الخميس 09 / شوّال / 1445 - 18 / أبريل 2024
الآية 62 من سورة البقرة ونظائرها المائدة 69
تاريخ النشر: ٠٤ / رمضان / ١٤٢٥
التحميل: 4057
مرات الإستماع: 3516

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهذه هي الآية الثانية مما يقع فيه اللبس، أو التلبيس في كتاب الله -تبارك وتعالى، وهي في قوله -تبارك وتعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة:62]، وكذلك في آية تشبهها في سورة المائدة، وهي قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [المائدة:69]، فهنا الله -تبارك وتعالى- ذكر هذه الطوائف الأربع: الذين آمنوا وهم هذه الأمة، والذين هادوا، والنصارى واليهود، والصابئة، هذه الطوائف الأربع ذكرهم الله  ونفى عنهم الخوف والحُزن، وأثبت له الثواب والأجر، فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ [البقرة:62]، أما اليهود والنصارى فهم معروفون.

وأما الصابئة فكلام أهل العلم فيهم كثير جدًّا:

فمنهم من يقول: إنهم الكُشدانيون وهم عبدة الكواكب الذين مر عليهم إبراهيم   في هجرته إلى الأرض المقدسة أو إلى الشام، حينما هاجر من أرض العراق فوجد قوماً يعبدون الكواكب وناظرهم المناظرة المشهورة في قوله: هَذَا رَبِّي [الأنعام:76] لما رأى كوكباً.

ومنهم من يقول: إنما هم قوم يعبدون الملائكة.

ومنهم من يقول: إن هؤلاء -أعني الصابئة- هم قوم ليسوا على اليهودية ولا النصرانية ولا الإسلام، لكنهم على الفطرة يوحدون الله وليسوا على دين من هذه الأديان المشهورة، لا الأديان الوثنية ولا الأديان السماوية.

ومنهم من يقول: إن هؤلاء طائفة من النصارى على التوحيد يقال لهم: الصابئون.

ومنهم من يقول: هم قوم يستقبلون القبلة، ويصلون، وقبلتهم هي جهة مهب الريح من الجنوب.

ومنهم من يقول: يستقبلون القبلة المعروفة، ويصلون، وهم يوحدون الله ، ولكنهم لا شريعة لهم.

ومنهم من يقول: لم يُبعث لهم نبي.

المقصود الذي يظهر -والله تعالى أعلم- أن الصابئة فِرق وطوائف هذا الاسم يُطلق على أكثر من طائفة، فيُطلق على طائفة عند أهل الكتاب عند النصارى، ويطلق على أناس على الفطرة يوحدون الله ولم تبلغهم دعوة نبي، ويُطلق أيضاً على ناس من عبدة الكواكب وغير ذلك، فالكفار قالوا عن النبي ﷺ صبأ محمد، وهم موجودون في العراق إلى الآن، هذه الطائفة التي لا زالت موجودة في العراق هؤلاء يقولون: إنهم يوحدون الله يعبدون الملائكة ويعتقدون أن الكواكب مظاهر لها تأثير في العالم السُفلي فيتوجهون إليها بأشياء من التعبدات أو التقربات أو نحو ذلك، لهم طقوس معينة.

فالمقصود أنهم فِرق، فالأحرى أن يكون المراد بهذه الآية التي فيها نفى عنهم الخوف والحزن وأثبت لهم الأجر أنهم الذين على الفطرة، أما الذين يعبدون الكواكب أو الذين يعبدون الملائكة فهؤلاء لا ثواب لهم ولا أجر ولا يُنفى عنهم الخوف والحزن؛ لأنهم من أهل الإشراك، وقد أُلفت رسائل خاصة في الصابئة، ومن المراد بهم، وعبارة السلف فيهم كثيرة جدًّا، هذا خلاصتها.

فالمقصود هنا: أن بعض الملبسين يقول: انظروا الله قال عن اليهود والنصارى والصابئة مع أهل الإيمان "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، فكلهم أديان سماوية ولا يجوز أن نكفرهم، لا تكفر اليهودي ولا النصراني ولا تحكم له بالنار، هذا مثلك يتعبد لله ، ويتقرب إليه، وهذا إنسان يرجو ما عند الله لكن اختلفت الشرائع وهم أتباع أنبياء، فلا يجوز أن تكفرهم، تقول: أنت ما تكفرهم؟ يقول: لا، معاذ الله أن أكفرهم، ويحتجون بمثل هذه الآية، وآية المائدة: فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ.

