بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
يقول الله -تبارك وتعالى- في هذه السورة الكريمة (سورة البقرة): إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [سورة البقرة:158].
الصفا والمروة هما الجبلان المعروفان، جبلان صغيران في طرفي المسعى، من جهة الشرق بالنسبة للكعبة، الصفا والمروة من شعائر الله، معالم الدين الظاهرة، فهذا الدين فيه شعائر كالأذان والتكبير الذي يُجهر به كتكبيرات العيد، والتلبية، وكذلك أيضًا هذه الأعمال التي في الحج من الطواف، والذبح والهدي والقلائد وما إلى ذلك، كله من شعائر الله، أعلام الدين الظاهرة، التي جعل الله تعظيمها دليلاً على تقوى القلوب وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [سورة الحج:32] فهذه الشعائر منها ما هو أعمال، ومنها ما هو مواضع كالصفا والمروة، ومنها ما هو هيئات كإعفاء اللحية، فهي من شعائر الدين، فالأمور الظاهرة يُقال لها شعائر، والأمور الباطنة الخفية يُقال لها أمانات، فالطهارة أمانة لا يطلع عليها أحد، الصيام أمانة قد يُفطر ولا يعلم به أحد، قد يُفطر بالنية لا ينوي الصوم، ولا يشعر به أحد، وإن لم يأكل ويشرب، والغُسل من الجنابة أمانة من الأمانات الناس لا يطلعون عليه، وهكذا.
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ أعلام الدين الظاهرة التي صرنا مُتعبدين بها بالسعي بين هذين الجبلين.
فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ من قصد البيت الحرام يريد النُسك الأكبر وهو الحج، أو النُسك الأصغر وهو العمرة، فلا حرج عليه أن يسعى بينهما، فالسعي بينهما واجب، ولكنه جاء التعبير هنا بنفي الحرج لمناسبة وهي تتعلق بحال كانوا عليها قبل الإسلام؛ حيث كانوا يعتقدون أن ذلك من أعمال الجاهلية؛ إذ كانوا في الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة لوجود أصنام على الصفا، فكانوا يعتقدون أن هذا العمل هو طواف بهذه الأصنام، وأن ذلك ليس من دين إبراهيم لما أسلموا تحرجوا فظنوا أن هذا من بقايا ومآثر الجاهلية وأعمال الجاهلية، فصار عندهم شيء من التحرج من السعي، هل هو من العمل المشروع، أو أنه من العمل الممنوع؟
وبعضهم لربما تحرج لمعنى آخر غير تعظيم الأصنام التي كانت عليه؛ إذ كان بعضهم لهم طقوس في الجاهلية فيما يتعلق بأعمال الحج في السعي وغيره، ومن نظر في تاريخ العرب وأعمالهم في النُسك رأى أحوالاً متُباينة، فبعضهم يتحرج لهذا، وبعضهم يتحرج لذاك، الشاهد أنه لما وقع الحرج عند هؤلاء سواء من تحرج من أجل هذه الأصنام، أو من تحرج لأمر آخر كان عليه في الجاهلية من مزاولات تتصل بالسعي، فرفع الله عنهم هذا الحرج، وبين أنها من شعائر الله ليس كما ظنوا أن ذلك من أعمال الجاهلية، فقال: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا [سورة البقرة:158] الجناح الحرج فلا حرج عليه، لما تحرجوا نفى عنهم الحرج، فهذه الآية لم تكن مبتدأة، وإنما كانت إزالة للإشكال ورفعًا لتحرج وقع عند بعضهم، فجاء ذلك لبيانه، وتعريف الناس بهذه الشعائر، وأنها من دين الله وأعلام دينه الظاهرة، وليست من آثار الجاهلية ومآثرها.
وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا [سورة البقرة:158] بفعل الطاعات بمعنى أنه يتقرب إلى الله بألوان القُربات المالية والبدنية إضافة إلى أعماله التي شرع فيها كالحج، أو العمرة، من عمرة أخرى على سبيل التطوع وحجة أخرى على سبيل التطوع، أو الازدياد من أعمال البر بالهدي والنفقات المالية، ونحو ذلك فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [سورة البقرة:158] يُثيب على القليل بالكثير، ولا يضيع عنده عمل العاملين، وهو عليم بأعمالهم، وأحوالهم، ونياتهم، ومقاصده، ونفقاتهم وما يقع في قلوبهم في أثناء ذلك من إخبات، أو ما يقع من استثقال وتبرم كل ذلك يعلمه.
يؤخذ من هذه الآية الكريمة من الفوائد والهدايات من قوله -تبارك وتعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ [سورة البقرة:158] تعظيم الصفا والمروة ما منشأ ذلك؟ ما أصل السعي بين الصفا والمروة؟ وكيف صار ذلك من شعائر الله؟
كما قد علمتم، هي حركة قد جرت باعثها الشدة التي وقعت لامرأة ضعيفة وحيدة بين هذه الجبال في هذا الوادي غير ذي الزرع مع صغيرها الذي لا يدفع عن نفسه ولا عنها، يتضاغى من الجوع والعطش، وتراه في حال لا تُحتمل، فلا تجد تعبيرًا عما يدور في نفسها إلا بهذا الذهاب والمجيء، تتردد بين جبلين صغيرين، يُحيط بهما جبال كِبار، فماذا عسى أن تقطع بهذه الخطوات الضعيفة؟ وماذا عسى أن ترى من خلال هذه المواقع التي هي أشبه بالتلاع منها بالجبال، جبلان صغيران، وامرأة ضعيفة تتردد بينهما عسى أحدًا يقدم فيُغيث، ثم بعد ذلك يأتي الفرج.
هذه المرأة لم تكن نبيه بل كانت هبة وهبها ملك مصر -كما هو معروف- لسارة زوج إبراهيم أخدمها هاجر، فكانت بهذه المثابة، فوهبتها سارة لإبراهيم فأنجبت منه هذا الولد، وانظر كيف بلغ أمرها وحالها، وخطوات هذه المرأة، حينما يتأمل الإنسان هذه الأجيال والأمم من بعد إبراهيم حيث أمر الله أن يُنادي بالناس بالحج، فلا يتم حج أحد بعد أن يطوف بالبيت ولا العمرة إلا أن يذهب ويخطو بين هذين الجبلين بعدد ما خطت هذه المرأة سبعة أشواط، يبدأ بالصفا إلى المروة هذا في غاية العجب، وفيه من العِبر ما لا يُقادر قدره، فانظر كيف يصنع الله بأوليائه؟ هل كان يخطر في بال هذه المرأة وهي تُكابد وتُعاني أن هذه الأُمم والجموع من العرب والعجم على مر الأجيال القادر منهم، والضعيف والعاجز المحمول، والماشي، والراكب كل هؤلاء لزامًا يسعون بين الصفا والمروة، اقتداء بهذه المرأة.
فالله لا يُضيع أولياءه بل يرفعهم أي رفعة -أيها الأحبة- تبلغ هذا المبلغ، امرأة ليست نبية، امرأة وهي هبة من ملك مصر كخادمة، ثم بعد ذلك يكون من نسلها، ومن نسل هذا الولد خير أمة أخرجت للناس كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [سورة آل عمران:110] ويخرج من هؤلاء صفوة الخلق محمد ﷺ لو كانت هذه المرأة وهي تذهب وتجيء تتصور هذا المشهد الآن هذه الجموع التي تأتي من أصقاع المعمورة، ومن لا يأتي فهو يترقب، ويتشوف، ويتطلع، ويُقطع قلبه الشوق للمجيء إلى هذه المحال والمواضع، انظروا ما صنع الله بها وبولدها، فالمؤمن يُحسن الظن بربه والله لا يُضيع أجر من أحسن عملا، لكنه يبتليهم، وكان ابتلاء شديدًا امرأة وحيدة في هذه الأماكن، غريبة في مكان لا زرع فيه ولا ماء، جبال سوداء، ثم بعد ذلك يقع لها هذه الأمور جميعًا.
