بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
نواصل الحديث في الكلام على ما يستخرج من الهدايات، من هذه الآيات من سورة البقرة، فبعد أن ذكر الله -تبارك وتعالى- حال هؤلاء اليهود الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ [سورة البقرة:102] ثم ختم الله هذه الآية بذم هذا الإيمان المدعى من قبلهم قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ [سورة البقرة:93] وهكذا أيضًا وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [سورة البقرة:102] فهذا الاختيار غير الموفق من قبل هؤلاء اليهود حيث استعاضوا عن الإيمان بالسحر، وعن اتباع الرسول الكريم باتباع السحرة.
ثم قال الله بعد ذلك: وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [سورة البقرة:103] لو أن هؤلاء اليهود آمنوا، وجعلوا بينهم وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمر، واجتناب ما نهى لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لأيقنوا أن ثواب الله خير لهم من السحر، ومما اكتسبوه بهذا السحر لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ قدر الإيمان، وأثر الإيمان.
وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [سورة البقرة:103] فقوله -تبارك وتعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ ذكر التقوى بعد الإيمان يدل على أن المقصود بالإيمان الاعتقاد الجازم، واليقين الثابت، والانقياد القلبي والإقرار والإذعان، والتقوى تكون في القلب، ويظهر أثرها على اللسان والجوارح وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا كقوله -تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [سورة البقرة:82].
لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ نُكرت المثوبة هنا تعظيمًا وتفخيمًا لها، يعني: فإن ثواب الله خير من هذا الذي طلبوه، واتبعوه من السحر لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ وخير هنا جاءت على سبيل الإطلاق، فهي خير من كل وجه، من هذا السحر، واتباع السحرة لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ وهذا يدل على انتفاء العلم عنهم، فهم وإن كانوا لهم علم إلا أن هذا العلم لما لم ينتفعوا به صار بمنزلة العدم، فنزلوا منزلة الجهال، ثم خاطب أهل الإيمان، ووجههم بما يليق من الألفاظ والعبارات التي يخاطبون بها النبي ﷺ لئلا يكونوا مشبهين لليهود يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ [سورة البقرة:104].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هذا أول خطاب موجه لأهل الإيمان في القرآن، بحسب ترتيب المصاحف، أول أمر في القرآن هو قوله -تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [سورة البقرة:21] فهذا خطاب لعموم الناس، أمر لهم بعبادة الله وحده، لا شريك له، وأما في هذه الآية، فهذا خطاب لأهل الإيمان خاصة، وهو أول خطاب في القرآن وجه لأهل الإيمان يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا بماذا وجههم؟ بماذا خاطبهم في هذا الخطاب الأول؟ لا تَقُولُوا رَاعِنَا.
وهنا يُلحظ أن هذا الخطاب موجه لأهل الإيمان خاصة باعتبار أن ذلك من الأدب اللائق بهم؛ ولأن مخاطبتهم باسم الإيمان لا شك أن ذلك أدعى للقبول، فكأنه ذكر العلة التي تستدعي الانقياد، وهو أن إيمانكم هذا يقتضي الاستجابة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يا أيها الذين أقروا واعتقدوا، وأذعنت قلوبهم بما يجب الإقرار والإذعان به لا تَقُولُوا رَاعِنَا هذا النهي لا تَقُولُوا رَاعِنَا نهاهم عن هذه اللفظة لأن اليهود كانوا يعبرون بها، ويقصدون بذلك معنىً سيئًا، يقصدون المعنى الفاسد، فهذه اللفظة تحتمل أن يكون ذلك رَاعِنَا من المراعاة، أي: لا تعجل علينا، واليهود يستعملون ذلك، ويقصدون به معنى الرعونة، يعني كأنهم يخاطبون النبي ﷺ موجهين إليه هذا الوصف الرعونة لَا تَقُولُوا رَاعِنَا فاليهود كأنهم يقولون للنبي ﷺ : (يا) للبعيد أرعن، أو يا راعن، فيلوون ألسنتهم بمثل هذه العبارات، كما يلوون ألسنتهم بالتحية والسلام في قولهم: السام عليك، موهمين أنهم يقولون: السلام عليك، فهنا يقولون: رَاعِنَا يعني: كأنهم يصفون النبي ﷺ بالرعونة، والرعونة تعني الجفاء والغلظة، وما إلى ذلك مما ينزه عنه النبي ﷺ.
إذن هذه اللفظة تحتمل وجهين في المعنى، فيستعملها المؤمن بمعنى الإمهال والإنظار، أي: لا تعجل علينا، ويستعملها غيره بمعنىً غير جيد، فنهى الله المؤمنين عن ذلك، بقوله: لا تَقُولُوا رَاعِنَا فهذا فيه نهي عن التشبه باليهود في استعمالاتهم وألفاظهم.