نقول لهم: كذبتم والله، الله ذكر أحوال الأمم في القرآن وبين مصيرهم، وأنزل عليهم ألوان المُثل والعقوبات، ولما بعث الله موسى لم يقبل من أحد ديناً سواه، فلما بعث عيسى لم يقبل من أحد من اليهود ديناً إلا ممن قبل ما جاء به عيسى ﷺ، ولهذا لما بعث الله عيسى قال: فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ [الصف:14]، الذين كفروا هم اليهود، هو بُعث لبني إسرائيل جميعاً: أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ [الصف:5]، وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ [آل عمران:49]، إلى آخر ما ذكر الله عن بعثة عيسى ﷺ، فالذين لم يؤمنوا به وبقوا على يهوديتهم وقالوا: إنه ابن زنا هؤلاء هم الكفار من بني إسرائيل، فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ [الصف:14]، فالمقصود أن الذين بقوا على الدين -دين اليهودية- صاروا كفاراً لم يؤمنوا بعيسى ﷺ وهم اليهود إلى الآن، معروفون، قتلة الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام.

لما بُعث محمد ﷺ لم يقبل الله من أحد ديناً سواه، واقرءوا آيات كثيرة جدًّا في القرآن، الله قال: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ۝ كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ [آل عمران:85-86]، ثم انظروا ماذا قال الله في آيات كثيرة من الآية رقم 127 فما بعدها من سورة البقرة، لما بنى إبراهيم الكعبة : رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة:128]، إلى أن قال: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ۝ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ [البقرة:130-132]، يعني: يعقوب وصى بنيه أيضاً، وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ۝ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ [البقرة:132-133]، هذه وصية يعقوب، إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ [البقرة: 133]، إلى آخر ما ذكر، ثم قال الله بعد ذلك: وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى [البقرة:135]، هم لا يقولون: ادخلوا في اليهودية والنصرانية، لا، اليهود يكفرون النصارى، والنصارى يكفرون اليهود، وإنما ذلك للتقسيم، "أو" هنا، وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى [البقرة:135]، اليهود قالوا: كونوا هوداً، والنصارى قالوا: كونوا نصارى، هذا المعنى، ليس هو للتخيير تكون يهوديًّا أو نصرانيًّا تدخل الجنة، لا، اليهود يقولون: كن يهوديًّا، والنصارى يقولون: كن نصرانيًّا، وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ۝ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ [البقرة:135-136]، إلى آخر ما ذكر الله ، وقال: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ البقرة:285، آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ [البقرة:285]، إلى آخره، إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ مثل اليهود، وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا ۝ أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا [النساء:150-151]، والله يقول: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ [المائدة:73]، النصارى، وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ [التوبة:30]، إلى غير ذلك مما ذكر الله عنهم، وأضف إلى ذلك أن الله لعنهم: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [المائدة:78]، الآية، فكل ذلك واقع عليهم فهم ضُلال كفار، ومن شك أنهم كفار وأن مصيرهم إلى النار خالدين فيها فهو كافر إلا إن كان جاهلاً جهلاً يُعذر مثله به، فإنه يُعلّم، فإن أبى حُكم عليه بما يليق بأمثاله.  

قد ظهرت زعانف في هذا الوقت، يقول: لا نكفر اليهود والنصارى لاسيما في وقت الهزيمة التي نعيش فيه، ولربما أُجري مع بعضهم لقاءات وهو رويبضة، يتكلم في هذه الأمور العظام وهو جاهل لا يُحسن شيئاً، يقولون له: إذاً أنت ماذا تقول؟ يقول: أنا أؤمن بالمحبة، وما هو الدين الذي تدين به؟ يقول: الإنسانية، هذا رجل نشأ بين أظهرنا، ودرس في مدارسنا وتخرج فيها.

نحن بحاجة إلى تغيير المناهج لنكثف موضوع الولاء والبراء، ونكثف قضايا التوحيد؛ لأنه تخرج عندنا هؤلاء الزعانف، فنكثف ونكرس المواد الدينية، تُجرَى معه مقابلة يسمعها القريب والبعيد، أنا أؤمن بالإنسانية، الدين هو المحبة، لا فرق عندي بين اليهودي والنصراني والبوذي!.

فهذه الدعوة اشتد ضرامها في هذا الزمان، وهي ليست جديدة، ظهرت دعوة تقريب بين الأديان منذ ثلاثة قرون بعد مجمع الفاتيكان الثاني، ثم بعد ذلك اشتدت في الربع الأخير من القرن الرابع عشر الهجري، وقويت بعد الحرب العالمية الثانية، بعد عام 1947 للميلاد، ثم بعد ذلك أقيمت مؤتمرات كثيرة، وبُنيت مجامع في أندونيسيا وفي ماليزيا وفي أسبانيا وفي بلاد أوروبا، تجْمع مبنى للإسلام مسجدًا، مبنى لعبادة اليهود بيعة، وكنيسة للنصارى، ومعبدًا بوذيًّا، في مجْمع واحد، والعجيب أني رأيت بعض الخُطط والتصاوير للخطة أو الخارطة -كما يقولون- الهندسية على شكل صليب، المجْمع، فيقولون: كلهم يعبدون الله، ويوحدون الله  -تبارك وتعالى.