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ [سورة البقرة:158] والشعائر يجب أن تُعظم وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [سورة الحج:32] فتعظيم الصفا وتعظيم المروة وما بينهما، تعظيم السعي هذا كله من تقوى القلوب، وهذا التعظيم يقتضي أمورًا من التطهير للمكان ومن تعظيمه وتفخيمه وإجلاله، والمهابة التي تكون في القلوب، ومحبة هذه المواضع إضافة إلى التأدب عندها، فلا يدخلها وهو خاوي القلب مشغول بحديث جانبي مع غيره يُضاحكه ويُحادثه، وكأنه جاء إلى سوق، أو إلى نُزهة، أو لربما قطع الوقت في السعي وهو يتحدث بهاتفه، أو لربما يتلفت وينظر إلى النساء الغاديات الرائحات ينظر إلى ما حرم الله من العورات، وهو في مثل هذا المكان فهذا خلاف التعظيم.
وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ [سورة الحج:32] ما هي شعائره؟ منها الصفا والمروة، وما يُعمل هنالك من السعي، ومن هنا لا يجوز لأحد أن يستخف بشيء من هذا، فيقول: هذا السعي لا معنى له، أو يقول: الإسراع ما بين العلمين لا معنى له، أو يسخر ممن يفعل هذا، أو يضحك منهم أو يتندر بالحجاج والمعتمرين والساعين، فهذا لا يُعظم شعائر الله.
وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ [سورة الحج:32] أما الإفساد والإساءة إلى هذه البِقاع فهذا من أعظم الاستخفاف بها والعدوان، والله يقول: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [سورة الحج:25] فعبر هنا بالإرادة التي عدي فعلها يُرد فيه بإلحاد بالباء مما يدل على أن فعل الإرادة هنا مضمن معنى فعل آخر يُعدى بالباء وهو الهم، من يهم مجرد الهم بالإساءة والعدوان الإلحاد بظلم قال: نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ فكيف لو أنه صدر عنه عمل يُسيء إلى بيت الله الحرام، أو إلى من يعمرون هذا البيت من الحجاج والمعتمرين أو المصلين، أو نحو ذلك؟
وهذه الإساءات أنواع منهم من يُباشر ذلك بيده، كما فعل القرامطة قتلوا الناس على الصفا والمروة، وكما يتوعد أحفادهم وأتباعهم، ويوجد في كتبهم من ذلك أشياء أن مهديهم سيقتل الحجيج بين الصفا والمروة، هذا موجود في كتبهم المُعتمدة.
وكذلك أيضًا يدخل في هذا العدوان كل من يؤدي إلى تخويف الناس، أو إعطاء انطباع سيء عن الحرم عن المسعى عن المطاف عن بيت الله الحرام ويدخل في هذه الصور الظالمة الآثمة لمشاهد تنفر منها النفوس من أمور تقع بقدر الله -تبارك وتعالى- قد لا يكون للناس يد فيها، فتصور وتُنشر، ولربما تُغير هذه الصور ويُجرى عليها بعض التزويق وتصور على أنها أحداث جديدة كأنها أشياء متجددة حدثت وتُنشر في قنوات سيئة، فهذا كله من العدوان والظلم، وهو خلاف تعظيم شعائر الله، وشعائر الله لا تقبل المتاجرة والمزايدة من أي طرف كان، الجميع يجب عليه أن يخضع، وأن يُعظم.
ثم تأمل قوله -تبارك وتعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا [سورة البقرة:158] هذا دليل على أن غير الحاج والمعتمر لا يتطوع بالسعي؛ لأنه قيده بالحج والعمرة فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا إذًا غير الحاج والمعتمر لو أنه باقي في البيت هل له أن يطوف بين الصفا والمروة سبعة أشواط تطوعًا؟ الجواب: لا، هل يتقرب إلى الله بالسعي في غير النُسك في الحج والعمرة؟ الجواب: لا، لا يُشرع ذلك بخلاف الطواف بالبيت فهو عبادة تابعة للحج والعمرة، وهو عبادة أيضًا مستقلة فقد صح عن النبي ﷺ أن تحية الطواف، والله قال: وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [سورة الحج:26] فذكر الطواف على سبيل الاستقلال، ولم يُربط ذلك بالحج، أو العمرة.
