأنه معرب، وإنما يكتسي البناء من المضاف إليه إذا كان المضاف إليه مبنيا مثل يعني من عذاب يومئذ، فهنا يومئذ مبني، فلاحظ هنا أضيف إلى معرب، لو أضيف إلى مبني لكان مبنيا، فهنا ليس بمبني؛ لأنه أضيف إلى معرب، قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ، ويوم هنا لم يضف إلى مبني، قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ، ويحتمل غير هذا.

بعضهم يقول: هو مبني، يعني كونه ليس بمبني ليس محل اتفاق عند المعربين، بعضهم ادعى فيه البناء هنا في موضع رفع خبر هذا، هذا على أنه مبني، فالحركة حركة بناء الفتحة؛ لكنه في موضع رفع، يقولون إنه بني على الفتح هنا؛ لأنه أضيف إلى الفعل هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ أضيف إلى الفعل، وأن جملة هذا يوم هي مقول القول في محل نصب، هكذا يقول بعض المعربين، ويحتمل أن يوم ظرف للفعل ينفع، ينفع يوم وأن هذا إشارة إلى ما تقدم من الكلام، قَالَ اللَّهُ هَذَا يعني: هذا الذي سبق يوم ينفع، والمعنى أن هذا الغفران والعذاب يقع في يوم ينفع الصادقين صدقهم.

وبعضهم يقول: إن المعنى أن الله أجاب عيسى حينما قال: سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ [المائدة:116]، إلى قوله: فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [المائدة:118]، فقال الله هذا القول النافع، أو هذا الصدق النافع يوم ينفع الصادقين في الدنيا صدقهم ذلك في الآخرة، فاليوم هو وقت القول وصدق النافع، والله أعلم.

ولا يجوز أن يكون يوم مبنيا على قراءة نافع، لأنه أضيف إلى معرب، قاله الفارسي والزمخشري.

الفارسي هو أبو علي الفارسي سبق، صاحب الحجة في القراءات.

  1. تفسير الطبري (6/405).
  2. تفسير ابن كثير (3/224).
  3. تفسير السعدي (ص:248).
  4. تفسير الزمخشري (1/693).
  5. تفسير ابن عطية (2/259).
  6. تفسير الطبري (11/220).
  7. التفسير الوسيط للواحدي (2/245).
  8. تفسير القرطبي (6/364).
  9. تفسير السعدي (ص:248).
  10. التحرير والتنوير (7/105).
  11. تفسير القرطبي (6/364).
  12. تفسير ابن أبي حاتم (4/1244).
  13. تفسير ابن أبي حاتم (4/1246)، رقم: (7024).
  14. تفسير الطبري (11/225).
  15. تفسير الطبري (11/225).
  16. تفسير الطبري (11/229).
  17. تفسير القرطبي (6/369).
  18. تفسير الطبري (11/233)، رقم: (13025).
  19. لم أجده من قول ابن عباس، وهو من قول قتادة. انظر: تفسير الطبري (11/234)، رقم: (13031).
  20. تفسير ابن كثير (3/232).
  21. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (2/7).
  22. تفسير الطبري (11/234)، رقم: (13028).
  23. تفسير ابن كثير (3/235).

مواد ذات صلة