الخميس 24 / جمادى الآخرة / 1446 - 26 / ديسمبر 2024
[20] من قول الله تعالى: {الَّذِين َيَتَّبِعُونَ الرَّسُول َالنَّبِيَّ} الآية 157 إلى قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} الآية 163
تاريخ النشر: ٠١ / ذو الحجة / ١٤٢٧
التحميل: 2931
مرات الإستماع: 2347

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال المفسر -رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى:

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [سورة الأعراف:157].

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ، [سورة الأعراف:157]، وهذه صفة محمد ﷺ في كتب الأنبياء، بشروا أممهم ببعثه وأمروهم بمتابعته، ولم تزل صفاته موجودة في كتبهم، يعرفها علماؤهم وأحبارهم، كما روى الإمام أحمد عن أبي صخر العقيلي حدثني رجل من الأعراب قال: جلبت حلوبة إلى المدينة في حياة رسول الله ﷺ فلما فرغت من بيعي قلت: لألقين هذا الرجل فلأسمعن منه، قال: فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشون، فتبعتهم حتى أتوا على رجل من اليهود، ناشراً التوراة يقرؤها يعزي بها نفسه عن ابن له في الموت كأجمل الفتيان وأحسنها، فقال رسول الله ﷺ: أنشدك بالذي أنزل التوراة، هل تجد في كتابك هذا صفتي ومخرجي؟ فقال برأسه هكذا، أي لا، فقال ابنه: إي، والذي أنزل التوراة إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك، وإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، فقال: أقيموا اليهودي عن أخيكم، ثم تولى كفنه والصلاة عليه[1]. هذا حديث جيد قوي، له شاهد في الصحيح عن أنس -.

وروى ابن جرير عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو -ا- فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله ﷺ في التوراة، قال: "أجل، والله إنه لموصوف في التوراة كصفته في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأميين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخّاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح به قلوباً غلفاً وآذاناً صماً وأعيناً عميا، قال عطاء: ثم لقيت كعباً فسألته عن ذلك، فما اختلف حرفاً إلا أن كعباً قال بلغته قال: قلوباً غلوفياً وآذاناً صمومياً وأعيناً عمومياً"[2]. وقد رواه البخاري في صحيحه وزاد بعد قوله: "ليس بفظ ولا غليظ": "ولا سخّاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح"[3].

وذكر حديث عبد الله بن عمرو -ا، ثم قال: ويقع في كلام كثير من السلف إطلاق التوراة على كتب أهل الكتاب، وقد ورد في بعض الأحاديث ما يشبه هذا والله أعلم.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

بعد أن ذكر الحافظ ابن كثير-رحمه الله- بعض الآثار في التبشير ببعثة النبي ﷺ قال: "ثم يقع في كلام كثير من السلف إطلاق التوراة على كتب أهل الكتاب"، وهذا جواب على إشكال وارد، وهو أن هذه الآثار قد لا توجد في التوراة؛ لأن العلماء يطلقون التوراة على كتب أهل الكتاب كلها، وهذه الكتب قد حرفت وفي نسخها تباين كبير، وقد سبق الكلام على هذه المسألة عند تفسير قول الله تعالى: تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا [سورة الأنعام:91]، والراجح في هذه الكتب أنها محرفة، ولا يعني هذا أن ناقل هذه الروايات كذاب، ككعب الأحبار وغيره من الرواة.

وقد اعتنى غير واحد من علماء التفسير بنقل المبشرات ببعثة النبي ﷺ فقد ذكر الرازي عند قول الله -تبارك وتعالى: وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [سورة الصف:6] بعض هذه المبشرات.

ومن الكُتاب الذين اهتموا بنقل المبشرات صديق حسن خان في فتح البيان، والكرواني الهندي في إظهار الحق، وغيرها من الكتب.

