الخميس 19 / جمادى الأولى / 1446 - 21 / نوفمبر 2024
(٥) كيف يكون التعامل بين الزوجين
تاريخ النشر: ٢٧ / جمادى الآخرة / ١٤٣٠
التحميل: 3156
مرات الإستماع: 5378

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فالذي أقوله وأذكر به المرأة: هو أن هذا الرجل قد اصطفاكِ على نساء العالمين، اختاركِ من بين ملايين النساء، حينما نذهب إلى الجامعات، كليات البنات، نذهب إلى العمرة، نذهب إلى المطار، نذهب إلى أي مكان؛ لربما نجد أن غالب من نواجههم ونراهم هم النساء، تجد أعداد هائلة تتوجه إلى الحرم وفي مصاعد الفنادق، والرجل لربما يبقى مدة طويلة ينتظر متى يتسنى له الذهاب والمجيء إلى حيث يريد، وإذا نظرت إلى أعداد الطالبات في الكليات على سبيل المثال تجد أن ذلك يفوت الحصر، فهذا الرجل قد اختاركِ على هؤلاء جميعاً، واصطفاكِ من بينهن فيجب أن تقدري هذا الاختيار وأن تحفظي له ذلك، وأن تكوني عند حسن ظنه، إن لم تستطيعي أن تكوني أفضل مما يظن فلا أقل من أن تكوني عند حسن الظن كما يظن، فما الذي يضر المرأة أن تتجمل بالقول والعمل وأن تبقى حافظة للود؛ فإذا عرفت وقت مجيئه من عمله أو من أشغاله أو نحو ذلك تهيأت للقائه، واستقبلته أحسن استقبال، وتركت ما بيدها وهشت وبشت، وأخذت ما بيده وأخذت بيده فأجلسته، ما الذي يمنعها من هذا، فتجلس بجواره وتواسيه وتسليه، هذه الأمور تؤثر غاية التأثير والإحسان يأسر النفوس أسراً.