من سنة 1935م في تاريخ النصارى إلى سنة 1998م يعني في حدود نصف قرن أقيم أكثر من 319 مؤتمرًا للتقارب بين الأديان، دعوة خطيرة جدًّا.

وعدد الجمعيات والمؤسسات والمراكز المعنية بقضية التقريب بين الأديان 112 مركزًا في العالم، فالحاصل أن هؤلاء يُقيمونها بأسماء شتى، أكثر هذه الأسماء التي تُعقد فيها هذه المؤتمرات: الحوار، 32 مؤتمرًا تحت عنوان: الحوار، ليس حوارًا هو تقريب بين الأديان، وبعض المُلبسين ممن يحضر يقول: ذهبنا لندعوهم إلى الله ، لا، هم جلسوا معك على طاولة مستديرة أنت وهم سواء لا فرق بينك وبينهم في الظاهر، ما ذهبت لتدعوهم، ذهبت لتقاسمهم وتشاركهم همهم باسم السلام، 18 مؤتمرًا باسم التعايش، كلمة التعايش ليست بجديدة من سنة أو سنة ونصف، هذه من زمان قديمة 16 مؤتمرًا، التعاون 14 مؤتمرًا، التفاهم 7 مؤتمرات، الانسجام 5 مؤتمرات، التعددية 5 مؤتمرات، الاشتراك 4 مؤتمرات، التسامح 3 مؤتمرات، الانفتاح مؤتمران، التباحث مؤتمران، التعارف مؤتمران، الصداقة مؤتمران.

فهذه دعوة تتبناها الماسونية العالمية والصليبية العالمية واليهودية العالمية لهم فيها أغراض مكشوفة، ومن أكبر الدعاة لها في هذا العصر روجيه جارودي الفرنسي، قالوا: إنه أسلم، وله مركزان في العالم، هؤلاء تارة يدعون إلى التقارب، وتارة يدعون إلى وحدة الأديان، إما على نطاق خاص ويسمونه الإبراهيمية، أو أوسع من ذلك ويدخل فيه البوذية والمجوسية والهندوكية والسيخ وغير هؤلاء، بحيث بعضهم يقول: كلٌّ يتعبد على طريقته، ونبحث عن القواسم المشتركة، انظر إلى الجانب الإيجابي عندهم، انظر إلى نقاط الاتفاق، هذه البرمجة العصبية الآن تُبرمج الناس بهذه الطريقة انظر إلى الجوانب التي تتفق معهم فيها.

الكلام في هذا يطول، ذِكْر القضايا الأساسية فيه يحتاج إلى محاضرة بقدر ساعة ونصف بأقل تقدير، لكن هذه لمحة حول هذه الآية التي يُلبس فيها هؤلاء الناس.

الكلام في هذا يطول، ذِكْر القضايا الأساسية فيه يحتاج إلى محاضرة بقدر ساعة ونصف بأقل تقدير، لكن هذه لمحة حول هذه الآية التي يُلبس فيها هؤلاء الناس.

يقول النبي ﷺ: ما من يهودي ولا نصراني يسمع بي من هذه الأمة، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار[1]، ويقول ﷺ: والله لو كان أخي موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي[2]، والله يقول لنبيه ﷺ: فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الزخرف:43].

فلا تستخفنكم هذه الدعوات، وتجتالكم الشياطين من الإنس والجن، لا حق إلا بهذا الدين الذي بُعث به محمد ﷺ، أولياء الله هم: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ۝ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ [يونس:63-64]، كل من التزم بهذا الدين أيًّا كان لونه وجنسه ولغته فهو ممن اصطفاه الله ، ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا [فاطر:32]، هؤلاء أهل الاصطفاء أهل الإيمان، فالقضية ليست بالنسب لا عربي ولا أعجمي ولا غير ذلك.

أسأل الله أن يوفقنا وإياكم للزوم صراطه المستقيم، وأن يجنبنا صراط الذين غضب عليهم، وصراط الضالين.

وصلى الله على رسول الله.

  1. أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد ﷺ إلى جميع الناس، ونسخ الملل بملته، برقم (153).
  2. أخرجه أحمد في المسند، برقم (15156)، وحسنه الألباني في إرواء الغليل، برقم (1589).

مواد ذات صلة