وقوله تعالى: يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ [سورة الأعراف:157] هذه صفة الرسول ﷺ في الكتب المتقدمة، وهكذا كانت حاله -عليه الصلاة والسلام- لا يأمر إلا بخير ولا ينهى إلا عن شر، كما قال عبد الله بن مسعود إذا سمعت الله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ فأَرْعها سمعك، فإنه خير تؤمر به أو شر تنهى عنه[4]، ومن أهم ذلك وأعظمه ما بعثه الله به من الأمر بعبادته وحده لا شريك له، والنهي عن عبادة من سواه، كما أرسل به جميع الرسل قبله، كما قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [سورة النحل:36]
وقوله: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث [سورة الأعراف:157]، أي: يحل لهم ما كانوا حرموه على أنفسهم من البحائر والسوائب والوصائل والحام ونحو ذلك مما كانوا ضيقوا به على أنفسهم، وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث [سورة الأعراف:157]، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس -ا: كلحم الخنزير والربا وما كانوا يستحلونه من المحرمات من المآكل التي حرمها الله تعالى.

قوله: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ لا يلزم أن يكون ذلك بمقابل ما حرموه على أنفسهم، فيدخل فيه ما حرموه على أنفسهم ويدخل فيه كل ما أباحه الشارع للناس من أكل الطيبات، وما كان نفعه غالباً وإن وجد فيه بعض الضرر فهو من جملة الطيبات، فالنبي ﷺ أخبر أن ألبان البقر شفاء لحومها داء، فعن عبد الله بن مسعود –- عن النبي ﷺ قال: عليكم بألبان البقر وسمنانها، وإياكم ولحومها، فإن ألبانها وسمنانها دواء وشفاء، ولحومها داء، وليس معناه أن هذا هو الغالب عليها، ومن المعلوم أن المصالح الخالصة هي في الجنة، أما في الدنيا فسائر اللحوم وسائر المطعومات لا بد أن تشتمل على بعض الآثار السلبية.

وقوله: يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [سورة الأعراف:157]، دليل على تحريم الحشرات، وكل ما يستخبث، كالخنافس والوزغ والحيات والعقارب، وعلى جواز أكل اللأمة الكنغر والجربوع؛ لأنها من جملة الطيبات.

وقد قال بعض أهل العلم: ضابط الخبائث ما استخبثته العرب؛ لأنهم أعدل الناس ذوقاً وطبعاً، أما غيرهم فأذواقهم منكوسة معكوسة، فمن الناس في بعض البلدان من يأكل الكلاب، ويفضلونها على سائر الأطعمة، ويأكلون الحيات والضفادع، ويأكلون مخ القرد وهو حي، ويأكلون الحيات وهي حية، ويصل الطبق الواحد من لحم الحية إلى ثلاثين دولاراً، ولهم أسواق واسعة لبيع وشراء هذه المستخبثات.

وقوله: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ [سورة الأعراف:157]، أي: أنه جاء بالتيسير والسماحة، وقال ﷺ لأميريه معاذ وأبي موسى الأشعري -ا- لما بعثهما إلى اليمن: بشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، وتطاوعا ولا تختلفا[5].

وقال صاحبه أبو برزة الأسلمي -: إني صحبت رسول الله ﷺ وشهدت تيسيره، وقد كانت الأمم التي قبلنا في شرائعهم ضُيق عليهم، فوسع الله على هذه الأمة أمورها وسهلها لهم، ولهذا قال رسول الله ﷺ: إن الله تجاوز لأمتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تقل أو تعمل[6]، وقال: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه[7]، ولهذا قال: أرشد الله هذه الأمة أن يقولوا: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وارحمنا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [سورة البقرة:286]، وثبت في صحيح مسلم أن الله قال بعد كل سؤال من هذا: قد فعلت، قد فعلت[8].

قوله: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ [سورة الأعراف:157]، الآصار هي التكاليف الشاقية الثقيلة على النفوس، فتوبة بني إسرائيل كانت بقتل أنفسهم، أما في هذه الأمة فالتوبة بالندم والإقلاع عن الذنب والعزم على ألا يعود إلى الذنب، وإن كان الذنب يتعلق بالمخلوقين فيرد المظالم إلى أهلها.

وكان اليهودي يقطع ثوبه الذي أصابته نجاسة، وأما في هذه الأمة فيكفي المسلم أن يغسل ثوبه بالماء، وكانت اليهود لا يجالسون المرأة الحائض ولا يأكلون معها ولا يخالطونها، أما المسلم فيأكل مع المرأة ويجالسها ويباشرها وهذا كله من يسر هذه الشريعة.