والمرأة مع ضعفها إلا أنها تستطيع أن تأسر الزوج أسراً لا فكاك معه وذلك بحسن تبعلها، فتتكلم معه بالكلام الذي يطرب له قلبه، وأما إذا كانت المرأة لا تبالي به دخل أو خرج لربما يستيقظ ويذهب لعمله وهي نائمة، وإذا سألها ربما لا يسأل الكريم قالت: ما تعودت، ما تعودت أن تستيقظ وتقوم على شؤون الزوج ثم تنام، ولربما يأتي من عمله في غاية الإرهاق والتعب ودخوله كخروجه لا فرق، كأنه دخل أصغر الأولاد، ولا حشمة ترفع صوتها بحضرته وهذا لا يليق، وإنما تكون في حال رضية وإلا فالنتيجة نتيجة التبذل باللباس والتفريط والتضييع في الحقوق، أنا أخبركم عنها مما أعرفه من مشاعر الرجال، ومما أسمع منهم كثيراً يبقى يضرب أخماس بأسداس في التفكير بأمور أخرى، فقد يجلس يحرك يديه ويكلم نفسه لماذا؟! وبماذا؟! وهي لا تدري، ويندب حظه ويتأسف ولربما تأتيه بعض الرسائل بالخطأ من بعض الزوجات لأزواجهن ضغطت على الرقم المجاور مخزن فتأتي الرسالة بالخطأ أحياناً من امرأة تقول كلمات لا أستطيع أن أقولها الآن في غاية التبعل، تقولها لزوجها لا تنسى وتمر وتحضر الشيء الفلاني مما تحتاج إليه يعني من المشتريات يا كذا يا كذا عبارات وهو ما سمع بها قط هذا الزوج المسكين، فتأتيه هذه الرسالة فينظر ويفحص ويقلب في ناس يقولون في زوجة تقول لزوجها مثل: هذا الكلام الذي في غاية العذوبة واللطف ولماذا نحن في هذا الحرمان؟ فيبقى في أسى، فيبقى يفكر ما هو المخرج ما هو الحل يبدأ يفكر بالثانية صباح مساء، وكيف سيكون الوضع هل سيضعها في نفس البيت، أو ستكون بديلاً عند الأولى، أو سيضعها في بيت آخر، أو سيضعها في مدينة أخرى، أو سيكون زواج ما يسمى بالمسيار، أو يكون يسافر كما يفعل كثيرون خلسة ويتزوج في أسبوع، وهذا زواج ينبغي الحذر منه، أنا لا أبرر هذا لكن أقول هذا الذي يعتلج في أذهان الكثيرين، أنا أوصف ما يجري، لا يعني هذا إقرار مثل هذه الممارسات لكن هذه النتيجة يذهب ويتزوج من غير تبعات، فالعاقلة ينبغي أن تعرف كيف تصل إلى قلب زوجها بحسن الكلام، وحسن الفعال، تعرف وقت مجيئه ووقت ذهابه، وإذا كلمته أو أرسلت له رسالة تكون بأحسن ما يكون من التبعل، وتعرف الوقت الذي يذهب فيه إلى نومه وفراشه، والوقت الذي يستيقظ فيه، وتظهر له تعظيماً واحتراماً ومهابة وحشمة أنا لا أخرج وأنت موجود، أنا لا أزور أحد وأنت موجود، أنت اليوم صائم لا يمكن أنا أذهب حتى لو أعددت لك إفطارك أجلس عندك قد تحتاج شيء، اذهبي ما يحتاج، لا ما أذهب كيف أذهب وأنت موجود، النساء الأوائل الأمهات الأوائل القديمات تعامل الزوج بمعاملة شبيهة بما ذكرت الآن من الحشمة، ويوجد ممن وفقه الله ممن قد تفعل هذا، لكن نساء الجيل السابق لربما ترتعش إذا استيقظ قبلها ولم تهيأ له ما يحتاج إليه، تنتفض لا خوفاً، وإنما مهابة وارتباكاً وأنها قد تتحدث مع أمها أو مع أختها أو مع صاحبتها تقول: اليوم أنا ما أستطيع أن أزوركم؛ لأنه موجود أبو فلان، ولا تناديه باسمه وإنما في أقل الأحوال أن تناديه بكنيته، بأقل الأحوال، وإلا يمكن أن تناديه بما هو ألطف من هذا أيضاً، فإن فعلت ذلك فإنها تأسر قلبه، وهذا الكلام الذي أذكره من غير مبالغة، يعني: هذه ليست مبالغات، أنا أعرف حالات أخرى الزوج يطالب فيها المرأة بعنت كالذي يغضب ويهجر بسبب أنها لربما جاء في ساعة متأخرة ووجدها نائمة، ولماذا تطالبها بمثل هذه المطالب الصعبة، لا يمكن أن يقبل بحال من الأحوال أن يأتي في أي ساعة وهي نائمة، هذا غلط، ويوجد من لا يفتح الباب ومعه مفتاح الباب الخارجي تنزل حتى تأتي هي لتفتح له الباب وتأخذ بيده وتصعد معه، هذا موجود، وأعرف من هم بهذه المثابة، هذا خطأ وهذه مبالغة، لا يمكن أن يستمر الإنسان على مثل هذه الحال، لكن نحن نتكلم في أمور لا تكلف شيئاً، ما الذي يكلف المرأة شيئاً إذا قالت الكلام الجميل، ونادته بعبارة لطيفة بدل مما تناديه باسمه مثلاً كأنه أحد الأولاد، أو ترفع صوتها في حضرته، أو يأتي البيت غير مهيأ ولا نظيف، هذا غلط.

وأما تبذلها في نفسها فإن هذا من أعظم الدواعي التي تجعل الرجل يفكر طويلاً في كل يوم في البدائل، إذا أراد النساء أن يعرفوا فهذه هي الحقيقية الكبرى التي تعتلج في نفوس الرجال، لابد أن يفهمها النساء ويدركوا هذا المعنى فإذا اكتوت، والكي هو أن يتزوج عليها عند ذلك تحولت إلى حال من المراهقة تحولت حياتها في التزين والتجمل وتصبيغ الشعر والعدسات الملونة وأمور وقضت أوقاتها أمام المرآة، أين هذا التزين وهذا التجمل قبل ذلك! فمن البداية باعتدال، فهذه قضية تحتاج المرأة أن تتفطن لها.

وأما الرجل فينبغي أن يتذكر بعض المعاني التي جاءت عن المعصوم ﷺ فإن ذلك ينفعه بإذن الله في حياته وتعاملاته مع أهله، الرجل حينما يتذكر بعض الأشياء دائماً أن المرأة خلقت من ضِلع، وأن أعوج الشيء في الضِلع أعلاه، وأنك إن أردت تقيمها كسرته[1]، يتذكر هذا المعنى معناها مهما بلغت سيبقى هذا الوصف ملازماً إذاً لا تطلب امرأة كاملة، ثم انظر أنت إلى نقصك أيضاً، ولهذا قال ابن عباس في قوله -تبارك وتعالى:  وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ  [البقرة:228]، قال: "ما أحب أن أستوفي حقي منها"[2]، ففسر الدرجة بالإغضاء عن بعض الحقوق، أن يفوت ويُمرر ولا يقف عند كل شيء، ولهذا قالوا: "ما استوفى كريم قط"[3]، الذي يريد أن يستقصي لا يفوت صغيرة ولا كبيرة إلا يقف عندها ويغضب ويعاتب ويجادل هذا لا تستقيم له الحياة، وإنما هناك أمور يمكن أن يتجاوزها الإنسان، "ما استوفى كريم قط"، التغافل عن بعض الأمور، فهذه من المعاني التي يحتاج أن يتذكرها الإنسان.