وفيه: نهي لاستعمال الألفاظ الموهمة التي تحتمل المعاني الصحيحة والمعاني الفاسدة، فالأصل: أن نُعبر بعبارات نظيفة، وسليمة، وغير موهمة، سواء كان ذلك في المخاطبات، أو كان ذلك في ما يتصل بالتنظير في العلم، في العقيدة وغيرها، فلا نستعمل العبارة التي تحتمل المعنى المذموم، وهذا كثير، وطوائف من أهل الكلام وأهل البدع ماذا يصفون الله -تبارك وتعالى- به؟ يقولون مثلاً: بأن الله قديم، وهذا لم يرد في الكتاب، ولا في السنة، فهو يحتمل، فالقديم يقال لما تقدم على غيره، ويقال للأول الذي ليس قبله شيء، لكن العبارة غير المحتملة، هي التي جاءت عن النبي ﷺ وجاءت في كتاب الله: هُوَ الأَوَّلُ [سورة الحديد:3] يعني الذي ليس قبله شيء، كذلك (الباقي) و(الآخر) وقول النبي ﷺ : اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء[1].
كذلك حينما يقولون: الله ليس في جهة، فهذه عبارة تحتمل، وهل يقصدون جهة مخلوقة تحوي الله ؟ فالله منزه عن هذا، لا يحويه شيء من مخلوقاته، وإن قصدوا بذلك نفي العلو الذي هو من صفاته، وأن الله فوق العرش، وفوق العالم، ولا يحويه شيء من خلقه فهذا المعنى صحيح الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [سورة طه:5] فهم يقولون: الله منزه عن الجهات، فهذا الذي يقولونه يحتمل، فمثل هذه العبارات لا يصح التعبير بها، إلى غير ذلك من كلامهم، وألفاظهم وعباراتهم التي تحتمل الحق والباطل.
وهكذا المؤمن دائمًا فيما نكتبه وما نحرره، وما نخاطب به، وكثير من الناس يسألون عن بعض العبارات التي تكتب ربما في بعض الأماكن الخاصة، أو العامة، وفي المدارس والمعاهد والجامعات ودور التحفيظ والمعارض والمخيمات، ونحو ذلك، عبارات يُعبر بها تحتمل أحيانًا معانٍ صحيحة، ومعانٍ غير صحيحة، ويحصل بسبب ذلك فتنة بين قابل لها، مدافع عنها، وبين رادٍ لها، رافض للتعبير بها واستعمالها، فالصحيح أن يُبتعد عن العبارات التي توهم المعاني الباطلة، وهذا مثال في كتاب الله : لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا [سورة البقرة:104] فالشبه بهؤلاء اليهود في مثل هذا وفي غيره لا يحل.
ويُؤخذ من هذه أيضًا مراعاة الأدب في الألفاظ، فاللائق أن الإنسان يتخير دائمًا الألفاظ الأفضل والأكمل التي يخاطب بها الناس، والله -تبارك وتعالى- يقول: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [سورة البقرة:83] فيُتخير أفضل الألفاظ، فإذا تحير الإنسان، أو تردد بين لفظتني إحداهما موحشة، والأخرى طيبة، فيختار اللفظ الطيب، فكثير من الناس لا يملك لسانه، فإذا جلس في مجلس وتحدث لم يسلم الناس من عباراتٍ يطلقها، وكلمات يتفوه بها تؤذيهم، وتجرح مشاعرهم، وقد تكون تحتمل هذا وهذا، فيتحيرون في مراده، عبِّر بالعبارات التي لا تحتمل إلا الحق والصواب، ودع العبارات التي تحتمل المعاني الباطلة، فالأدب في الألفاظ مطلوب.
وقد ذكرنا في بعض المناسبات أمثلة من القرآن لذلك، والعلماء يذكرون مثالاً لهذا، وهو قوله: مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى [سورة الضحى:3] فلم يقل: وما قلاك، وهكذا في قول الخضر لموسى : أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا [سورة الكهف:79] فأضاف العيب إلى نفسه؛ ولما ذكر بناء الجدار قال: فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ [سورة الكهف:82] فهنا في البناء واستخراج الكنز، وبلوغ الأشد فَأرَادَ رَبُّك أما العيب فقال: فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا فهذا كله من أدب الألفاظ، وقول وإبراهيم : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [سورة الشعراء:80] فأضاف المرض إلى نفسه، والشفاء على الله وهذا كثير في كتاب الله -تبارك وتعالى- فعلى المؤمن أن يتخير دائمًا الألفاظ الصحيحة اللائقة المناسبة التي لا تحتمل المعاني الباطلة.
لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا [سورة البقرة:104] في هذا مشروعية إيجاد البديل الصحيح، وإن كان هذا ليس بلازم دائمًا، لكنه الأفضل، إذا نهى عن شيء جاء ببدله، مما لا شائبة فيه، وهكذا في الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، نعم على أهل الإيمان أن يستجيبوا لله ولرسوله ﷺ ولا تتوقف استجابتهم على وجود البديل، يقول: ما هو البديل؟ نقول: لا، نحن عبيد لله نطيعه، ونستجيب لأمره، لكن متى ما أوجدت البديل للناس، فذلك أدعى لمسارعتهم في الاستجابة، وقبولهم وإذعانهم، فهنا نهاهم عن قول يحتمل، فجاء ببدل منه لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا [سورة البقرة:104] كلمة انظُرْنَا تُؤدي نفس المعنى لكن لا تحتمل المعنى الباطل، فأمر بها.
جاء رجل إلى ابن عباس -رضي الله عنهما- فقال: يا أبا عباس، إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي، وإني أصنع هذه التصاوير، فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله ﷺ يقول: سمعته يقول: من صور صورة، فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبدًا فربا الرجل ربوة شديدة، واصفر وجهه، فقال: ويحك، إن أبيت إلا أن تصنع، فعليك بهذا الشجر، كل شيء ليس فيه روح"[2] فأعطاه بديلاً عن هذا المحرم.
وإذا تتبعت مثل هذا وجدته في كتاب الله، وفي سنة رسول الله ﷺ غير قليل، وإن لم يكن دائمًا كما ذكرت، فينبغي على الدعاة، والآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر أن يراعو مثل ذلك في دعوتهم واحتسابهم.
وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا فهذا أمر بالاستجابة مطلقًا، فنهاهم عن قول معين، وأعطاهم بدلاً منه قولاً لا يلتبس، ثم أمرهم بالاستجابة المطلقة وَاسْمَعُوا فلم يقل: واسمعوا في هذه الأمور، وإنما قال: وَاسْمَعُوا فهذا يحمل على إطلاقه، حُذف متعلقه، فيحمل على العموم وَاسْمَعُوا سماع قبول وانقياد، فالله -تبارك وتعالى- يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ [سورة الأنفال:24] فإذا لم تحصل هذه الاستجابة وسماع القبول فقد يحال بين العبد وقلبه، فلا يستطيع أن يراجع.
اليهود كانوا يقولون: سَمِعْنَا وَعَصَيْنا وذكر الله أهل الإيمان في آخر هذه السورة في قوله: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا [سورة البقرة:285] إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا [سورة النور:51] فالسمع والطاعة والقبول والانقياد والاستجابة لله ولرسله ﷺ هذا هو الفرض الحتم الذي لا يسع أهل الإيمان سواه وَاسْمَعُوا في هذا وفي غيره، مما يأمركم به.
ثم قال: وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ [سورة البقرة:104] جاء بالحكم عامًا؛ ليشمل هؤلاء اليهود الذين يلوون ألسنتهم بهذه الألفاظ، ويصفون النبي ﷺ بالرعونة، فعمَّ بالحكم وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ وقدّم الجار والمجرور كأنه يفيد الاختصاص؛ لإفادة الاختصاص لِلْكَافِرِينَ وجاء بهذا الوصف لأنه محل الاستحقاق، هذا العذاب الأليم ما الموجب له؟ هو الكفر، وهذا مشعر أيضًا بأن الذين لا يستجيبون لله، ولا يسمعون سماع قبول أن هذا من أعمال وأحوال الكافرين وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ فيكون ذلك وعيدًا لمن لم يقبل عن الله ولم يستجب له.
ووصف هذا العذاب بأنه أليم، ونكّره فهذا التنكير يفيد التعظيم وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أي: عذاب شديد عظيم، وصفه هنا بالأليم، يعني مؤلم، وكذلك وصفه في موضع آخر بأنه عظيم، ووصفه في موضع آخر بأنه مهين، فالمهين هو الذي ينال الأرواح، والأليم يقع على الأجساد، والعظيم في قدره، وذاك الذي يقع على الأرواح، وما يقع أيضًا على الأجساد يكون أيضًا للأرواح والأجساد منه نصيب، يعني ما يقع على الأرواح ينال منه الأجساد شيء؛ لأن الارتباط بين الروح والبدن معلوم لا يخفى، وهكذا الذي ينال الأجساد، فإنه يطال الأرواح، وهذا أيضًا لا يخفى وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ [سورة البقرة:104].
- أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع برقم: (2713).
- أخرجه البخاري في كتاب البيوع، باب بيع التصاوير التي ليس فيها روح، وما يكره من ذلك برقم: (2225) ومسلم في اللباس والزينة، باب تحريم تصوير صورة الحيوان، برقم (2110).