وقوله: فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ [سورة الأعراف:157] أي: عظموه ووقروه.

أصل العزر المنع، ومعنى عزروه أي: منعوه من عدوه، والنصر أبلغ من المنع من العدو، ولذلك استشار النبي ﷺ الناس وسألهم عدة مرات لما جاء يوم بدر، وأراد ﷺ أن يعرف ما يقول الأنصار؛ لأن مبايعته لهم كانت للدفاع عنه من عدوه.

وقوله: وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ [سورة الأعراف:157]، أي: القرآن والوحي الذي جاء به مبلغاً إلى الناس، أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [سورة الأعراف:157] أي في الدنيا والآخرة. 

قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [سورة الأعراف:158]، يقول تعالى لنبيه ورسوله محمد ﷺ: قل يا محمد: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، وهذا خطاب للأحمر والأسود والعربي والعجمي، إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا، أي: جميعكم وهذا من شرفه وعظمته ﷺ أنه خاتم النبيين، وأنه مبعوث إلى الناس كافة، كما قال الله تعالى: قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِه وَمَن بَلَغَ [سورة الأنعام:19]، وقال تعالى: وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ [سورة هود:17]، وقال تعالى: وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ [سورة آل عمران:20].

والآيات في هذا كثيرة، كما أن الأحاديث في هذا أكثر من أن تحصر، وهو معلوم من دين الإسلام ضرورة أنه -صلوات الله وسلامه عليه- رسول الله إلى الناس كلهم، روى البخاري -رحمه الله- في تفسير هذه الآية عن أبي الدرداء قال: "كانت بين أبي بكر وعمر -ا- محاورة، فأغضب أبو بكر عمر فانصرف عنه عمر مغضباً، فأتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل حتى أغلق بابه في وجهه، فأقبل أبو بكر إلى رسول الله ﷺ فقال أبو الدرداء: ونحن عنده- فقال رسول الله ﷺ: أما صاحبكم هذا فقد غامر، أي غاضب وحاقد، قال: وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتى سلم وجلس إلى النبي ﷺ، وقص على رسول الله ﷺ الخبر، قال أبو الدرداء: فغضب رسول الله ﷺ وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم، والله يا رسول الله لأنا كنت أظلم، فقال رسول الله ﷺ: هل أنتم تاركو لي صاحبي؟ إني قلت: يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً، فقلتم: كذبت وقال أبو بكر: صدقت[9]. انفرد به البخاري.

قوله ﷺ: أما صاحبكم هذا فقد غامر يعني أبا بكر لما أقبل ورأى هيئته، وقد عرف ذلك ﷺ بالفراسة، ومعنى قوله: "غامر" أي غاضب، ويحتمل أن يكون المعنى أنه بذل جهده وفعل ما عليه في استدراك التقصير والاعتذار.

ومن محبة أبي بكر لعمر أنه اعتذر له، وخاف أن يسبق من النبي ﷺ إلى عمر شيء بسببه فأراد أن يهدئ من غضب النبي ﷺ فقال: أنا أظلم، أي: أنا المخطئ.

وروى الإمام أحمد عن ابن عباس -ا- مرفوعاً: أن رسول الله ﷺ قال: أعطيت خمساً لم يعطهن نبي قبلي ولا أقوله فخراً، بعثت إلى الناس كافة الأحمر والأسود، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي يوم القيامة، فهي لمن لا يشرك بالله شيئاً[10]، إسناده جيد ولم يخرجوه.

وقوله: الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ [سورة الأعراف:158] صفة الله تعالى في قوله: رَسُولُ اللّهِ، أي: الذي أرسلني هو خالق كل شيء وربه ومليكه الذي بيده الملك والإحياء والإماتة وله الحكم.

وقوله: فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ [سورة الأعراف:158] أخبرهم أنه رسول الله إليهم ثم أمرهم باتباعه والإيمان به، النَّبِيِّ الأُمِّيِّ أي: الذي وعدتم به وبشرتم به في الكتب المتقدمة، فإنه منعوت بذلك في كتبهم، ولهذا قال: النَّبِيِّ الأُمِّيِّ.

وَاتَّبِعُوهُ، أي: اسلكوا طريقه واقتفوا أثره، لعلكم تهتدون: أي إلى الصراط المستقيم.

