قوله: سَخِرُواْ مِنْهُ قال بعض أهل العلم أنهم كانوا يقولون له: كنت نبياً، وصرت نجاراً، وقال بعضهم أنهم سخروا منه لأنه كان يصنع السفينة بعيداً عن البحر، فقالوا له: ما الفائدة من صنع هذه السفينة في هذا المكان؟
وقال بعض العلماء: أنهم سخروا منه لكونهم أول مرة يشاهدون السفينة.
قال: إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا، السخرية: بمعنى الاستهزاء، فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ يحتمل أن تكون السخرية في وقت نزول العذاب بهم، ويحتمل أن تكون في الآخرة، وهذا الذي اختاره ابن جرير - رحمه الله -، وكأنه اعتبر قوله - تبارك وتعالى - في الآية التي بعدها: فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ [سورة هود:39].
والعذاب المقيم هو الدائم المستمر وهو عذاب الآخرة، ولا شك أن أهل الإيمان يسخرون من الكافرين في الآخرة كما قال الله : فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ [سورة المطففين:34].