السبت 11 / شوّال / 1445 - 20 / أبريل 2024
[123] قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ..} إلى قوله تعالى: {لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
تاريخ النشر: ٢٤ / صفر / ١٤٣٧
التحميل: 1221
مرات الإستماع: 2397

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

يقول الله -تبارك وتعالى- في هذه السورة الكريمة (سورة البقرة): وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [سورة البقرة:163] إلهكم ومعبودكم أيها الناس إله واحد، لا شريك له، في إلهيته، وربوبيته، وأسمائه وصفاته، فلا معبود بحق سواه، وهو الرحمن الرحيم، المتصف بالرحمة، فالرحمن كما يقول الحافظ ابن القيم - رحمه الله - يدل على الصفة التي ترجع إليه، والرحيم يدل على الرحمة الواصلة للعباد[1] وكثير من المفسرين يُفرِّقون بينهما بغير ذلك، فبعضهم يقول: إن الرحمن هو ذو الرحمة العامة، والرحيم هو الرحيم بالمؤمنين وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا [سورة الأحزاب: 43] ولكن جاء وصفه بالرحيم بكل الخلق إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ [سورة البقرة:143] بكل الناس، وعلى كل حال العلماء يقولون: بأن الرحمن أبلغ من الرحيم؛ لأنه معدول به عن نظائره في الوزن والصيغة، وقد مضى الكلام على هذا في البسملة والفاتحة، الرحمن على وزن فعلان، تقول: رحم يرحم فهو رحيم، فهنا قال رحمن، فنظائره أن يُقال: على وزن فعيل، فهنا قال: رحمن، فعُدل به في الوزن، فهذا أبلغ كما يقول ابن جرير -رحمه الله[2] هذا من جهة الصيغة، وهذه الصيغة أيضًا تدل على الامتلاء، كما يُقال: غضبان وشبعان وعطشان، ونحو ذلك، فهي تدل على الامتلاء، فهي أبلغ في الدلالة على صفة الرحمة.

وهذا التعقيب بعد قوله: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [سورة البقرة:163] يدل على انفراده -تبارك وتعالى- بإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، ولكنه أكد ذلك بقوله: إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [سورة البقرة:163] وهذه أقوى صيغة من صيغ الحصر على الإطلاق، والحصر في اللغة العربية هي النفي والاستثناء لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يعني: لا معبود بحق سواه، فجاءت بها كلمة التوحيد، وجاء ذلك بعد قوله: إِلَهٌ وَاحِدٌ زيادة في توكيد هذا المعنى الذي هو أصل الأصول، وهو مبنى الاعتقاد وأساسه، وهو أول واجب على المُكلف، وهو توحيد الله -تبارك وتعالى- وهو آخر ما يُخرج به من الدنيا، من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة[3] وهو مفتاح الجنة، والله -تبارك وتعالى- يقول: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [سورة فاطر:10].

ومن المعاني الصحيحة التي ذُكرت فيه: أن الكلم الطيب يرفع العمل الصالح، فلا إله إلا الله يرتفع بها العمل، فمن دونها لا تُقبل الأعمال، وبها يعصم المرء دمه وماله، فهي أول دعوة الرسل -عليهم الصلاة والسلام أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [سورة المؤمنون:32] فجميع الرسل أرسلهم الله -تبارك وتعالى- يدعون الناس إلى هذه الكلمة، فهي أعظم كلمة، وأصدق كلمة، فلا شك أن مثل هذا يستحق التوكيد والتوثيق والتكرار والإعادة؛ لما في ضمنه من الأهمية، أهم كلمة وأجل كلمة فجاء بهذه المؤكدات الدالة على حصر الإلهية به نصًّا بعد نص.