قوله -تبارك وتعالى: فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ [سورة الأعراف:158]، اختلف أهل العلم في معنى الأمي، على أقوال:

الأول: الأمي منسوب إلى هذه الأمة الأمية التي لا تعرف الكتابة.

الثاني: نسبة إلى الأم، أي: أن الله تعالى أخرج الإنسان من بطن أمه وهو لا يعرف شيئاً، قال : وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [سورة النحل:78].

الثالث: الأمي نسبة إلى أم القرى، وهذا بعيد.

وقد امتن الله تعالى ببعثة النبي ﷺ بهذه الصفة؛ تحقيقاً للمعجزة، وحتى لا يقال: إنه ﷺ تعلم على يد أحد الناس، وتصديقاً للأخبار التي وردت في الكتب السماوية.

وقوله: الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ [سورة الأعراف:158]، أي: يصدق قوله عمله، وهو يؤمن بما أنزل إليه من ربه.

اختلف أهل العلم في تفسير الكلمات على أقول:

الأول: الكلمات هي الكتب المنزلة.

الثاني: المقصود بالكلمات هو عيسى –عليه الصلاة والسلام- لأنه كان بكلمة "كن" قال : وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ [سورة النساء:171].

الثالث: من أهل العلم من فسر الكلمات بقوله -تبارك وتعالى: قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا [سورة الكهف:109]، وبقوله: وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [سورة لقمان:27] فهذا يشمل الكلمات الكونية والكلمات الشرعية.

والكلمات جمع مضاف إلى معرفة، فيفيد العموم، فمن قال: إن الكلمات هي الكلمات الشرعية والكونية لم يكن بعيداً عن الصواب -والله أعلم.

وقول النبي ﷺ: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق[11]، هي الكلمات الكونية، ولهذا ورد في بعض الروايات، أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر[12]، فالتي لا يجاوزها بر ولا فاجر هي الكلمات الكونية، وهي المعبَّر عنها في مراتب القدر بالخلق.

قوله: وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [سورة الأعراف:159] يقول تعالى مخبراً عن بني إسرائيل أن منهم طائفة يتبعون الحق ويعدلون به، كما قال تعالى: مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ [سورة آل عمران:113]، وقال تعالى: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [سورة آل عمران:199]، وقال تعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ۝ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ۝ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا [سورة القصص:54] الآية، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا ۝ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً ۝ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [سورة الإسراء:107 - 109].

قوله تعالى: يَهْدُونَ بِالْحَقِّ، أي يهدون الناس ويدعونهم إلى الحق، وقال ابن جرير: يَهْدُونَ بِالْحَقِّ، أي تهتدون بالحق، وَبِهِ يَعْدِلُونَ في تعاملاتهم وأخذهم وعطائهم.

وقد فسر ابن كثير –رحمه الله- قول الله: وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [سورة الأعراف:159]، بآياتٍ ذكَرها، وهذا من عناية المصنف –رحمه الله- بتفسير القرآن بالقرآن، ومما تميز به كتاب ابن كثير –رحمه الله.

قال : وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ۝ وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ۝ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ [سورة الأعراف:160-162]

تقدم تفسير هذا كله في سورة البقرة وهي مدنية، وهذا السياق مكي، ونبهنا على الفرق بين هذا السياق وذاك بما أغنى عن إعادته هنا، ولله الحمد والمنة.

سبق الكلام على هذا كله في تفسير سورة البقرة، وهناك كتبٌ اعتنت بالمتشابه اللفظي ككتاب درة التنزيل للإسكافي، والبرهان للكرماني، فيذكرون مثلاً الفرق بين قول الله فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا [سورة الأعراف:160]، وبين قوله تعالى: فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً [سورة البقرة:60]، والتقديم والتأخير في مثل قوله تعالى: وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ [سورة الأعراف:161]، وقول الله وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ [سورة البقرة:58]، ففي آية الأعراف قدم القول على الفعل، وفي آية البقرة قدم الفعل على القول، ولا تخلو مثل هذه الكتب من تكلف في بعض التعليلات.

قوله –تبارك وتعالى: وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا [سورة الأعراف:160]، أصل السبط هو ولد الولد، والأسباط يتفرعون من أولاد يعقوب .

