السبت 14 / جمادى الأولى / 1446 - 16 / نوفمبر 2024
(211) قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ ..} الآية:258
تاريخ النشر: ٢١ / رجب / ١٤٣٧
التحميل: 1169
مرات الإستماع: 2028

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فيقول الله -تبارك وتعالى- في هذه السورة الكريمة سورة البقرة: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [سورة البقرة:258].

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ، هل رأيت أعجب من حال هذا الذي حاج إبراهيم في توحيد الله -تبارك وتعالى- وربوبيته وذلك لأن الله -تبارك وتعالى- قد أعطاه الملك فكان ذلك سببًا لكبريائه وأنفه وجحده لربه وموليه هذه النِعم، فهذا الجبار قال له إبراهيم : رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ، هو الذي يملك الإحياء والإماتة، هو الذي يسلب الحياة وهو الذي يعطيها فهو المتفرد بذلك وحده، هذا المُكابر قال: أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ.

من أهل العلم من يقول بأنه ادعى ذلك حقيقة، الإحياء والإماتة باعتبار أنه يملكها؛ ولهذا انتقل معه إبراهيم إلى أمر لا يمكن معه المُكابرة فقال: فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ، إذا كان حقًا ما تقول أنك تحيي وتميت فيكون هذا أعني قوله: رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ كالمقدمة لما بعده من قوله: فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ على قول طائفة من أهل العلم وهو اختيار الحافظ ابن القيم -رحمه الله[1].

كثير من المفسرين يقولون بأن قوله: أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ، يعني: أنه يأتي إلى من أراد قتله فيُعتق هذا المحكوم عليه بالقتل، ويأتي إلى آخر فيقتله، فهذه الإحياء والإماتة وهذه ليست بإحياء وإماتة حقيقية، وبعض أهل العلم يقولون: هذا مراده، وكان ذلك أيضًا على سبيل المكابرة والجدل الباطل، فإبراهيم انتقل معه إلى أمر لا يمكن معه المكابرة فقال: فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ، إن ربي الذي أعبده هو الذي يأتي بالشمس من مشرقها فأتِ بها من الناحية الأخرى من المغرب إن كنت تزعم أنك تتصرف وتدبر في هذا الكون، هل تستطيع تغيير هذه السنة الإلهية؟! فتحير هذا الكافر وانقطعت حجته كما هو الشأن بالنسبة للظالمين.

وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [سورة البقرة:258]، لا يهديهم لحجة، ولا يهديهم للحق والإيمان، وهنا سؤال يرد يذكره أهل العلم وهو أن كثيرًا من الظالمين هداهم الله فآمنوا، وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، كثير من الكافرين هداهم الله فآمنوا، المقصود بذلك ومحمله أن الله لا يهدي القوم الظالمين حال ظلمهم وحال الإصرار على هذا الظلم، لا يهدي القوم الكافرين المصرين على الكفر، كما قال الله -تبارك وتعالى: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ [سورة الصف:5]، فالجزاء من جنس العمل، قال: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ۝ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ۝ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ۝ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ۝ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [سورة الليل: 5-10]، فهذا من كمال عدله -تبارك وتعالى.

يؤخذ من هذه الآية الكريمة من الهدايات والمعاني والفوائد أن المحاجة لإبطال الباطل وإحقاق الحق هذا من مقامات الرسل -عليهم الصلاة والسلام.

فهذه الآية: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ، فالله -تبارك وتعالى- قص على رسوله على نبيه ﷺ خبر ذلك بأشرف كتاب وكان المحاج هو أبو الأنبياء وإمام الحنفاء إبراهيم ، فمسألة الجدال والمحاجة هذه حالة عارضة ليست هي الأصل، ولهذا قال الله -تبارك وتعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ [سورة النحل:125]، فهذا هو الطريق، فقال: ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة، يكون مستصحبًا للحكمة وهي وضع الشيء في موضعه، يتكلم في المقام الذي يناسب فيه الكلام، ويتكلم مع كل طائفة بما يصلح لمثلها، والموعظة الحسنة، وقيدها بالحسنة ولم يقيد الحكمة؛ لأن الحكمة تكون حسنة دائمًا لا تحتاج إلى تقييد، لا يقال: حكمة حسنة، لكن الموعظة قد تكون بالتي هي أخشن، قد تكون الموعظة قاسية، وقد تكون جارحة، لا، الواجب أن تكون الموعظة حسنة.

وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ يعظ بكلام لا يجرح، بكلام طيب مُحبب إلى النفوس تقبله ويستميلها إلى الحق، وفي المجادلة لم يقل: والمجادلة الحسنة، مثل ما قال والموعظة الحسنة، ما قال والمجادلة الحسنة، قال: وَجَادِلْهُمْ [سورة النحل:125] فجاء بالفعل، هنا: بِالْحِكْمَةِ اسم، والموعظة اسم، وقيد الموعظة بالحسنة، في المجادلة قال والمجادلة ما جاء بالاسم، وإنما قال: وَجَادِلْهُمْ، فتغير الأسلوب، فيُفهم من هذا مثل ما ذكره أهل العلم أن التعبير بالفعل بالنسبة للمجادلة أنها حالة استثنائية هي ليست الأصل إنما هذه يُحتاج إليها مع من عنده شيء من الشبهات، عنده موانع صوارف من شُبه تحتاج إلى تجلية، تحتاج إلى مناقشة وإلا فالمجادلة يكون معها من حضور النفس ما يجعل ذلك في الغالب سببًا للتصلب والتعصب للرأي والاعتقاد والمذهب، ولهذا ذكر بعض أهل العلم -ابن قدامة[2] على سبيل المثال- ما يحصل من حضور النفوس، مجادلات بين فقهاء، يقول: فتحمر الوجوه، ولربما يدنوا هذا إلى هذا أثناء المجادلة، ولربما جذب لحيته، ولربما قذفه في عرضه من شدة احتدام النفوس.

فقال هنا: وَجَادِلْهُمْ، ولم يقل: مجادلة حسنة، قال: بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [سورة النحل:125] فالمجادلة تحتاج إلى الأحسن، بالتي هي الأحسن، لعل ذلك يكون سببًا للقبول، ولذلك فإن من يُجادل الناس ويُناظر ويخرج في القنوات أو في مواقع فيها مناظرات أو نحو ذلك ينبغي أن يتحرى مثل هذا الأسلوب، القضية ليست محتملة للاستفزاز واستخدام العبارات العنيفة وإنما إن كان المقصود هداية هؤلاء الناس فيتكلم بألطف عبارة، ويبحث دائمًا عن الأحسن، الأحسن من الأساليب والعبارات وهكذا، فهذا إن كان لذلك فهو من مقامات الرسل، وإلا كثير من المجادلات والمناظرات قد يُقصد بها إبطال الحق أو تقرير الباطل، أو يكون الجدل من أجل الجدل.

من الناس من عنده هواية يُجادل من أجل كل شيء فهذا مذموم، ولذلك لا تكاد تُذكر المجادلة في القرآن إلا على سبيل الذم، وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ [سورة غافر:5]، يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ [سورة الأنفال:6]، ونحو ذلك، إلا في مواضع قليلة مقيدة: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [سورة النحل:125]، وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [سورة العنكبوت:46]، فهي حالة عارضة، وهذه الآية في مجادلة إبراهيم لهذا الرجل الجبار دليل أيضًا على جواز المحاجة والمجادلة إذا كان ذلك يُقصد به إحقاق الحق وإبطال الباطل.

وكذلك أيضًا: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ، هذه حالة تقتضي التعجب، ولذلك تعجب الله نبيه ﷺ من حال هذا الرجل، أَلَمْ تَرَ، فجاء بهمزة الاستفهام، ثم "لم" التي تدل على النفي فدخلت عليها همزة الاستفهام فهذا حال عجيب، وذلك أن الرجل أعطاه الله الملك فكان ذلك سببًا لجحوده ومكابرته ومجادلته في ربه -تبارك وتعالى، فهذا قد يدل وقد يُفهم منه أن النِعمة أحيانًا قد تكون سببًا للطغيان كما قال الله -تبارك وتعالى: كَلَّا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى ۝ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى [سورة العلق:6، 7].