وقال الله -تبارك وتعالى- بعد ذلك: الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ فهذا المعبود، وهذا الإله الذي نعبده، موصوف بالرحمة العظيمة الواسعة، التي وسعت كل شيء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ [سورة الأعراف:156] وقد استوى على أوسع المخلوقات، بأوسع الصفات الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [سورة طه:5] فالله -تبارك وتعالى- رحيم بعباده، لا يخلو العبد في حال من أحواله من رحمة وألطاف من الله، ومهما حول العبد نظره فإنه يرى آثار هذه الرحمة، وقد قال بعض السلف: إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك، فأغمض عينيك، فكل ما بنا من خير وألطاف فهو من رحمته.

فهذا التعقيب بعد ذكر الإلهية يُفيد أن هذا المعبود رحيم بعباده؛ وذلك يجذب النفوس إلى عباده، فتُحبه، وتألهه القلوب، وكون القلوب تألهه، فإن هذا يتضمن المحبة والتعظيم والإجلال، والذل له  فالعلاقة بين العبد والرب ليست علاقة خوف، وليست مجرد علاقة تعظيم، بل هو خوف وتعظيم وإجلال ومحبة ورجاء، فإذا تعرّف الله -تبارك وتعالى- لعبده بأنه هو الرحمن الرحيم، فذلك يستدعي محبتهم من جهة، ويستدعي رجاءهم، وأن هذا الرحيم لا يقنطون ولا ييئسون من رحمته، مهما تعاظمت ذنوبهم، فرحمته -تبارك وتعالى- أوسع، وإذا وقع بهم المكروه تذكروا أنه الرحيم، مهما كانت رحمة الإنسان بأهله أو ولده، فإن الله -تبارك وتعالى- أرحم بهم منه، وأرحم من الوالدة بولدها، وما ظنكم برحمة الوالدة بولدها؟!

فحينما يمس الإنسان الضر، أو يقع له بلية ومصيبة ومكروه، يتذكر أنها جاءت من أرحم الراحمين، أرحم به من نفسه، وأرحم به من أهله وآبائه، وأمه، ومن أرحم الناس به، جاءت من الرحمن الرحيم، فإذا عرف هذا اطمئن، وسكنت نفسه، وعلم أن الله -تبارك وتعالى- لم يُرسل ذلك إليه ليكسره ويُهلكه، وإنما أرسل ذلك إليه ليرفعه وليُمحصه وليُطيبه وليُخلصه من الأكدار، فيصل إلى المنازل والدرجات العالية، التي لو اطلع عليها لعرف أن ذلك من النِعم التي ساقها الله إليه، هكذا تكون العلاقة بين العبد وربه، علاقة عبادة ومحبة وتعظيم وخوف ورجاء وإجلال، فيتوكل عليه، ويثق به، ويحسن ظنه بربه ، وتقدست أسمائه.

ثم قال الله -تبارك وتعالى- في بيان دلائل وحدانيته وقدرته وعظمته إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [سورة البقرة:164] إن في خلق السماوات بارتفاعها واتساعها، والأرض بجبالها وسهولها ووهادها وبحارها وأنهارها وأشجارها، وفي اختلاف الليل والنهار من الطول والقِصر والظلمة والنور، والتعاقب، وهكذا أيضًا هذه المراكب البحرية السُفن الجارية في البحر كالجبال، تطفو على ماء البحر، وتجري فيه، وتنقل الناس والأثقال من أمتعتهم وتجاراتهم، وما إلى ذلك، فكل هذا آيات من الله -تبارك وتعالى- تدل على وحدانية الله وقدرته وعظمته.

وهكذا هذا الماء النازل من السماء، الذي تحصل به الحياة فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا [سورة البقرة:164] فتتحول إلى لون آخر، تأخذ زينتها وحُلتها، وتكون بمنظر بهيج، بعد أن كانت قفرًا يابسة مُمحلة، لا نبات فيها، فتتحول إلى مروج وأنهار.