إذًا: التطوع بالسعي لا يُشرع، وقوله -تبارك وتعالى: وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [سورة البقرة:158] حمله بعض أهل العلم على التطوع بالنفقة باعتبار أن الخير يُطلق ويُراد به المال، تطوع خيرًا، يعني: بمال يبذله ونفقة يُنفقها في حجه وسفره على الرفقاء، أو على أهل البيت من المحتاجين والمساكين، أو بالهدي، أو نحو ذلك والواقع أن المعنى أعم من هذا، فالمال وإن قيل له خير وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ [سورة العاديات:8] إلا أن ذلك لا ينحصر به، لكن يمكن أن يدخل في ذلك كما أشرت قبل قليل بحج تطوع وبعمرة تطوع، وبطواف تطوع طواف في البيت، وكذلك بنفقة وصدقة، وسائر أفعال الخيرات، فهذا لكن لا يختص ذلك بالسعي؛ فإن السعي لا تطوع فيه، فيكون قدرًا زائدًا عليه، ولهذا عطفه بالواو إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا يعني: زائدًا على السعي بين الصفا والمروة والنُسك من الحج أو العمرة فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ.
ثم تأمل قوله: وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا طيب من تطوع شرًا بالبدع والمُحدثات؛ فإن الله لا يقبل ذلك، ولا يشكر له عمله ولا سعيه، عنده بدع أعمال بدعية، من أوراد وأعمال ومزاولات من البدع والمحدثات، فهذا لا يقبله الله من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد[1] فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [سورة الكهف:110].
وتأمل أيضًا هذا التوكيد، بقوله: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ [سورة البقرة:158] أوكد بـ "إن" باعتبار أن المخاطبين لديهم شيء من التردد، فاحتاجوا إلى التأكيد، والعرب تؤكد الكلام بالمؤكدات بحسب حال السامع، أو المُخاطب، وما عنده من التردد كما هو معلوم.
وتأمل ختم هذه الآية بهذين الوصفين: فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ فذلك في غاية المناسبة، فهذا التطوع بالخير يتضمن الفعل والقصد والنية، فناسب ذكر الشكر باعتبار الفعل، إذا تصدق، إذا طاف تطوعًا، إذا قدم الهدي، وما إلى ذلك، فالله شاكر عليم، العلم هنا يدخل فيه العلم بالمقاصد والنيات، يعلم قصده ونيته، هل هو يُكاثر يُفاخر، هل هو يتباهى يتكثر بالحج والعمرة؟ يتكثر بالنفقات، بنوع الحملة التي يذهب فيها، الفندق الذي يسكنه، بعض الناس يتباهون حتى في هذه الأشياء، يتباهى في المكان الذي يسكنه، نحن نسكن في المكان الفلاني، سكنا في المكان الفلاني، ثم ماذا؟ العبرة بالقبول، والعمل الذي يكون عليه الإنسان والنية والصدق مع الله مع صحة العمل، وتعجب من أشياء أحيانًا لا تصدقها لا ندري هل هي من باب التركيب والطُرف، أو أنها حقائق؟
أحيانًا نقرأ إعلانًا لا ندري ما حقيقته إعلان من يمكن أن يأتوا مع الإنسان بحسب المواصفات والطلب في الطول والعرض، والهيئة، والجنسية يأتون معه في المناسبة كأنهم رفقاء، وكأنهم بمبالغ مادية على كل شخص بحسب العدد الذي تريد، المباهاة والمفاخرة أصبحت بيع للمُتابعين فيما نسمع في هذه الحسابات في تويتر وغيره، بيع يُباع، هذا تُباع معه القلوب والعقول، والله المستعان، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
- أخرجه مسلم، كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور، رقم: (1718).