وقوله –تبارك وتعالى: وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ [سورة الأعراف:161] اختلف العلماء في مكان القرية، فقال بعض أهل العلم: هي أريحا، وقال آخرون: بل هي بيت المقدس، وهو اختيار ابن جرير الطبري –رحمه الله.

ومعنى قوله : وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا [سورة الأعراف:161] أي: حطّ عنا ذنوبنا وخطايانا، فمسألتنا حطة، والمقصود بالسجود الركوع، فقد أمروا أن يدخلوا في هيئة السجود، فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قيل لهم [سورة الأعراف:162]، فقالوا حنطة، ودخلوا يزحفون على أدبارهم.

قال : واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [سورة الأعراف:163].

هذا السياق هو بسط لقوله تعالى: وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ [سورة البقرة:65] الآية، يقول تعالى لنبيه صلوات الله وسلامه عليه: واَسْأَلْهُمْ، أي: واسأل هؤلاء اليهود الذين بحضرتك عن قصة أصحابهم الذين خالفوا أمر الله ففاجأتهم نقمته على صنيعهم واعتدائهم واحتيالهم في المخالفة، وحذِّر هؤلاء من كتمان صفتك التي يجدونها في كتبهم، لئلا يحلّ بهم ما حل بإخوانهم وسلفهم، وهذا القرية هي أيلة وهي على شاطئ بحر القلزم.

قوله –تبارك وتعالى: واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ [سورة الأعراف:163]، قال بعض أهل العلم: القرية هي طبرية، وقيل: هي مدين، وقيل: هي أيلة، والأهم من هذا هو أخذ العظة والعبرة من هذه القصة، ولا فائدة من البحث عن المبهمات، وقد ألف فيها السهيلي كتاباً، وجاء البلنسي وضمن في كتابه كلام السهيلي وزاد عليه أشياء كثيرة، ولكن الفائدة في مثل هذه الكتب قليلة.

ولا يُحتاج إلى ذكر المبهمات إلا لدفع تهمة مثلاً وهذا نادر، مثال ذلك ما جاء من طريق محمد بن زياد قال: "لما بايع معاوية لابنه، قال مروان: سنة أبي بكر وعمر، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: سنة هرقل وقيصر، فقال: مروان هذا الذي أنزل الله فيه وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا [سورة الأحقاف:17]، فبلغ ذلك عائشة، فقالت: كذب والله ما هو به ولو شئت أن أسمي الذي أنزلت فيه لسميته..."[13].

قال محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس -ا في قوله تعالى: واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ [سورة الأعراف:163]، قال: هي قرية يقال لها: أيلة بين مدين والطور، وكذا قال عكرمة ومجاهد وقتادة والسدي، وقوله: إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ، أي: يعتدون فيه ويخالفون أمر الله فيه لهم بالوصاة به إذ ذاك، إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً، قال الضحاك عن ابن عباس -ا: أي ظاهرة على الماء.

كانت الحيتان تأتيهم ظاهرة منكشفة بينة، وأما ما ورد من بعض الأخبار الإسرائيلية، أنها كانت تأتي كالخراف، وتصل إلى أبوابهم، فمثل هذا الله أعلم به، ولا حاجة إليه.

قال ابن جرير: وقوله: وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [سورة الأعراف:163]، أي: نختبرهم بإظهار السمك لهم على ظهر الماء في اليوم المحرم عليهم صيده، وإخفائه عنهم في اليوم الحلال لهم صيده.

قوله: وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ [سورة الأعراف:163]، أصل معنى السبت القطع، فقد حرم الله عليهم العمل يوم السبت فصاروا يحتالون، فيضعون الشباك يوم الجمعة ويأخذونها يوم الأحد، وهذا من الحيل، ولهذا مسخهم الله  إلى قردة، وقد ذكر الحافظ ابن القيم -رحمه الله- أن القرد فيه شبه بالإنسان إلا أنه في هيئة وصورة بشعة وهو يختلف عنه أصلاً ووصفاً، وهؤلاء مسخوا الأحكام الشرعية وجاءوا بالمحرم بصورة فيها شبه من الحكم الشرعي، مع أنه يخالفه في أصله وفي وصفه.