لذلك قد يُمنع العبد من بعض النِعم، قد يُمنع من الغنى، قد يُمنع من ولاية أو منصب أو نحو ذلك فيكون ذلك خيرًا له، فلا ينبغي له أن يجزع وأن يتسخط حينما يرى الآخرين يصعدون، أو حينما يرى الآخرين يملكون فإن الله قد صرفه عن أمر قد يكون فيه عطبه، هذا المال الذي قد يحصل له، هذه الرتبة التي قد تحصل له قد توقعه في شيء من الطغيان والتنكر للحق والكِبر ولربما التنكر لأقرب الناس إليه، فكم من امرأة تقول: تزوجته وهو طالب لا يملك إلا مكافأة في الكلية وصبرت سنين طويلة حتى تخرج، ثم بعد ذلك واصل دراسته، ثم بعد ذلك صار يعمل شيئًا فشيئًا حتى صار غنيًا، ثم بعد ذلك أنكرني ولا يراني شيئًا البتة، وتزوج عليها بعد ذلك، هي ليست القضية في الزواج لكن القضية في النكران، أنه يحتقر هذه المرأة ويُعيرها أنها غير متعلمة، وأنها جاهلة، ونحو ذلك وهي التي صبرت عليه وقبلت به وهو طالب على مقاعد الدراسة، فالإنسان أحيانًا يترفع يتكبر.

ولهذا ذكر ابن القيم -رحمه الله- شيئًا عن سُكر الرئاسة يقول: "قد يتولى الإنسان ولاية فيتنكر لأقرب الناس إليه يتنكر لأصحابه، يتغير عليهم تمامًا، فيستغربون هذا ويعجبون، يقول: بينما لو شرب المُسكر فتغير بسببه لا يعجبون، يقول: فسُكر الرئاسة أعظم من سُكر الخمر"[3]، إلا من هداه الله ووفقه وصرف عنه دواعي الشر.

فهذه الآية: أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ [سورة البقرة:258]، يعني: بسبب أن الله -تعالى- آتاه الملك صار بهذه المثابة والمكابرة والإنسان قد يسوق الله إليه ما يكسره ويذكره بربه -تبارك وتعالى؛ لئلا يحصل له مثل هذا الطغيان، يعني: يحصل له مثل هذا الشيء من الحاجة والفقر، يصيبه المرض ونحو ذلك فيتذكر ربه ويقترب منه ويناجيه ويدعوه ويرق قلبه، لكن إذا كان في عافية وغنى فإن ذلك مظنة لكثير من الغفلة فيحتاج إلى شيء من التذكير بين حين وآخر فيسوق الله له بلية مصيبة ألم مرض يمرض ولده تمرض زوجته تمرض بنته يصيبه شيء من الخسارة في التجارة ونحو ذلك فيتذكر الضعف والحاجة إلى الله، والفقر إليه، فيبدأ يدعوه، يبدأ يحافظ على صلاته، يحافظ على عبادته، يحافظ على علاقته بالله -تبارك وتعالى.

فهذه المحن التي تقع للناس هي منح من الله تردهم إليه، ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، لكن الله يُدني عبده، يذكره ويكون ذلك أيضًا تطهيرًا لخطاياه وسيئاته.

ويؤخذ من هذه الآية: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ [سورة البقرة:258]، الله -تبارك وتعالى- حينما يذكر هذه المحاجة والمناظرة هذا تعليم من الله أيضًا لعباده، طُرق المحاجة وقطع المخالف والمنازع والخصم بأقرب طريق، يعني: لاحظ هنا ما احتاجت المناظرة إلى كلام طويل ومجالس طويلة وإنما بجملتين وانقطع هذا الجبار.