وهكذا أيضًا ما نشر فيها من أنواع الدواب وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ [سورة البقرة:164] بأنواع الدواب الكبار والصغار، وكل ما يدب على ظهرها، مما تُشاهده العيون، وما يخفى عليها، وهكذا أيضًا هذه الرياح في تصريفها وتوجيهها، فمنها ما يكون من قِبل المشرق، ومنها ما يكون من قِبل المغرب، ومنها ما يكون من قِبل الشمال، ومنها ما يكون من قِبل الجنوب، وما بين ذلك من الجهات.

وهكذا أيضًا في أنواع هبوبها، فمنها ما يكون عاصفًا، ومنها ما يكون لينًا، ومنها ما يأتي للعذاب، ومنها ما يأتي لتلقيح الثمار والأشجار، ومنها ما يسوق المطر والسحاب إلى غير ذلك، وهذا السحاب المُسخر بين السماء والأرض كالجبال، يجري إلى حيث شاء الله -تبارك وتعالى- كل ذلك آيات ودلائل وعلامات تدل على وحدانيته -تبارك وتعالى- وأنه يُسير هذه الأكوان والمخلوقات العِظام تسييرًا دقيقًا، يُنبأ عن علم دقيق مُحيط، وعن قدرة كاملة تامة، فمن الذي يستطيع أن يُسير شيئًا من ذلك، ولو اجتمع من بأقطارها، من الذي يستطيع؟!

فالله -تبارك وتعالى- على كل شيء قدير، فهذه آيات لقوم يعقلون، هؤلاء هم أصحاب العقول الكاملة حقيقة، أما الذي لا يعقل ذلك عن الله، ولا تدله هذه المخلوقات، وما يجري فيها من التصريف على وحدانية الله فإن ذلك لا يعقل، وإن كان من ذوي العلوم والمعارف الطبيعية، ومن أهل الاختصاص بهذه الجوانب إلا أن هذه العلوم لا تنفع؛ لأنها لم تدل صاحبها على الله -تبارك وتعالى- فالعلم شيء، والعقل شيء آخر، فالله -تبارك وتعالى- جعل ذلك آيات لقوم يعقلون، وفي الآية الأخرى في سورة آل عمران: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ ۝ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [سورة آل عمران:190، 191] فهؤلاء هم أولو الألباب، لكن الذي لا يعرف ربه، ولا يذكر ربه، فهذا ليس من أولي الألباب، ولا يوصف بأنه من ذوي العقول الراجحات، وإن كان لديه علم.

يقول الله -تبارك وتعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ [سورة البقرة:164] الآية، فهذه المخلوقات - أيها الأحبة - كما تفكر فيها العبد، وتبصر ونظر وتغلغل فكره، وازداد تأمله فيها، وفي دقتها وصنعتها، وما أودع الله -تبارك وتعالى- فيها من العجائب والغرائب والحِكم الباهرة، فإنه يعلم أنها ما خُلقت عبثًا، أنها خُلقت بالحق وللحق، فالله لم يخلق هذه الأكوان لعبًا، وقد نزّه نفسه -تبارك وتعالى- عن ذلك وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ [سورة الدخان:38].

ولهذا صرح -تبارك وتعالى- أنه خلق ذلك خلقًا مُتلبسًا بالحق، فهذه صحائف آيات يقرأها ذوو العقول الكاملة، وهي دلائل لولا الإلف لما انقضى عجب الإنسان منها، ولكن لما كانت هذه المشاهد مكرورة ومألوفة لدى الإنسان ربما لا يُلفت نظر الكثيرين، ولا يتفكرون فيها، وقد قال النبي ﷺ في آية آل عمران: ويل لمن قرأها ولم يتفكر[4] أو كما قال -عليه الصلاة والسلام- ولو كان القلب وقادًا حيًا لصار الإنسان لا ينقضي عجبه، ولا يتوقف فكره من النظر، والتأمل فيها؛ ولذلك نجد أن الإنسان حينما يُشاهد بعض الأمور لأول وهلة بصورة مُكبرة مما لا تراه العيون المُجردة يندهش، وحينما يرى بعض الكائنات في قعر البحار لأول مرة يندهش، ويبقى مُسبحًا لله إن كان من ذوي الإلباب، وهكذا حينما يرى بعض المشاهد من جبال غريبة لأول مرة يُشاهدها، وهكذا حينما يرى بعض الكائنات العجيبة، فإنه يبقى متفكرًا مُعتبرًا يقف أمامها طويلاً ينظر، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يُشاهدونها منذ خروجهم إلى الدنيا لا تُلفت أنظارهم.