وتحريم العمل يوم السبت مختص باليهود، ولذلك ذكر شيخ الإسلام في الاقتضاء بالكلام على الأعياد والتشبه، بأنه لا يجوز للمسلمين مضاهاة اليهود بترك العمل يوم الجمعة، وليس معنى ذلك ألا يكون يوم الجمعة أجازة رسمية، لكن المحرم ترك العمل فيه بالكلية كما تترك اليهود العمل في يوم السبت بالكلية.

وليس لنا أن نضع الأجازة في يوم السبت؛ لأن هذا الفعل مضاهاة لليهود في تعظيمهم لهذا اليوم، والمصلحة الدينية مقدمة على المصلحة الدنيوية.

كَذَلِكَ نَبْلُوهُم نختبرهم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ يقول: بفسقهم عن طاعة الله وخروجهم عنها، وهؤلاء قوم احتالوا على انتهاك محارم الله، بما تعاطوا من الأسباب الظاهرة التي معناها في الباطن تعاطي الحرام، وقد روى الفقيه الإمام أبو عبد الله بن بطة -رحمه الله- عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل[14]، وهذا إسناد جيد.
  1. رواه الإمام أحمد برقم: (23539) (5/411).
  2. رواه البخاري، كتاب البيوع وقول الله : وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا [سورة البقرة:275]، وقوله: إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ [سورة البقرة:282]، بَاب كَرَاهِيَةِ السَّخَبِ في السُّوقِ (2/747)، برقم: (2018)، بلفظ: عن عبد الله بن عمرو بن العاص ا أن هذه الآية التي في القرآن يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، قال: في التوراة يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً وحرزاً للأميين أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب بالأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله فيفتح بها أعينا عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً.
  3. رواه البخاري (4/1831)، برقم: (4558) كتاب المغازي -بَاب إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا.
  4. حلية الأولياء (1 / 130).
  5. رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير- بَاب ما يُكْرَهُ من التَّنَازُعِ وَالِاخْتِلَافِ في الْحَرْبِ وَعُقُوبَةِ من عَصَى إِمَامَهُ وقال الله تَعَالَى: ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) (2873) (3/1104)، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب تحريم الغدر (3/1359) برقم: (1733)، بلفظ: يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا.
  6. رواه البخاري، كتاب العتق، باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق إلا لوجه الله وقال النبي ﷺ: لكل امرئ ما نوى ولا نية للناسي والمخطئ، (2/894)، برقم: (2391)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر (1/116)، برقم: (127)، بلفظ: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم.
  7. رواه ابن ماجه (2045)، (1/659)، بلفظ: إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، وصححه الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (1 / 123).
  8. رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر (1/116)، برقم: (126).
  9. رواه البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي ﷺ ولو كنت متخذا خليلاً (3/1339)، برقم: (3461).
  10. رواه أحمد في مسنده (1/301)، برقم: (2742)، ورواه البخاري، كتاب الصلاة، باب قول النبي ﷺ جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا (1/168)، برقم: (427)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (1/370)، برقم: (521) من حديث جابر بن عبد الله ا قال: قال رسول الله ﷺ: أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة.
  11. رواه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره (4/2080)، برقم: (2708).
  12. رواه أحمد في مسنده (24 / 202)، برقم: (15461).
  13. سنن النسائي الكبرى، كتاب التفسير، باب قوله: وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا [سورة الأحقاف:17] (6/458)، برقم: (11491)، وأصل الحديث في البخاري من حديث يوسف بن ماهك قال: "كان مروان على الحجاز استعمله معاوية، فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا، فقال: خذوه فدخل بيت عائشة فلم يقدروا، فقال مروان: إن هذا الذي أنزل الله فيه وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لكما أتعدانني [سورة الأحقاف:17]، فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري رواه البخاري، كتاب التفسير، بَاب وَالَّذِي قال لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وقد خَلَتْ الْقُرُونُ من قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فيقول ما هذا إلا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ [سورة الأحقاف:17] (4 / 1827) برقم: (4550).
  14. أخرجه ابن بطة في إبطال الحيل (1 / 47)، وصححه الألباني في الإرواء (5 / 375).

مواد ذات صلة