"فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [سورة هود:106-107].
يقول تعالى: لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ قال ابن عباس - ا -: الزفير في الحلق، والشهيق في الصدر، أي: تنفسهم زفير، وأخذهم النفس شهيق؛ لما هم فيه من العذاب - عياذاً بالله من ذلك -".
فأورد المصنف - رحمه الله - قول ابن عباس - ا - في قول الله - تبارك وتعالى -: لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ قال: "الزفير في الحلق، والشهيق في الصدر، أي: تنفسهم زفير، وأخذهم النفس شهيق" يعني: الذي يدخل يقال له: شهيق، والذي يخرج يقال له: زفير، وهذا معنى تنفسهم، فليست الجملتان معناهما واحد، بل إحداهما عكس الأخرى، وقال بعض أهل العلم: الزفير هو الصوت الشديد المرتفع، وهذا القول وإن قال به بعض أهل اللغة إلا أنه لا يخلو من بعد، وقال بعضهم: الزفير هو ابتداء صوت الحمار، والشهيق هو آخر صوته، وهذا القول اختاره كبير المفسرين ابن جرير الطبري - رحمه الله -، وقال بعضهم: الزفير هو إخراج النفس، والشهيق إدخاله؛ وهذا هو المشهور المعروف.
وقال بعضهم: الزفير من الصدر، والشهيق من الحلق، وقيل: الزفير هو تردد النفس بسبب الخوف، وعند التأمل نجد أن بعض هذه الأقوال لا منافاة بينها.