قوله: أَصَلاَتُكَ، وفي القراءة الأخرى المتواترة: أَصَلَوَاتُكَ، والقراءتان بمعنىً واحد، فالصلوات جمع، والصلاة مفرد لكنها أضيفت إلى معرفة وكاف الخطاب، وهذا بمعنى الجمع، وفسر بعض السلف قوله: أَصَلاَتُكَ أي: قراءتك، وقال بعضهم: أي: دينك.
"أو" حرف عطف بمعنى الواو، والمعنى: وتأمرك أن نفعل في أموالنا ما نشاء من الأخذ، والتصرف، والعطاء، والتطفيف، والبخس، فليس لأحد سلطان علينا في ذلك.
"قال الحسن في قوله: أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا "إي والله، إن صلاته لتأمرهم أن يتركوا ما كان يعبد آباؤهم".
وقال الثوري في قوله: أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء: "يعنون الزكاة"".
قد يؤخذ من هذه الآية أن الزكاة واجبة على الأمم السابقة، ويدل على ذلك قول الله - تبارك وتعالى -: وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا [سورة مريم:55].
قوله: إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ يقول الكفار ذلك على سبيل الاستهزاء، وقال بعضهم: خاطبوه بذلك باعتبار نظره، واعتقاده، ومنه قول الله - تبارك وتعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ، وقال بعضهم: إنهم كانوا يعتقدون حقيقة أنه حليم، ورشيد، والأقرب - والله أعلم - أنهم قالوا له ذلك على سبيل الاستهزاء، والسخرية.