وتأمل هذا التوكيد في قوله: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ [سورة البقرة:164] فهذا للاهتمام بهذا الخبر، ولفت الأنظار إليه، فهو أمر جدير بالعناية.

وهكذا لو نظرنا إلى هذا الترتيب في هذا السياق بين هذه المذكورات، فالله -تبارك وتعالى- بدأ أولاً بخلق السماوات والأرض، فهي أعظم هذه الأجرام، ثم ذكر بعد ذلك ما نشأ عن العالم العلوي إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ثم بعد ذلك ذكر ما نشأ عن العالم السُفلي وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ ثم جاء بعد ذلك بالمُشترك وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ثم ختم ذلك بما لا تتم النعمة إلا به.

ويُؤخذ أيضًا من قوله -تبارك وتعالى: وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ [سورة البقرة:164] الفلك تجري في البحر، فوصفها بذلك، وبصيغة المضارع (تجري) كأنك تشاهد هذا المشهد، فلم يقل: والفلك، أو والفلك التي في البحر، وإنما قال: التي تجري في البحر، فكأنك تشاهد هذه الفلك وهي تمخر عذاب البحر، وهذا أمر أيضًا يتجدد حينًا بعد حين، ووقتًا بعد وقت، ويتكرر على مدى الأزمان والدهور.

وهكذا أيضًا في قوله -تبارك وتعالى: وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ [سورة البقرة:164] فهذا آية بثقلها وضخامتها، فالله شبهها بالأعلام، يعني الجبال، وكذلك تصريف الرياح من حيث الأنواع والجهات، وهكذا أيضًا في أوصافها من جهة لينها وعدمه، أو ما جاءت له من النصر، أو العذاب، أو الريح العقيم لَآيَاتٍ [سورة البقرة:164] جاءت الآيات مُنكرة للتفخيم والتعظيم كمًا وكيفًا، فهي آيات عظيمة كثيرة، لكن لمن يعقل، فهذا هو العلم الذي ينفع، وهو العلم الذي يدل على الله -تبارك وتعالى- وهذا هو العقل الذي ينفع، وهو العقل الذي يعقل به صاحبه عن الله، فيعتبر بكل ما حوله، ويتفكر فيما يُشاهده ويراه، ولا يكون هذا العقل مُعطلاً عن أهم المُهمات، ولكنه يتوجه إلى ما دون ذلك، كما هو حال الكثيرين، ربما يكون العقل عند الإنسان هو عقل معيشي، والعقل المعيشي هو الذي يوجه إلى تحصيل المعايش التي ضمنها الله لعباده، لكن العقل الذي يعقل به عن ربه، فهذا هو العقل الذي ينفعه، أما العقل المعيشي فهذا يستوي فيها مع البهائم، فهي لها عقل معيشي، تبحث عن أقواتها، ومقومات وجودها، وقد هادها الله لذلك كله، فالله هو الذي قدر فهدى.

نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين، والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

  1. بدائع الفوائد (1/ 24).
  2.  تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (1/ 126).
  3. أخرجه أبو داود في كتاب الجنائز، باب في التلقين برقم: (3116) وصححه الألباني.
  4.  أخرجه ابن حبان برقم: (620) وحسنه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (2/ 84).

مواد ذات صلة