السبت 12 / ذو القعدة / 1446 - 10 / مايو 2025
فَلَمَّآ أَنجَىٰهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِى ٱلْأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ۗ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَٰعَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قال الله تعالى: فَلَمَّا أَنجَاهُمْ أي: من تلك الورطة، إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أي: كأنْ لم يكن من ذلك شيء، كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ [سورة يونس:12].
وهذه أيضاً "إذا" فجائية.
ثم قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم أي: إنما يذوق وبال هذا البغي أنتم أنفسكم ولا تضرون به أحداً غيركم، كما جاء في الحديث: ما من ذنب أجدر أن يعجل الله عقوبته في الدنيا مع ما يدخر الله لصاحبه في الآخرة من البغي وقطيعة الرح[1].
وقوله: مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا أي: إنما لكم متاع في الحياة الدنيا الدنيئة الحقيرة، ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ [سورة يونس:23] أي: مصيركم ومآلكم، فَنُنَبِّئُكُم أي: فنخبركم بجميع أعمالكم ونوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.


في قراءة حفص مَتَاعَ  بالنصب، لكن القراءة الثانية وهي التي اعتمدها ابن كثير - رحمه الله - مَتَاعُ بالرفع، وهي متواترة، مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وفسرها بناء على هذا، قال: أي إنما لكم متاعٌ في الحياة الدنيا، هذا على قراءة الرفع، وقيل: إنها خبر، وقيل غير هذا، وقراءة النصب بعضهم يقول: هي مصدر، وقيل: مفعول لأجله، وقيل: منصوبة بنزع الخافض، وقيل غيره هذا.

  1. رواه أبو داود برقم (4902)، كتاب الأدب، باب في النهي عن البغي، والترمذي برقم (2511)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، كتاب أبواب الطهارة، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (918)، وفي صحيح الجامع برقم (5704).