وهكذا أيضاً اجتماع أزواج النبي ﷺ عليه يطالبنهبالتوسع والزيادة في النفقة[4]، وقل مثل ذلك حينما تظاهر عائشة وحفصة كما في الروايات المشهورة في سبب نزول صدر سورة التحريم، حينما شرب عسلاً عند زينب بنت جحش -ا- فاتفقتا على النبي ﷺ كل واحدة إذا دخل عليها تقول: "إني أجد منك ريح مغافير"[5]؛ من أجل أن لا يعود إلى شرب هذا العسل ثانية، فالمرأة تبقى بشر فيها من الضعف والقصور فيراعي هذا الرجل، فالنبي ﷺ حينما قالت له: "أنت الذي تزعم أنك رسول الله! فتبسم"[6]، وكثير من الرجال قد يتخذ موقفاً صارماً في مثل هذا أو في أقل منه بكثير والأمر قد لا يستدعي ذلك.

ولذلك أقول: حينما يتذكر العاقل الموفق مثل هذهالأحاديث فإن ذلك يخفف عنه ويقارن حاله ونفسه بالنبي ﷺ ثم بعد ذلك ينظر ما يصدر عنه.

وهكذا أيضاً فيما يتعلق بالمرأة فهي بحاجةإلى معرفة طبيعة الرجل، فإذا كانت تعرف من طبعه سرعة الغضب والانفعال مثلاً، أو تفسير الأمور على غير وجهها، عنده مثلاً سوء ظن أو نحو ذلك فتراعي هذا، فتتكلم بما لا يثير كوامنه، ولا تتكلم بكلام يمكن أن يُفهم على غير مرادها، وإذا استطاعت المرأة والرجل استطاع كل واحد منهما أن لا يحتاج إلى الاعتذار؛ لأنه قد حمل نفسه على أجمل ما يكون من الأعمال والأقوال إن استطعت دائماً في تعاملك مع الناس عموماً أن تتجمل فلا تعتذر فهذا هو الكمال، فإن وقع التقصير أو الخطأ فينبغي أن يعتذر الإنسان، من الناس من لا يعرف الاعتذار؛ لأن تربيته التي تربى عليها منذ الصغر ليس في قاموسها هذه الألفاظ غير موجودة، ومن الناس من قد يترك ذلك أنفة وترفعاً، فالإنسان إذا حصل منه التقصير أو الخطأ يقول أنا آسف أنا أخطأت، الرجل إذا أخطأ يقول: أنا أخطأت، أنا أعتذر، أنا أقر بهذا الخطأ، انتهى كل شيء، المرأة قصرت حصل منها إساءة تعتذر، وتقول: أنا اعتذر هذا الذي وقع خطأ وأقر به وألتمس العفو ثم تنتهي المشكلة، لكن يبقى كل طرف يعاند ويأنف، وتبقى النفوس مشحونة، وهذه المواقف قد تتكرر يوماً بعد يوم حيناً بعد حين، وتجتمع إن لم يكن هناك محاورة، فالذي يحصل أن ذلك يكبر في نفس الإنسان حتى يتحول إلى أحقاد، فكم سمعت من امرأة تدعوا على زوجها، أو رجل يدعو على امرأته، ومن الطريف إحدى النساء أرسلت برسالة تقول: إنها تدعوا كثيراً لأولادها بالجنة ولها، ولكنها تدعوا أن لا يكون زوجها زوجاً لها في الجنة، ادخلي الجنة والزوج سيتغير في الجنة حجرتِ واسعاً، ما الذي حملها على هذا؟ هي ما تراه منه، فهي لشدة ما تجد لا تريد أن يمتد ذلك أيضاً إلى الآخرة، تظن أن الآخرة فيها مثل هذه النقائص والعيوب، فأقول: لماذا تتحول هذه المسرات والأفراح إلى قروح وآلام وأحوال مزعجة لربما بعضهم يتمنى ربما الموت ويفضله على هذه الحياة، أقول: لأن أحد هؤلاء الزوج أو الزوجة، ولربما كل واحد لم يقف عند حده الذي يجب أن يقف عنده، ولم يؤدِ ما عليه فحصل مثل هذا التقصير، ولربما حمل ذلك الطرف على التقصير انتقاماً ومقابلة، وكم سمعت كثيراً من نساء تريد الواحدة أن تعاقب زوجها بالهجر بالفراش لما تجد منه من سوء التعامل والظلم والتقصير في الحقوق، هل هذا يجوز أو لا يجوز؟ هو لا يستحق، هو كذا، وعبارات موحشة، ما الحاجة لمثل هذا، لو أن كل أحد أدى ما عليه واتقى الله واحتسب فيما يعمل وإذا رأى شيئاً فإنه يمكن أن يحاور بالكلام الطيب واللطيف، ومن لا يستطيع هذا يمكن بالكتابة، لكن الذي يمنع من هذا من الناس من ليس عنده لغة أصلاً في الحوار يغضب مباشرة، تقول: لا أستطيع أن أتحدث معه، لا أستطيع أن أتفاهم معه مباشرة ينقلب عليّ، هذه مشكلة، يمكن أن يكون عن طريق الكتابة.