فهذا تعليم من الله ، فتعلم طُرق الحجاج هذا لا إشكال فيه، وهذا علم معروف، وألف فيه العلماء مؤلفات في آداب الجدل والمناظرة والمحاجة بأسماء متنوعة لكنها ترجع إلى حقيقة واحدة، آداب البحث والمناظرة أحيانًا يسمونه كما صنف الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- ذلك في جزأين صغيرين لطلاب كلية الدعوة وأصول الدين في الجامعة الإسلامية آنذاك، وكان تأليفه بإشراف سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- حينما كان رئيسًا للجامعة الإسلامية، وكان الشيخ محمد الأمين -رحمه الله- يُدرس فيها، فكان الشيخ محمد الأمين -رحمه الله- يقول: لابد لهؤلاء الطلاب في قسم الدعوة من معرفة طرق المناظرة، وكان الشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- يتخوف أن يدخل في ذلك علوم المنطق، والسلف حذروا من هذا العلم، فكان الشيخ -رحمه الله- يقترح الشيخ محمد الأمين أن يكتب وأن يعرض على سماحة الشيخ عبد العزيز -رحمه الله- ما كتب فإن ارتضاه دُرس، عرض عليه ذلك ثم صار ذلك يُدرس وهو مطبوع متداول هذا الكتاب.

ومن أجمع الكتب في هذا الباب كتاب منهج الجدل والمناظرة في مجلدين كبيرين وهو كتاب حافل جيد جمع فأوعى، وكتاب نظيف كتبه مؤلف على عقيدة صحيحة وهو رسالة دكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود، كتاب جيد للغاية، حافل إذا قرأته قد لا تحتاج إلى قراءة غيره، "منهج الجدل والمناظرة"، كتاب جيد حافل جامع، وذكرت فيه عيون المناظرات، يعني: وقائع وأمثلة في مناظرات وقعت عبر التاريخ، ذكرها جميلة ومفيدة.

والشيخ عبد الرحمن ابن سعدي -رحمه الله- في آخر كتابه الفتاوى، هناك فيه مناظرات ذكرها يعني بين المستعين بالله والمهتدي بالله مثلاً فتأتي مسألة فقهية هل الماء ينقسم إلى ثلاثة أقسام أو إلى قسمين؟ فيقول المستعين بالله: كذا، ويقول المهتدي بالله: كذا، يعلمهم طريقة المناظرة والمحاجة والمجادلة، فهذا يُحتاج إليه فقد يكون الإنسان من أوعية العلم لكن لا بصر له في المناظرة هي مهارة، فلابد من تعلم ذلك.

ويوجد في هذا العصر من المناظرين في النصارى يوجد كتاب "منهج القرآن في الحوار مع النصارى" الشيخ أحمد ديدات -رحمه الله- كان في ذلك في غاية الحِذق والبراعة، وبعده الآن يوجد أحد كِبار المناظرين من القارة الهندية، وهو الدكتور هو طبيب اسمه أحمد نايك هذا جيد للغاية في المناظرة، وأيضًا هو يعرض ما يقدمه وما يُناظر فيه وما يُجادل فيه على متخصصين في العلوم الشرعية من أهل الحديث في القارة الهندية، يعني: عنده لجنة مستشارين من أهل الحديث بحيث تكون على عقيدة صحيحة، وجادة صحيحة، ومنهج صحيح، له مناظرات موجودة في الشبكة يمكن الاطلاع عليها مُبهرة، يعني: مناظرة خاصة مثلاً في الرياضيات في الكتاب المقدس كما يسمونه في جامعة من الجامعات الغربية تجد هؤلاء في صدمة يذكر لهم الأعداد ويحفظها حفظًا دقيقًا ولا يحمل معه ورقة، فسألته عن ذلك كيف هذا الاستحضار؟ فقال: هذا سهل، هذا يكون بدراسة يقول: نقيم فيه دورات، فهو علم يُتعلم، فقد يكون الإنسان حاذقًا في أبواب العلم ولكنه لا يُحسن المناظرة بمجرد ما يخرج مناظرة مع أحد ينقطع، وبعض الناس على باطل ولو أردت أن يُقنعك أن هذه السارية من ذهب لفعل، وهذا أيضًا له اشتراطات وله متطلبات وله آداب، ومن تناظر، ومن الذي يُناظر، وماذا تكون المناظرة، ليس ذلك لكل أحد.

أسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين -والله أعلم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

  1. انظر: مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (2/ 203).
  2. لم أقف عليه.
  3. روضة المحبين ونزهة المشتاقين (ص: 153).

مواد ذات صلة