وأحياناً يكون هذا الإنسانالزوج أو الزوجة يتحامل، يظهر هذا في وجه إذا ذكرت له الملاحظة أو الملحوظة، مجرد ما تذكر ملحوظة بسيطة ترى الذي حصل كذا ما كان ينبغي أو يعني يذكر لها تقصيراً رآه أو نحو ذلك يرى في وجهها ذلك أياماً، فهذا يؤدي في النهاية إلى ماذا؟ يؤدي إلى أنه يتحاشى ذكر الملحوظات؛ لأنه إذا ذكر شيئاً بأحسن عبارة رأى منها الإشاحة والحزن في وجهها، ولا تكاد تتكلم، وهو لم يفعل شيئاً ما ظلمها ولا أساء إليها، ولا جرح مشاعرها، بمجرد أنه ذكر تقصيراً تحتاج إلى تلافيه، فهذا يؤدي في النهاية إلى أن أحد الطرفين يتحاشى تكليم الآخر في شيء يسكت، وهذا السكوت يؤدي بعد مدة يتكرر هذا التقصير إلى لون من الشحناء، وهذه الشحناء تتحول فيما بعد إلى بغضاء قد تتجذر وتتغلغل ثم بعد ذلك تنتهي هذه الحياة بالفراق، أو نحو ذلك.

فأقول: ينبغي على كل إنسان أن يراعي هذه الجوانب والعاقل يتبصر فيما يصلح فيقبل عليه وما يسيء فيتحاشاه، وبهذا تستقيم الأمور، وإذا كان الإنسان منفعلاً فإنه يجب أن لا يتكلم ولا يدخل في حوار أو نقاش في حال الانفعال، دع المشكلة تكون بائتة ثم بعد ذلك تستطيع أن تتكلم وأنت تعرف ماذا تقول، كم من إنسان ندم لكن بعد فوات الأوان.

لعل هذا يكفي، وأما ما يتعلق بأمور اللباس، وأدبالمرأة المسلمة فيمكن الرجوع إلى درس بعنوان: "كفى عبثاً باللباس"[7]، وكذلك أيضاً: "كيف ربى القرآن أمهات المؤمنين"[8]، وما يتعلق باختيار الزوجة وما شابه ذلك من قضايا، قد تكلمت عليها بشيء من التوسع في درس بعنوان: "مقومات الحياة الزوجية"[9].

أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى وأن يلهمنا رشدنا ويقينا شر أنفسنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

  1. أخرجه البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب: خلق آدم صلوات الله عليه وذريته، برقم (3331)، ومسلم، كتاب الرضاع، باب الوصية بالنساء، برقم (1468).
  2. تفسير الطبري (4/ 123).
  3. بدائع السلك في طبائع الملك (1/ 510).
  4. أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب: تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ، برقم (4913)، ومسلم، كتاب الطلاق، باب: في الإيلاء، واعتزال النساء، وتخييرهن وقوله تعالى:  وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ [التحريم:4]،  برقم (1479).
  5. أخرجه البخاري، كتاب الطلاق، باب: لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ [التحريم:1]، برقم (5267)، وبرقم (6972)، كتاب الحيل، باب: ما يكره من احتيال المرأة مع الزوج والضرائر، وما نزل على النبي ﷺ في ذلك، ومسلم، كتاب الطلاق، باب: وجوب الكفارة على من حرم امرأته، ولم ينو الطلاق، برقم (1474).
  6. أخرجه أبو يعلى في مسنده، برقم (4670)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة، برقم (2985).
  7. على الرابط: http://www.khaledalsabt.com/cnt/lecture/144.
  8. على الرابط: http://khaledalsabt.com/cnt/lecture/1473.
  9.  على الرابط: http://khaledalsabt.com/cnt/lecture/3511.

مواد ذات صلة